لا مصلحة لله في شكرنا
ولننظر الى ضخامة وتشعّب الأمور التربويّة والأخلاقية التي أمرنا الله سبحانه أن نلتزم بها وهي في نفعنا نحن، وليس له سبحانه مصلحة سواء تمسّكنا بها أم لم نتمسّك، لأنها ستعود علينا بالضرر إن لم نلتزم بها اجتماعياً وربّما اقتصادياً وثقافياً، وإن التزمنا بها فإن التزامنا هذا سوف لا يضرّه ولا ينفعه.
وحتّى فيما يخصّ العبادة والفرائض العبادية التي أمرنا تعالى بتأديتها، فانّها هي الأخرى تنعكس علينا نفعاً أو ضرراً في الدنيا والآخرة في حالة التزامنا أو عصياننا، كما أشار الى ذلك تعالى في قوله: «قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ» (الفرقان/77).
فهو سبحانه يأمرنا بالكثير من الالتزامات الأخلاقية كالصدق والوفاء والإخلاص والتضحية والإيثار، وينهانا عن ما يخالفها من السلبيات، ولكنّك ترانا نعمل بما يخالف إرادته سبحانه فلا نلتزم بما أمر، ونفعل الذي ينهانا عنه، فترانا نكذب ونخون ونسرق ونغتاب ونستأثر ونرتكب ما شاكل ذلك من السلبيّات الأخلاقيّة غافلين عن أنّ كلّ واحدة منها تشكل حجاباً يحجبنا عن رحمة الرحمن ولطفه، وقد يستمرّ هذا الحجاب يوم القيامة خمسمائة عام كما تؤكّد على ذلك الروايات.