نعم، إنّ الباحث إذا ما تتّبع أحاديث البخاري لا يفهم الكثير منها، وتبدوا كأنّها ناقصة أو مقطّعة، وأنّه يخرج نفس الحديث بنفس الأسانيد، ولكنّه في كلّ مرّة يعطيه ألفاظاً مختلفة في عدّة أبواب، كلّ ذلك لشدّة حبه لعمر بن الخطاب.
ولعلّ ذلك هو الذي رغّب أهل السنّة فيه فقدّموه على سائر الكتب، رغم أنّ مسلماً أضبط، وكتابه مرتّب حسب أبواب، إلاّ أنّ البخاري عندهم أصحّ الكتب بعد كتاب الله لأجل هذا، ولأجل انتقاصه فضائل علي بن أبي طالب، فالبخاري عمل من جهة على تقطيع الحديث وبتره إذ كان فيه مسٌّ بشخصية عمر، كما عمل نفس الأُسلوب مع الأحاديث التي تذكر فضائل علي، وسنُوافيك ببعض الأمثلة على ذلك قريباً إن شاء الله.