قال : الشيعة ليست بهذه القلّة التي تتصوَّرها ، فهم يمثِّلون غالبيَّة في كثير من الدول ، ثمَّ إن الكثرة والقلّة ليست معياراً للحقّ ، بل القرآن كثيراً ما يذمُّ الكثرة ، يقول تعالى :
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}(1) ، ويقول : {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}(2) ، {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}(3) ، وبذلك لا تكون الكثرة دليلا على أنهم على حقٍّ .
أمَّا التشيُّع كمنهج سماويٍّ فهو موجود ، بدليل أني شيعيٌّ ، وإذا وجِّه الإشكال إلى عدم انتشار التشيُّع فهذا يتوجَّه أيضاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوَّل دعوته وحتى وفاته ; إذ أن الإسلام لم يكن منتشراً ، ومع ذلك فهو الحقُّ المنزل من قبل الله تعالى .
قلت متعجِّباً : وهل تريدني أن أسلِّم بأن آباءنا وأجدادنا الذين عرفناهم متديِّنين طريقهم غير الذي أمر به الله ؟!
ابتسم قائلا : أنا لست في مقام بيان وتقييم أحوال الماضين ، فالله أعلم بهم ،ولكن أذكِّرك بأن القرآن يرفض أن يكون الأساس في الاعتقاد تقليد الآباء والأجداد ، يقول تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}(4) .
____________
1- سورة الأعراف ، الآية : 17 .
2- سورة سبأ ، الآية : 13 .
3- سورة البقرة ، الآية : 170 .
4- سورة الزخرف ، الآية : 78 .
الكثرة ليست معياراً للحق
- الزيارات: 875