• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أبو بكر يسلّم الخلافة لصاحبه عمر ويخالف بذلك النصوص الصّريحة


يقول الإمام علي (عليه السلام) في هذا الموضوع بالذّات:
"أما والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وإنّه ليعلمُ أنّ محلي منها محلّ القطب من الرّحى، ينحدر عني السّيلُ ولا يرقى إلىَّ الطير، فسدلتُ دونها ثوباً، وطويتُ عنها كشحاً، وطفقتُ أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه، فرأيتُ أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهْباً، حتّى مضى الأولُ لسبيله، فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعدَهُ.
(شتان ما يومي على كورها    ويوم حيّان أخي جابر)
فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشدّ ما تشطّرا ضرعيها، فصيّرها في حوزة خشناء، يغْلظُ كلامُها، ويخشنُ مسُّها، ويكثُرُ العثَارُ فيها، والاعتذار منها..." الخطبة(1).
يعرفُ كلّ محقّق وباحث بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ بالخلافة وعيّن علي ابن أبي طالب قبل وفاته، كما يعرف ذلك أغلب الصّحابة، وفي مقدّمتهم أبو بكر وعمر، ولهذا كان الإمام علي يقول: "وإنه ليعلمُ أنَّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحى".
ولعلّ ذلك ما دعا أبو بكر وعمر أن يمنعا رواية الحديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قدّمنا في الفصل السّابق، وتمسّكا بالقرآن لأنّ القرآن وإن كان فيه آية الولاية، غير أنّ اسم علي لم يذكر صراحة كما هو الحال في الأحاديث النّبوية، كقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من كنت مولاه فهذا علىٌّ مولاه"(2)، و"علىّ مني بمنزلة هارون من موسى"(3)و"علي أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي"(4)و"علىّ منّي وأنا منه وهو ولىّ كلّ مؤمن بعدي"(5).
وبذلك نفهم مدى نجاح المخطّط الذي رسمه أبو بكر وعمر في منع وحرق الأحاديث النبويّة، وجعل كمّامات على الأفواه حتى لا يتحدّث الصّحابة بها، كما قدّمنا في رواية قرظة بن كعب، واستمرّ ذلك الحصار ربع قرن، وهي مدّة الخلفاء الثـلاثة، حتى إذا جاء علي للخـلافة نرى أنّه استشهد الصّحابة يوم الرحبة على حديث الغدير، فشهد له ثلاثون صحابيّاً(6)منهم سبعة عشر بدريّاً(7).
وهذا يدلّ دلالة واضحة بأنّ هؤلاء الصّحابة، وعددهم ثلاثون، ما كانوا ليتكلّموا لولا أن طلب منهم أمير المؤمنين ذلك، فلو لم يكن علىّ خليفة وبيده القوّة لأقعدهم الخوف عن أداء الشّهادة، كما وقع ذلك فعلا من بعض الصّحابة الذين أقعدهم الخوف أو الحسد عن الشهادة، أمثال أنس بن مالك، والبرّاء بن عازب، وزيد بن أرقم، وجرير بن عبد الله البجلي، فأصابتهم دعوة علي بن أبي طالب(8).
ولم ينعم أبو تراب (عليه السلام) بالخلافة، فكانت أيامه كلّها محن وفتن، ومؤامرات وحروب شُنّتْ عليه من كلّ حدب وصوب، وبرزت تلك الأحقاد والضغائن البدرية والحنينية والخيبرية حتى سقط شهيداً، ولم تجد تلك السّنن النبويّة آذاناً صاغية لدى الناكثين والقاسطين والمارقين، والانتهازيين الذين أَلِفُوا الفساد والرشوة وحبّ الدنيا أيام عثمان، فلم يكن ابن أبي طالب ليصلح فساد وانحراف ربع قرن في ثلاث أو أربع سنوات إلاّ بفساد نفسه، وهيهات منه ذلك وهو القائل: "والله إنّي لأعرف ماذا يُصلحكم، ولكن لا أصلحكم بفساد نفسي"(9).
ولم تطل المدّة حتى اعتلى سدّة الخلافة معاوية بن أبي سفيان، فواصل المخطّط، كما قدّمنا في منع الأحاديث إلاّ ما كان في زمن عمر، وذهب شوطاً أبعد من ذلك، فانتدب من الصّحابة والتّابعين زمرة لوضع الأحاديث، فضاعت سنّة الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في خضمّ تلك الأكاذيب والأساطير والفضائل المختلقة.
واستمرّ المسلمون على ذلك قرناً كامِلا، وأصبحتْ سنّة معاوية هي المتّبعة لدى عامّة المسلمين، وإذا قلنَا سنّة معاوية فمعناه السنّة التي ارتضاها معاوية من أفعال الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان، وما أضافه هو وأتباعه من وضع وتزوير، ولعْن وسبّ لعلي وأهل بيته وشيعته من الصّحابة المخلصين.
ولذلك أعود وأكرر بأنّ أبا بكر وعمر نجحا في هذا المخطّط لطمس السّنن النبويّة بدعوى الرجوع إلى القرآن، فإنّك ترى اليوم وبعد مرور أربعة عشر قرناً، إذا ما حاججتَ بالنّصوص النّبوية المتواترة التي تُثبتُ بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عيّنَ عليّاً خليفةً لَهُ، فسيُقال لك: دعنا من السنّة النبويّة التي أُختلِفَ فيها وحسبُنَا كتاب الله، وكتاب الله لم يذكر بأنّ علياً هو خليفة النّبي، بل قال: "وأمرهم شورى".
وهذه هي حجّتُهم، فما كلّمتُ أحداً من علماء أهل السنّة إلاّ وكانت الشورى هي شعارُهم وديدنهم.
وبقطع النّظر على أنّ خلافة أبي بكر كانت فلتةً وقى الله المسلمين شرّها(10)، فلم تكن عن مشورة كما يدّعي البعض، بل كانت بالغفلة وبالقوة والقهر والتهديد والضرب(11)، وتخلّف عنها وعارضها الكثير من خيرة الصّحابة، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب، وسعد بن عبادة، وعمّار، وسلّمان، والمقداد، والزبير، والعبّاس، وغير هؤلاء كثيرون، كما يعترف بذلك جلّ المؤرّخين لهذا الحدث.
ولنغضّ الطّرف عنها ونأتي إلى استخلاف أبي بكر لعمر بعده، ونسأل أهل السنّة الذين يتشدّقون بمبدأ الشورى: لماذا عيّنَ أبو بكر خليفته، وفرضه على المسلمين بدون أن يترك الأمر شورى بينهم كما تدّعون؟
ولمزيد من التّوضيح وكالعادة لا نستدل إلاّ بكتب أهل السنّة، أُقدّم إلى القارئ كيفية استخلاف أبي بكر لصاحبه.
ينقل ابن قتيبة في كتابه تاريخ الخلفاء، في باب مرض أبي بكر واستخلافه عمر رضي الله عنهما، قال:
"... ثمّ دعا عثمان بن عفّان فقال: أكتب عهدي، فكتب عثمان وأملى عليه: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة، آخر عهده في الدنيا نازحاً عنها، وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها، إنّي استخلفْتُ عليكم عمر بن الخطاب، فإن تروه عدلا فيكم فذلك ظنّي به ورجائي فيه، وإن بدّل وغيّر فالخير أردت، ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أىّ منقلب ينقلبون".
ثمّ ختم الكتاب ودفعه، فدخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنّه استخلف عمر، فقالوا: نراك استخلفتَ علينَا عمر، وقد عرفتَهُ، وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا، فكيف إذا وليتَ عنّا، وأنت لاق الله عزّ وجلّ فسائلك، فما أنت قائل؟ فقال أبو بكر: لئن سألني الله لأقولن: استخلفت عليهم خيرهم في نفسي"(12).
ويذكر بعض المؤرّخين: أنّ أبا بكر لمّا استدعى عثمان ليكتب عهده، أُغْمِيَ عليه أثناء الإملاء، فكتب عثمان اسم عمر بن الخطّاب، فلمّا أفاق قال: اقرأ ما كتبتَ، فقرأ وذكر اسم عمر، فقال: أنّى لك هذا؟ قال: ما كنتَ لتعدُوه، فقال: أصبتَ.
فلمّا فرغ من الكتاب دخل عليه قوم من الصحابة منهم طلحة، فقال له: ما أنت قائل لربّك غداً وقد وليّت علينا فظّاً غليظاً، تفرق منه النّفوس وتنفضّ عنه القلوب؟
فقال أبو بكر: أسندوني وكان مستلقياً، فأسندوه فقال لطلحة: أبالله تخوّفني، إذا قال لي ذلك غداً قلتُ له: ولّيتُ عليهم خير أهلك(13).
وإذا كان المؤرّخون يتّفقون على استخلاف أبي بكر لعمر بدون استشارة الصّحابة، فلنا أن نقول بأنّه استخلفه رغم أنف الصّحابة وهم له كارهون، وسواء أقال ابن قتيبة: "دخل عليه المهاجرون والأنصار فقال: قد علمت بوائقه فينا" أم كما قال غيره: "دخل عليه قوم من الصّحابة منهم طلحة فقال له: ما أنت قائل لربِّك وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً تفرق منه النفوس وتنفضّ عنه القلوب" فالنتيجة واحدة، وهي إنّ الصّحابة لم يكن أمرهم شورى، ولم يكونوا راضين عن استخلاف عمر، وقد فرضه عليهم أبو بكر فرضاً بدون استشارتهم، والنتيجة هي التي تنبأ بها الإمام علي عندما شدّد عليه عمر بن الخطّاب ليبايع أبا بكر، فقال له: "أحلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً"(14).
وهذا بالضبط ما قاله أحد الصّحابة لعمر بن الخطاب، عندما خرج بالكتاب الذي فيه عهد الخلافة، فقال له: ما في الكتاب يا أبا حفص؟ قال: لا أدري، ولكنّي أوّل من سمع وأطاع، فقال الرّجل: لكني والله أدري ما فيه، أمّرته عام أوّل، وأمّرك العام(15).
وبهذا يتبيّن لنا بوضوح لا شكّ فيه بأنّ مبدأ الشورى الذي يطبّل له أهل السنّة لا أساس له عند أبي بكر وعمر، أو بتعبير آخر: إنّ أبا بكر هو أوّل من هدم هذا المبدأ وألغاه، وفتح الباب أمام الحكّام من بني أُميّة أن يُعيدوها ملكية قيصرية يتوارثها الأبناء عن الآباء، وكذلك فعل بنوالعبّاس من بعدهم، وبقيت نظرية الشورى حُلماً يراود أهل السنّة والجماعة لم ولن يتحقّق.
وهذا يذكّرني بمحاورة دارت بيني وبين عالم من علماء الوهّابية السعوديين في مسجد نيروبي بكينيا على مشكلة الخلافة، وكنتُ من أنصار النصّ على الخليفة، وأنّ الأمر كلّه لله يجعله حيث يشاء، ولا دخل لاختيار الناس في ذلك.
وكان هو من أنصار الشورى، ويدافع عنها دفاعاً مستميتاً، وكان حوله مجموعة من الطلبة الذين يأخذون العلم عنه، وهم يؤيّدونه في كلّ ما يقول، بدعوى أنّ حجّته من القرآن الكريم، إذ يقول تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم): {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ}(16)ويقول: {وَأمْرُهُمْ شُورَى بَـيْنَهُمْ}(17).
ولمّا عرفْتُ أنّني مقهور مع هؤلاء لأنّهم تعلّموا من أستاذهم كلّ الأفكار الوهّابية، كما عرفت أنّهم غير قابلين للاستماع إلى الأحاديث الصّحيحة، وهم يتشبثون ببعض الأحاديث التي يحفظونها وأغلبها من الموضوعات،عند ذلك استسلمتُ لمبدأ الشورى وقلت لهم ولأستاذهم:
هل لكم أن تقنعوا حكومة جلالة الملك عندكم بمبدأ الشورى حتّى يتنازل عن عرشه، ويقتدي بسلفكم الصّالح، ويترك للمسلمين في الجزيرة العربية حريّة اختيار رئيساً لهم، وما أظنّه يفعل ذلك، فآباؤه وأجداده لم يملكوا الخلافة فحسب، بل والجزيرة العربية أيضاً أصبحت من ممتلكاتهم حتّى أطلقوا على أرض الحجاز كلّها اسم المملكة السعودية.
وعندئذ تكلّم سيّدهم العالم ليقول: نحن لا شغل لنا في السياسة، ونحن في بيت الله الذي أمر أن يذكر فيه اسمه وأن تقام فيه الصّلوات.
قلت: وكذلك لطلب العلم.
قال: نعم وهو كذلك، نحن نعلّم الشباب هنا.
قلتُ: كنّا في بحث علمي!
قال: لقد أفسدتَه بالسياسة.
خرجتُ مع مرافقي، وأنا أتحسّر على شباب المسلمين الذين استولت الوهّابية على أفكارهم بكلّ الطّرق، فأصبحوا حرباً على آبائهم، وكلّهم من معتنقي المذهب الشافعي، وهو أقرب المذاهب إلى أهل البيت على ما أعتقد.
وكان للشيوخ احترام ووقارٌ لدى المثقفين وغير المثقفين، باعتبار أنّ أغلبهم من السّادة المنحدرين من السّلالة الطّاهرة، فجاء الوهابيون للشباب واستغلّوا فقرهم، فأغروهم بالأموال والإمكانيات الماديّة، وقلبوا نظرتهم بأنّ ما يفعلونه من احترام للسّادة هو شرك بالله; لأنّه تقديس للبشر، فأصبح الأبناء نقمة على الآباء، وهذا ما يحدثُ في كثير من البلدان الإسلاميّة في أفريقيا للأسف.
ونعود لوفاة أبي بكر لنجد أنّه وقبل موته ندم على ما اقترفت يداه، فقد نقل ابن قتيبة في تاريخ الخلفاء قوله: "أجل والله ما آسى إلاّ على ثلاث فعلتهن ليتني كنتُ تركتهنَّ: فليتني تركتُ بيت علي، وفي رواية لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد أعلنوا علىّ الحـرب، وليتني يوم سـقيفة بني ساعدة كنتُ ضربتُ على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر، فكان هو الأمير وكنتُ أنا الوزير، وليتني حين أتيتُ ذي الفجاءة السلمي أسيراً أني قتلتُه ذبيحاً أو أطلقته نجيحاً، ولم أكن أحرقُته بالنار"(18).
ونحن نُضيف: ليتك يا أبا بكر لم تظلم الزهراء، ولم تؤذها، ولم تغضبها، وليتك ندِمتَ قبل موتها وأرضيتها، هذا بخصوص بيت علي الذي كشفتَهُ وأبحتَ حرقَهُ.
أما بخصوص الخلافة فليتك تركتَ صاحبيك وعضديك أبا عبيدة وعمر، وضربت على يد صاحبها الشرعي الذي استخلفه صاحب الرسالة، فكان هو الأمير، إذن لكان العالم اليوم غير ما نشاهده، ولكان دين الله هو الذي يسود الكرة الأرضية، كما وعد الله ووعده حقّ.
وأمّا بخصوص الفجاءة السلمي الذي أحرقته بالنّار، فيا ليتك لم تحرق السّنن النبويّة الّتي جمعتها، ولكنت تعلّمت منها الأحكام التشريعية الصحيحة، وما التجأت إلى الاجتهاد بالرأي.
وأخيراً وأنت على فراش الموت ليتك إذا فكّرتَ في الاستخلاف، أرجعت الحقّ إلى نصابه إلى من كان محلّه منها محلّ القطب من الرّحى، فأنت أعلم النّاس بفضله وفضائله، وزهده وعلمه وتقواه، وأنّه كان كنفس النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخصوصاً أنّه سلّم لك الأمر، ولم يناجزك حفاظاً على الإسلام، فكان حريّاً بك أن تنصح لأُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتختار لها من يصلح شأنها، ويلمّ شعثها، ويوصلها إلى ذروة المجد.
وندعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك ذنوبك، ويُرْضي عنك فاطمة وأباها، وزوجها وبنيها، فقد أغضبت بضعة المصطفى، والله يغضبُ لغضبها ويرضى لرضاها، كما وأنّ من من آذى فاطمة فقد آذى أباها بنصّ حديثه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ}(19).
ونعوذ بالله من غضب الله، ونسأله أن يرضى عنّا وعن جميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.

____________
1- نهج البلاغة 1: 30، الخطبة 3، المعروفة بالشقشقية.
2- مسند أحمد 1: 84 وصرّح محقّق الكتاب الشيخ أحمد شاكر بصحة متن الحديث وقال: (ورد عن طرق كثيرة، ذكر المناوي في شرح الجامع الصغير في الحديث 9000 عن السيوطي أنّه قال: "حديث متواتر"...)، سنن ابن ماجة 1: 45 ح121، سنن الترمذي 5: 297 ح3797، المستدرك للحاكم 3: 110، كتاب السنة لابن أبي عاصم: 590، وغيرها من المصادر الكثيرة. وهو حديث متواتر كما صرّح الشيخ الألباني في صحيحته 4: 343.
3- صحيح مسلم 7: 120 كتاب الفضائل، باب فضائل علي بن أبي طالب، سنن الترمذي 5: 302، ح3808، المستدرك للحاكم 3: 109، السنن الكبرى للبيهقي 9: 40، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 496، كتاب السنّة: 586، السنن الكبرى للنسائي 5: 44 ح8138، وغيرها.
4- قريب منه في تاريخ الطبري 2: 63، الخصائص للنسائي: 49 ح65 في حكاية يوم الدار ونزول قوله تعالى: (وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ).
5- سنن الترمذي 5: 632 ح3712 وقال: "هذا حديث حسن غريب"، خصائص أمير المؤمنين 109 ح89 ـ 90، مسند أحمد بن حنبل 4: 437، فضائل الصحابة 2: 605 ح1035، مسند أبي داود الطياسي: 111ح 829، المصنّف لابن أبي شيبة 6: 375 ح32112، صحيح ابن حبان 5: 373 ح6929، المستدرك 3: 110، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولم يتعقبه الذهبي بشيء، حلية الأولياء 6: 294، سلسلة الأحاديث الصحيحة 5: 261 ح2223، البداية والنهاية 7: 351، مختصر إتحاف السادة المهرة 9: 170ح741 وقال البوصيري: رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.
ولأجل وضوح دلالة هذا الحديث على خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنكره ابن تيمية وطعن فيه، قال في منهاج سنته 4: 104: "قوله: (وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي) كَذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، بل هو في حياته وبعد مماته وليّ كلّ مؤمن، وكلّ مؤمن وليّه في المحيا والممات. فالولاية التي هي ضدّ العداوة لا تختصّ بزمان، أما الولاية التي هي الامارة فيقال فيها: والي كل مؤمن بعدي".
ويكفي ردّاً على كلام ابن تيمية ما ذكره شيخ السلفية المحدّث محمّد ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة 5: 263 إذ قال بعد تخريجه الحديث: "فمن العجب حقّاً أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في منهاج السنّة (4/104) كما فعل بالحديث المتقدّم هناك..فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلاّ التسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة".
6- مسند أحمد 4: 370 وفيه أيضاً "وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا...".
7- مسند أحمد 1: 119 وصرّح محقّق الكتاب أحمد شاكر بصحته، وفيه أيضاً: "فقام إلاّ ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته".
8- أنساب الأشراف 157 ح169، ونحوه السيرة الحلبية 3: 385، المعجم الكبير 5: 175، تاريخ دمشق 42: 208، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19: 218.
9- نحوه الكافي 8: 361، أنساب الأشراف: 458.
10- البخاري 8: 26 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة، باب رجم الحبلى من الزنا.
11- الإمامة والسياسة لابن قتيبة1: 26، بيعة أبي بكر وكيفية أخذ البيعة من عليّ (عليه السلام).
12- تاريخ الخلفاء لابن قتيبة المعروف بالإمامة والسياسة 1: 37.
13- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 163، البداية والنهاية لابن كثير 5: 16: "وفي أثناء هذا المرض عهد بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطّاب". تاريخ الطبري 3: 433، ط روائع التراث، الكامل في التاريخ 2: 425 والذي قال عن تاريخه: "لم أنقل إلاّ من التواريخ المذكورة، والكتب المشهورة ممّن يعلم بصدقهم فيما نقولوه وصحة ما دونوه ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي، ولا كمن يجمع الحصباء واللآلي" الكامل في 1: 3 المقدّمة.
14- الإمامة والسياسة 1: 29.
15- الإمامة والسياسة 1: 38.
16- آل عمران: 159.
17- الشورى: 38.
18- تاريخ الطبري 2: 619، تاريخ دمشق 30: 420، الإمامة والسياسة 1: 36، تاريخ اليعقوبي 2: 137، ط دار صادر، باختلاف في الألفاظ.
19- التوبة: 61.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page