• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لا دليل على اتباع أحد المذاهب الأربعة

ثم أنّا لم نعثر على دليل يوجب علينا الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ، بل ولا مرجح أيضا ، غير أننا عثرنا على أدلة كثيرة توجب الأخذ بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) وتقود المسلم إلى سواء السبيل .
ثم عرضت له كثيرا من الأدلة القطعية الصريحة بوجوب الأخذ بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وكله سمعٌ يصغي إلىَّ ، إلى أن قلت : يا فضيلة الشيخ أنت من العلماء الأفاضل! فهل وجدت في كتاب اللّه وسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دليلاً يرشدك إلى الأخذ بأحد المذاهب الأربعة ؟
فأجابني : كلا .
ثم قلت له : ألا تعرف أن المذاهب الأربعة كل واحد منهم يخالف الآخر في كثير من المسائل ، ولم يقيموا دليلاً قويا ، وبرهانا جليا واضحا على أنه الحق دون غيره ، وإنما يذكر الملتزم بأحد المذاهب أدلة لاقوام لها ، إذ ليس لها معضد من كتاب أو سنة ، فهيِّ : {كَشَجَرَة خَبِيثَة اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار}(1) .
مثلاً لو سألت الحنفي : لِمَ اخترت مذهب الحنفية دون غيره ، ولِمَ اخترت أبا حنيفة إماماً لنفسك بعد ألف عام من موته ، ولم تختر المالكي أو الشافعي ، أو أحمد بن حنبل مع بعض مزاياهم التي يذكرونها ! فلم يجبك بجواب تطمئن إليه النفس !
والسر في ذلك أن كل واحد منهم لم يكن نبي أو وصي نبي وما كان يوحى إليهم ، ولم يكونوا ملهمين بل أنهم كسائر من ينتسب إلى العلم وأمثالهم كثير وكثير من العلماء .
ثم أنهم لم يكونوا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأكثرهم أو كلّهم لم يدركوا النبي ولا أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتخاذ مذهب واحد منهم وجعله مذهبا لنفسه ، والالتزام به وبآرائه التي يمكن فيه الخطأ والسهو .... وكل واحد منهم ذوي آراء متشتتة يخالف بعضها بعضا لا يقره العقل ولا البرهان ، ولا تصدقه الفطرة السليمة ، ولا الكتاب ولا السنة ، ولا حجة لأحد على اللّه في يوم الحساب ، بل للّه الحجة البالغة عليها ، حتى أنه لو سأل اللّه من التزم بأحد المذاهب الأربعة في يوم القيامة بأىّ دليل أخذت بمذهبك هذا ؟ لم يكن له جواب سوى قوله : {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ}(2) أو يقول : {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ}(3) ، فباللّه عليك يا فضيلة الشيخ هل يكون لملتزمي أحد المذاهب الأربعة يوم القيامة أمام اللّه الواحد القهار جوابا ؟!
فأطرق رأسه مليا ثم رفع رأسه وقال : لا .
فقلت : هل يكون أحد معذورا بذاك الجواب ؟
أجابني : كلا .
ثم قلت : وأما نحن المتمسكين بولاء العترة الطاهرة آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)العاملين بالفقه الجعفري فنقول في يوم الحساب عند وقوفنا أمام اللّه العزيز الجبار : ربنا إنك أمرتنا بذلك لأنك قلت في كتابك : {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(4) .
وقال نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) باتفاق المسلمين: إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض(5) . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق(6) .
ولا ريب لأحد أن الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) من العترة الطاهرة ، وعلمه علم أبيه ، وعلم أبيه علم جده رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلم رسول اللّه من علم اللّه(7) .
هذا مضافا إلى أن الإمام الصادق (عليه السلام) قد اتفق جميع المسلمين على صدقه ووثاقته(8) ، وهناك طائفة كبيرة من المسلمين من يقول بعصمته وإمامته وأنه الوصي السادس لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنه حجة اللّه على البرية ، وأن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يروي عن آبائه الطيبين الطاهرين ، ولا يفتي برأيه ، ولا يقول بما يستحسنه ، فحديثه حديث أبيه وجده ، إذ أنهم منابع العلم والحكمة ، ومعادن الوحي والتنزيل .
فمذهب الإمام الصادق (عليه السلام) هو مذهب أبيه وجده المأخوذ عن الوحي لا يحيد عنه قيد شعرة ، لا بالاجتهاد كغيره ممن اجتهد فالآخذ بمذهب جعفر بن محمد (عليهما السلام) ومذهب أجداده آخذ بالصواب ، ومتمسك بالكتاب والسنة .

 



________
1- سورة إبراهيم ، الآية : 26 .
2- سورة الزخرف ، الآية : 23 .
3- سورة الأحزاب ، الآية : 67 .
4- سورة الحشر ، الآية : 7 .
5- مسند أحمد بن حنبل : 4/367 ، صحيح مسلم : 7/122 ـ 123 ، المستدرك ، الحاكم النيسابوري : 3/110 ، السنن الكبرى ، البيهقي : 2/148 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 5/154 ح4923 ، المناقب ، الخوارزمي : 200 ، ينابيع المودة ، القندوزي : 1/121 ح49 ، وغيرها الكثير جداً .
6- المستدرك ، الحاكم : 2/343 ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وص 150 ـ 151 ، المعجم الكبير ، الطبراني : 3/45 ـ 46 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 9/168 ، تهذيب الكمال ، المزي : 28/411 ، ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : 2 ، ينابيع المودة ، القندوزي : 1/93 .
7- وفي ذلك يقول الشاعر :
إذا شئت أن تبغي لنفسك مذهباً     ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك     وأحمد والمروي عن كعب أحبار
ووال أُناساً قولهم وحديثهم     روى جدنا عن جبرئيل عن الباري


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page