ثم سألني : ما هذه الخصوصية في تربة أرض كربلاء ، حيث إن أكثر الشيعة مقيدون بالسجود عليها مهما أمكن ؟
قلت : السر في ذلك أنه ورد في الحديث الشريف : السجود على تربة أبي عبدالله (عليه السلام) يخرق الحجب السبع(1)، يعني أن السجود عليها يوجب قبول الصلاة
وصعودها إلى السماء ، وما ذلك إلا لإدراك أفضلية ليست في تربة غير كربلاء المقدسة
فأورد عليَّ : هل السجود على تربة الحسين (عليه السلام) تجعل الصلاة مقبولة عند الله تعالى ولو كانت الصلاة باطلة ؟
فأجبته : إن الشيعة تقول : بأن الصلاة الفاقدة لشرط من شرائط الصحة باطلة غير مقبولة ، ولكن الصلاة الجامعة لجميع شرائط الصحة قد تكون مقبولة عند الله تعالى وقد تكون غير مقبولة ، أي لا يثاب عليها ، فإذا كانت الصلاة الصحيحة على تربة الحسين (عليه السلام) قبلت ويثاب عليها ، فالصحة شيء والقبول شيء آخر .
____________
1- روي عن معاوية بن عمار قال : كان لأبي عبدالله (عليه السلام) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله (عليه السلام)فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه ، ثم قال (عليه السلام): إن السجود على تربة أبي عبدالله (عليه السلام) يخرق الحُجب السبع . راجع : مصباح المتهجد : 677 ، الدعوات للراوندي : 188 ح519 ، وسائل الشيعة للحر العاملي : 3/608 ح3 (ب 16 من أبواب ما يسجد عليه) ، بحار الأنوار للمجلسي : 82/153 ح14 و ج 98 ص 135 ح 74 .
السرّ في السجود على التربة الحسينيّة
- الزيارات: 1004