• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

النّبىُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يتناقض في حديثه


أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما، من جزئه الثامن صفحة 92:    
عن عبد الله بن عبد الوهاب، حدّثنا حمّادُ، عن رجل لم يُسمِّهِ، عن الحسن قال: خرجتُ بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرةَ فقال: أين تريد؟ قلتُ: أريدُ نُصْرةَ ابن عمِّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهُما من أهل النار، قيل: فهذا القاتل فما بالُ المقتول؟ قال: إنّه أرَادَ قتل صاحبه".
قال حمّاد بن زيد: فذكرتُ هذا الحديث لأيّوب ويونس بن عبيد، وأنا أريدُ أن يحدّثاني به، فقالا: إنّما روى هذا الحديث الحسنُ عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة.
كما أخرج مسلم في صحيحه من كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفهيما، حديث أبي بكرة عن الأحنف بن قيس، قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرّجُلَ، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريدُ؟ قلت: أنصُرُ هذا الرجُل قال: ارجع فإنّي سمعتُ رسول الله يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتلُ والمقتولُ في النّار"، فقلتُ: يا رسول الله! هذا القاتِلُ، فما بال المقتولُ؟ قال: "إنّه كان حريصاً على قتل صاحبه"(1).
ومن خلال هذه الأحاديث الموضوعة، يفهم القارئ بوضوح الأسباب التي دعت لوضعه، ويتجلّى أبو بكرة بعداوته إلى ابن عمّ المصطفى، وكيف عمل على خذلان أمير المؤمنين، ولم يكتف بذلك حتّى أخذ يثبّط عزائم الصّحابة الذين أرادوا نصرة الحقّ ضدّ الباطل، فيختلق لهم مثل هذا الحديث الذي لا تقبله العقول، ولا يقرّه القرآن الكريم، ولا الصحيح من السنّة النبويّة، فقول الله سبحانه وتعالى: {فَـقَاتِلُوا الَّتِي تَـبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أمْرِ اللّهِ}(2). أمرٌ صريح في قتال البغاة والظالمين، ولذلك تلاحظ أن شارح البخاري نفسه كتب على هامش الحديث هذه العبارة: "أُنظر هل في هذا الحديث حجّة على مقاتلة البغاة مع قول الله تعالى فقاتلوا التي تبغي" وإذا تعارض الحديث مع كتاب الله فهو مكذوب، وليضرب به عرض الجدار.
أمّا السنّة النبويّة الصحيحة فقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام): "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار"(3)، فموالاة علي هي موالاة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونُصرة أمير المؤمنين واجبة على كلّ مسلم، وخذلانه هو خذلان للحقّ، ونصرة للباطل.
ثمّ لو تأملتَ في حديث البخاري لوجدتَ هناك في سلسلة الرواة واحداًمجهولا لم يذكروا اسمه، إذ يقول: حدّثنا حماد عن رجل لم يُسَمِّهِ، وهذه تدلّ دلالة جليّة بأن هذا المجهول هو من المنافقين الذين يبغضون عليّاً، ويحاولون جهدهم طمس فضائله، أو بالأحرى القضاء عليه وعلى ذكره ما استطاعوا لذلك سبيلا.
وقد قال سعد بن أبي وقّاص الذي امتنع هو الآخر عن نصرة الحقّ: "ائتوني بسيف يقول هذا على حقّ وهذا على باطل لأقاتل به"!! وبمثل هذا التمويه يلبس الحقّ بالباطل، وتضيع السّبل الواضحة لتحل محلّها الظلمات!
على أنّنا نجد في كتب السنّة المعتمدة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشّر الكثير من أصحابه بالجنّة، وخصوصاً العشرة الذين اشتهروا بين المسلمين بأنّهم المبشرين بالجنّة.
فقد أخرج أحمد، والترمذي، وأبو داود: أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "أبو بكر في الجنّة، وعمر في الجنّة، وعثمان في الجنّة، وعلي في الجنّة، وطلحة في الجنّة، والزبير في الجنّة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنّة، وسعد بن أبي وقاص في الجنّة، وسعيد بن زيد في الجنّة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة"(4).
وقد صحّ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: "ابشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنّة"(5)،
وقوله: "اشتاقت الجنة إلى أربع: علي، وعمّار، وسلمان والمقداد"(6).
وقد روى مسلم في صحيحه أنّ عبد الله بن سلام بشّره رسول الله بالجنة(7). وصحّ عنه قوله: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة"(8)وكذلك صحّ عنه أنّ جعفر بن أبي طالب يطير مع الملائكة في الجنّة(9)وأنّ فاطمة الزهراء سيّدة النساء في الجنّة(10)، وأنّ أُمّها خديجة بشّرها جبرئيل ببيت من قصب في الجنّة(11)، وصحّ عنه قوله: "صهيب سابق الروم إلى الجنّة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنّة، وسلمان سابق الفرس إلى الجنّة"(12).
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تختصّ أحاديث البشارة بالجنّة إلاّ على هؤلاء العشرة، فلا تجد مجمع ولا مجلس إذا ما تحدّثوا عن الجنة إلاّ وجاءوا بذكر العشرة المبشّرين بالجنّة؟!!
ونحنُ لا نحسدهم على ذلك، ولا نضيّق رحمة الله الواسعة التي وسعت كلّ شيء، ولكن نقول فقط بأنّ هذه الأحاديث تتناقض وتتعارض مع حديث: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النّار" لأنّنا لو صدّقنا به لتبخّر حديث البشارة بالجنّة، إذ أنّ معظم هؤلاء تحاربوا وتقاتلوا وقتل بعضهم بعضاً، فطلحة والزبير قُتِلاَ في حرب الجمل التي قادتها أُمّ المؤمنين عائشة ضدّ الإمام علي بن أبي طالب، وسلّت سيوفهم بل وتسبّبوا في قتل الآلاف من المسلمين.
كما أنّ عمّار بن ياسر قُتِل في حرب صفين التي أشعل نارها معاوية بن أبي سفيان، وكان عمّار متواجداً بسيفه مع علي بن أبي طالب، فقتلته الفئة الباغية، كما نصّ على ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أنّ سيّد الشهداء سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين، تواجد بسيفه هو وأهل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) مقابل جيش يزيد بن معاوية، وقد قتلوهم كلّهم ولم ينجُ منهم إلاّ علي بن الحسين.
فعلى رأي هؤلاء الكذّابين، فإنّ كلّ هؤلاء في النّار القاتلين والمقتولين; لأنّهم التقوا بسيوفهم.
وواضحٌ أنّ الحديث لا يمكن أن تصح نسبته إلى من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى، وهو كما قدّمنا يصطدم مع المنطق والعقل، ويناقض كتاب الله وسنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، والسؤال الذي يطرح هنا: كيف يغفل البخاري ومسلم عن مثل هذه الأكاذيب، ولا يتنبهون لها؟ أمّ أنّ لهما في أمثال هذه الأحاديث مذهب وعقيدة؟

____________
1- أخرج هذا الحديث أيضاً البخاري في كتاب الإيمان باب قوله تعالى: (وَإنْ طَائِفَتَانِ...) (المؤلّف).
2- الحجرات: 9.
3- الملل والنحل للشهرستاني 1: 163، السيرة الحلبية 3: 384، وفي ملحقات إحقاق الحقّ 6: 292 عن العقد الفريد واسعاف الراغبين.
وفي مجمع الزوائد للهيثمي 9: 104: وعن عمرو بن ذي مرّ وسعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا: سمعنا علياً يقول: "نشدت الله رجلا سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم لما قام"، فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبه، وابغض من يبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله" رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة".
4- مسند أحمد 1: 193، سنن الترمذي 5: 311 ح3830، السنن الكبرى للنسائي 5: 56 ح8194.
5- المستدرك للحاكم 3: 389 وصحّحه، المعجم الأوسط 2: 141.
6- المعجم الكبير للطبراني 6: 215، تاريخ دمشق 60: 176، وفي المستدرك للحاكم 3: 137 ذكر ثلاثة "عليّ وعمّار وسلمان" وصححه.
7- صحيح مسلم 7: 160 فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن سلام.
8- مسند أحمد 3: 3، 62، سنن ابن ماجة 1: 44، المستدرك 3: 167 وقال: "هذا حديث قد صحّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجّب أنهما لم يخرّجاه".
9- المعجم الكبير 2: 107، مجمع الزوائد 9: 273 وحسّنه.
10- صحيح البخاري 4: 209 كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب فاطمة.
11- صحيح البخاري 2: 203 كتاب العمرة، باب متى يحلّ المعتمر، صحيح مسلم 7: 133 كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أُمّ المؤمنين.
12- المعجم الكبير 8: 111، مجمع الزوائد 9: 300 وحسّنه.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page