قال : بإمكانك أن تأخذ من كلّ مذهب ما يعجبك لأنها مذاهب إسلامية ، وكلّهم من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ملتمس .
قلت : أخاف أن أكون ممن قال اللّه فيهم : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}(1) . يا سيدي أنا لا أعتقد بأنّ المذاهب كلّها على حق ما دام الواحد منهم يبيح الشيء ويحرّمه الآخر ، فلا يمكن أن يكون الشيء ، حراما وحلالاً في آن واحد ، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتناقض في أحكامه لأنّه " وحي من القرآن " ، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}(2) . وبما أنّ
المذاهب الأربعة فيها اختلاف كثير فليست من عند اللّه ، ولا من عند رسوله ، لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يناقض القرآن .
________
1- سورة الجاثية ، الآية : 23 .
2- سورة النساء ، الآية : 82 .
الإختلاف بين المذاهب الأربعة
- الزيارات: 896