طباعة

السجود على التربة الحسينية

سألته بعد ذلك عن التربة التي يسجدون عليها والتي يسمّونها بـ "التربة الحسينية" .
أجاب قائلا : يجب أن يُعرف قبل كلّ شيء أننا نسجد على التراب، ولا نسجد للتراب، كما يتوهّم البعض الذين يشهّرون بالشيعة، فالسجود هو لله سبحانه وتعالى وحده، والثابت عندنا وعند أهل السنّة أيضاً أن أفضل السجود على الأرض أو ما أنبتت الأرض من غير المأكول، ولا يصحّ السجود على غير ذلك، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفترش التراب وقد اتخذ له خمرة من التراب والقش يسجد عليها ، وعلّم أصحابه فكانوا يسجدون على الأرض ، وعلى الحصى، ونهاهم أن يسجد أحدهم على طرف ثوبه، وهذا من المعلومات بالضرورة عندنا .
وقد اتّخذ الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (عليهما السلام) تربة من قبر أبيه أبي عبدالله (عليه السلام) باعتبارها تربة زكية طاهرة(1) سالت عليها دماء سيد الشهداء، واستمر على ذلك شيعته إلى يوم الناس هذا، فنحن لا نقول بأنّ السجود لا يصحّ إلاّ عليها، بل نقول بأنّ السجود يصحّ على أي تربة أو حجرة طاهرة ، كما يصحّ على الحصير والسجاد المصنوع من سعف النخيل وما شابه ذلك .






____________
1- من الواضح عناية أهل البيت (عليهم السلام) بهذه التربة المقدّسة العظيمة كما حدّثوا أيضاً أصحابهم وشيعتهم بفضلها وفضل السجود عليها وإنها شفاء من كلّ داء ، راجع في ذلك : مصباح المتهجّد للشيخ الطوسي: 731 ـ 735 ، كامل الزيارات : 274 ـ 286 ب 91 ـ 95 ، بحار الأنوار: 46 / 79 ح 75 وج 82 ص 45 و ج 85 ص 144 ، و ج 101 ص 120 .