صديقي الشيعي : وهل هذا عالم ؟ العالم متواضع ، ليِّن ، لا يكون فظّاً غليظ القلب ، يردُّ على أسئلة الناس ، يجب أن يستقطب الناس من حوله .. لأنه إذا صلح العالِم صلح العالَم ، وإذا فسد العالِم فسد العالَم ، هؤلاء علماء الأمّة هم القدوة ، والأسوة الحسنة في المجتمع الإسلاميّ .
ولكن نحن الشيعة عندنا مسألة مهمّة ، وهي الدليل في النقاش والحوار ، والدليل يجب أن يكون من القرآن والسنّة ، ونحن أبناء الدليل ، أينما مال نميل .
فأجبته : هل نحن على الباطل حتى تقول لي : دليلكم القرآن والسنة ؟
ونحن ماذا عندنا ؟ أليس القرآن والسنة ؟
صديقي الشيعي : يا أخي ! نفترض جدلا هذا الكتاب كتاب ضلال ، لماذا لا يردُّ عليه علماؤكم السنة ؟
قلت له : يردّون على شخصيّة خياليّة موهومة ، مع الأسف عليك أيُّها الصديق ، إذا إنه إنسان خياليٌّ غير موجود فكيف يردُّون عليه ؟
صديقي الشيعي : سؤال ، نفترض أن التيجاني شخصيّة خياليّة وهميّة غير موجودة ، فهل الأدلّة الموجودة في كتابه أيضاً خياليّة موهومة وغير موجودة ؟ أجبني على ذلك .
فأحرجت أمامه ; لأني لا أعرف مضمون كتاب ( ثم اهتديت ) ، ومن ثمَّ حذَّرني منه الشيخ طارق وقال لي : احرقه ، فوقعت بين نارين ، بين إحراج الصديق الشيعي : لماذا لا يردُّ عليه علماؤكم ؟ وبين تحذيرات الشيخ طارق : إيَّاك أن تقرأه ، فأحرقه ! يا إلهي ! خلِّصني من هذا المأزق الشديد ، الله أكبر !
لماذا ؟ لماذا البحث والعناء ؟ ما هذه القصّة ؟ من أين جاءني هذا الشيعي ليشوِّش عليَّ أفكاري ، وينغِّص حياتي ، وأنا رجل الآن أعمل بالإسمنت والأعمال الشاقّة المتعبة المجهدة ؟ فعشت في صراع حادٍّ مع عقلي ونفسي ، عقلي يقول لي : اقرأ كتاب ثمَّ اهتديت واعرف ما فيه ، ونفسي قتلها الخوف والتحذير من الشيخ طارق .
نهاراً محرج من الصديق الشيعي ، يقول لي : أنت متعصِّب ، ولا تأتي بالدليل ، ألم تسمع بالبخاري ومسلم ؟ فكتاب ثم اهتديت كل أدلّته من البخاري ومسلم .
فقلت له : هناك طبعات للبخاري ومسلم مزوَّرة ومدسوسة ، فما بالك يا صديقي ؟ إن التيجاني شخصيّة موهومة كما يقول علماؤنا ، وأتى بأدلّة مزوَّرة من البخاري ومسلم .
فأين أصبح يا صديقي ؟! دعني في حالي وعملي ، وكلُّنا إن شاء الله مسلمين {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ}(1) ، وكلَّما أصبحنا وأتانا يوم جديد يقول لي : فكِّر بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) ، فكِّر لتنقذ نفسك بموالاة علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
قلت له : أنا وأنت متفقان على حبِّ عليٍّ ( كرَّم الله وجهه ) لكن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) هذا مصطلح جديد لأوَّل مرَّة يطرق ذهني ، قلت له : وماذا تقصد من كلمة موالاة علي (عليه السلام) ؟
_________
1- سورة البقرة ، الآية : 134 .
حوارٌ مُحرج
- الزيارات: 772