وهنا رفع صوته صارخاً : من أين تأتي بهذا الكلام ؟! ... وأنا لا أسمح لك أبداً أن تتحدَّث بهذه الطريقة عن علمائنا العظام ، وما أنت إلاَّ رجل مجادل تماري العلماء ، فمن تكون أنت مقابل شيخ الإسلام ابن تيمية ؟!
فاسمع : إذا كنت صادقاً فيما تقول تعال لنتباهل ، وانتصب واقفاً وقال : قم أيُّها المفتري ، قم حتى تباهلني ، والله إني أراك وقد خسف الله بك الأرض .
وهو على هذا الصراخ حتى اجتمع الناس حولنا ، وهو يقول : إنّه رافضيٌ ، إنّه شيعيٌّ ، وقد خدعني بعدما ظننت فيه الخير .
قلت : اهدأ أيُّها الشيخ ، والله إنّي لا أراك إلاَّ هارباً من الحوار ، فلم نتحدَّث بعد عن عدالة الصحابة .
قال : اسكت ، إنّ الصحابة عدالتهم أوضح وأكبر من أن نختلف فيها ، وإن كنت تؤمن بما تقول قم وباهلني .
قلت : أنا موافق على المباهلة ، ولكن قبلها أريد أن أطلب منك طلباً أمام كل الحضور ، وهو أن تقيم معي مناظرة علنيّة أمام جميع أهل هذه البلد ، حتى لا يبقى لوجودك ولا لوجود أمثالك أثر .
أمَّا المباهلة ، أتهدّدني أنت بالمباهلة وقد باهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأئمتي نصارى نجران ؟ والله لو أقسمت على الله بحقّهم لمسخت قرداً يلعب بك الصبيان ، ولكن نحن لا نختبر ربَّنا ، إنما الله هو الذي يختبرنا .
ووقفت قائماً وقلت : هيَّا ابدأ بالمباهلة ، فبدأ الخوف على وجهه .
ابدأ ، لماذا سكتَّ ؟
قال : أباهلك على البخاري ومسلم ، فضحكت ، وانتهرته .. يا أحمق ، ما البخاري ومسلم ، حتى نتباهل حولهم ؟ وإنما أباهلك بأن مذهب التشيُّع ـ مذهب أهل البيت ، الأئمة الاثني عشر (عليه السلام) ـ هو الحق ، وما غيره باطل .
فسكت ثمَّ قال : أنا لا أباهلك في أهل البيت(عليهم السلام) .
وعلى أيِّ شيء نتحدّث ؟ أعلى غير إمامة أهل البيت (عليه السلام) ؟
قال : أنا لا أباهلك رحمةً بك ، وانصرف .
قلت : سبحان الله ! فإن الراحم هو الله ، كيف ترحمني وعندكم هذا من مصاديق الشرك(1) ؟
____________
1- حوارات ، الشيخ معتصم السوداني : 81 ـ 94 .
الدعوة إلى المباهلة
- الزيارات: 825