• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مجمل ما لقي أهل البيت وقصة الوضع في الحديث

فصول القصة

نأتي هنا على وصف مجمل لحال أهل البيت (عليهم السلام) في العهدين الأموي والعباسي إذ إن التفصيل في هذا يعني أن نمضي مع كل واحد منهم عليهم السلام امتداد حياته، وليس هذا بخفي على من تتبع التاريخ.
ومعه ستأتي قصة الوضع في الحديث لما بين الأمرين من تلازم وثيق، إذ إن سياسة إبعادهم وامتهانهم عليهم السلام كانت تستلزم على الدوام عملا ثقافيا وفكريا موازيا يدعمها ويبرر خطواتها، وليس أخطر في ذلك من الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
فبذلوا لذلك كل جهد، وسخروا كل ما وسعهم تسخيره بالاتجاهين معا:
اتجاه طمس فضائل ومناقب أهل البيت (عليه السلام).
واتجاه إطراء خصومهم، واختلاق المناقب لهم، ونسبة ذلك كله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في عمل منسق على شكل مراحل منتظمة ومتوالية!
وسنرى كل ذلك الآن..
أفرد ابن أبي الحديد في كتابه (شرح نهج البلاغة) فصلا بعنوان: " ذكر ما مني به آل البيت من الأذى والاضطهاد " قال فيه:
وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال - لبعض أصحابه -: " يا فلان، ما لقينا من ظلم قريش إيانا، وتظاهرهم علينا! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس!
إن رسول الله صلى عليه وآله وسلم قبض وقد أخبرنا أنا أولى الناس بالناس.
فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا، ثم تداولتها واحدا بعد واحد حتى رجع الأمر إلينا، فنكثت بيعتنا، ونصبت الحرب لنا!
ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل!
وبويع الحسن ابنه، وعوهد، ثم غدر به وأسلم، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه، ونهبت عسكره، وعولجت خلاخيل أمهات أولاده، فوادع معاوية، وحقن دمه ودماء أهل بيته، وهم قليل حق قليل.
ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا، ثم غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه!
ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل، ونستظام، ونقصى، ونمتهن، ونحرم، ونقتل، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا!.
ووجد الكاذبون الجاحدون - لكذبهم وجحودهم - موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء، وعمال السوء في كل بلدة، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله ولم نفعله ليبغضونا إلى الناس.
وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية، بعد موت الحسن (عليه السلام).
فقتلت شيعتنا في كل مكان، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة!.
وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو هدمت داره (1) "!.
هكذا إذن أقصي أهل البيت (عليهم السلام) عن مكانهم في خلافة رسول الله، إذ هم " أولى الناس بالناس ".
وجحدت منزلتهم، إذ هم ثاني الثقلين " كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ".
ثم أقصوا حتى عن موقعهم في ترؤس ميدان الفقه وعلوم الشريعة، رغم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقهم " فلا تقدموهم فتهلكوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ".
ورغم زعامتهم في العلم والفقه وتفوقهم على سواهم، ورجوع غيرهم إليهم، حجر على فقههم، وحورب من كان يحمله عنهم، وقتل أتباعهم في كل مكان " وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو هدمت داره!
ويواصل الإمام الباقر عليه السلام كلامه، فيقول:
" ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام " (2).
- قاتل الحسين عليه السلام!!
الحسين عليه السلام: سبط النبي المصطفى، وريحانته، وثاني سيدي شباب أهل الجنة مع أخيه الإمام الحسن عليه السلام! وخامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!
الحسين عليه السلام الذي قال فيه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط " (3)!
الحسين السبط عليه السلام يراد منه قسرا أن يبايع ليزيد - صاحب الخمرة والمجون! - فلم يجد أمامه إلا أن يخرج من مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قاصدا العراق بعد أن أتته كتب أهلها بالبيعة والولاء، فيستشهد بينهم في وقعة، بل مأساة لم تشهد لها الدنيا نظيرا! وقد تهيأ له عليه السلام أن يقف فيهم خطيبا، فقال:
" أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطانا جائرا، مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله.
ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفئ وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غير، وقد أتتني كتبكم ورسلكم ببيعتكم، وأنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم.
وأنا الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهلكم، فلكم في أسوة... " (4). فلما لمن يكن منهم إلا قتاله ومن معه من أهل بيته وأصحابه، ركب عليه السلام راحلته وتقدم إلى جيش يزيد، ونادى بصوت عال يسمعه كل الناس، فقال:
" أيها الناس اسمعوا قولي، ولا تعجلوني حتى أعظكم بما يجب لكم علي وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأنصفتموني كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علي سبيل.
وإن لم تقبلوا مني العذر (فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون) (5) (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) (6) ".
فلما سمع أخواته قوله بكين، وصحن، وارتفعت أصواتهن، فأرسل إليهن أخاه العباس وابنه عليا ليسكتاهن، وقال: " لعمري، ليكثرن بكاءهن "!
فلما سكتن حمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله وعلى الأنبياء والملائكة وقال: " أما بعد، فانسبوني، فانظروا من أنا، ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها، وانظروا هل يصلح ويحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟
ألست ابن بنت نبيكم، وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله، والمصدق لرسوله؟
أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الشهيد الطيار في الجنة عمي؟ أو لم يبلغكم قول مستفيض: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي ولأخي: أنتما سيدا شباب أهل الجنة وقرة عين أهل السنة؟
فإن صدقتموني فيما أقول فهو الحق، والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله.
وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم: سلوا جابر ابن عبد الله، أو أبا سعيد، أو سهل بن سعد، أو زيد بن أرقم، أو أنسا يخبروكم أنهم سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما في هذا حاجز يحجزكم عن سفك دمي؟ ".
فقال له شمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول!
ثم قال الحسين عليه السلام: " فإن كنتم في شك مما أقول أو تشكون في أني ابن بنت نبيكم؟
فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري، منكم ولا من غيركم.
أخبروني، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو بمال استهلكته، أو بقصاص من جراحة؟ ".
فلم يكلموه، فنادى: " يا شبث بن ربعي! ويا حجار بن أبجر! ويا قيس بن الأشعث! ويا زيد بن الحارث! ألم تكتبوا إلي في القدوم عليكم؟ ".
قالوا: لم نفعل!
فقال عليه السلام: " بل فعلتم - ثم قال - أيها الناس، إذ كرهتموني فدعوني أنصرف إلى مأمني من الأرض ".
فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم ابن عمك؟ فإنك لا ترى إلا ما تحب.
فقال عليه السلام: " أنت أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟
لا والله، ولا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد. عباد الله، إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " (7).
ولكن قست قلوبهم، فهي كالحجارة أو أشد قسوة فعزموا أن يرتكبوا الجريمة الكبرى، ويتوشحوا بالعار الأبدي!
فتقدم عمر بن سعد برايته، وأخذ سهما فرمى به، وقال: اشهدوا لي أني أول رام! ثم رمى الناس (8). فكانت الوقعة المأساة التي احتوت تفاصيل تقشعر لها الأبدان بل تهتز لها الأرض والسماء.
وقتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتل معه سبعة عشر من أهل بيته، وكافة أصحابه وقطعت رؤوسهم وحملت على الرماح إلى عبيد الله بن زياد.
فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا! وجاءت بنو أسد بستة أرؤس!
وجاءت مذحج بسبعة أرؤس، وجاء سائر الجيش بسبعة أرؤس، فذلك سبعون رأسا (9) وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى أم سلمة ترابا من تربة الحسين حمله إليه جبرئيل عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأم سلمة: " إذا صار هذا التراب دما فقد قتل الحسين " فحفظت أم سلمة ذلك التراب في قارورة عندها فلما قتل الحسين عليه السلام صار التراب دما، فأعلمت الناس بقتله (10).
وعن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سار مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى - من أرض كربلاء - وهو سائر إلى صفين، فنادى علي: " اصبر أبا عبد الله (11) بشط الفرات ".
قلت: وما ذاك؟
قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، وعيناه تفيضان، فقال: قام من عندي جبرئيل، فحدثني أن الحسين يقتل، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟
قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب، فأعطانيها، فلم أملك عيني " (12).
وروي قريب منه عن أم سلمة أيضا وأنها احتفظت بذلك التراب عندها (13).
وحدث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم نصف النهار، أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم، فقلت:
يا رسول الله، ما هذا؟
قال: " هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم ألتقطه ".
فأحصي ذلكم اليوم، فوجدوه قتل يومئذ (14).
وحدث أبو سعيد الأشج: حدثنا أبو خالد الأحمر، حدثنا رزين، قال:
حدثتني سلمى، قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟
قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - تعني في المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله؟
قال: " شهدت قتل الحسين آنفا " (15).
فسلام على الحسين، وأولاد الحسين، وأنصار الحسين (16)..
ثم ماذا بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام؟
يواصل الإمام الباقر عليه السلام حديثه، فيقول: " ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى أن الرجل ليقال له (زنديق) أو (كافر) أحب إليه من أن يقال
(شيعة علي)!!
وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير - ولعله يكون ورعا صدوقا - يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفصيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها!
ولا كانت وقعت!
وهو يحسب أنها حق لكثرة من رواها ممن لم يعرف بالكذب، ولا بقلة ورع (17) "!
وأشبه شئ بكلام الإمام الباقر عليه السلام هذا حول الحديث والمحدثين ما أورده مسلم في مقدمة الصحيح، والخطيب البغدادي في تاريخه، عن محمد بن أبي عتاب:
قال حدثني عفان، عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبيه، قال: لم نر الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث!
قال ابن أبي عتاب: فلقيت أنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان فسألته عنه، فقال عن أبيه: لم نر أهل الخير في شئ أكذب منهم في الحديث (18).
أما كيف بلغ الأمر هذه الدرجة من الخطورة، فإليك قصته كاملة:
قال ابن أبي الحديد: روى المدائني في كتاب (الأحداث) قال:
كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب، وأهل بيته.
فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر يلعنون عليا، ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته!
وكان أشد الناس بلاء أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سمية، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم، وشردهم فلم يبق فيها معروف منهم..
وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة.
وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته.
ففعلوا ذلك، حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع، ويفيضه عليهم في العرب والموالي وكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فلبثوا بذلك حينا.
ثم كتب إلى عماله: إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين.
ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضائله.
فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم، فلبثوا بذلك ما شاء الله.
ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاء رزقه!
وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به، واهدموا داره!
فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه في العراق، ولا سيما بالكوفة.
فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر..
ومضى على ذلك الفقهاء، والقضاة، والولاة، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون، والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند الأئمة، يصيبوا به الأموال والضياع والمنازل!.
حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها، ولا تدينوا بها!!
فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض!
ثم تفاقم الأمر بعد قتل الحسين عليه السلام.
وولي عبد الملك بن مروان فاشتد على الشيعة.
وولي عليهم الحجاج فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي، وموالاة أعدائه، وموالاة من يدعي من الناس أنه من أعدائه.
فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم.
وأكثروا من الغض من علي عليه السلام وعيبه، والطعن فيه، والشنآن به!.
حتى أن إنسانا وقف للحجاج فصاح به: أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني عليا، وأنا فقير بائس!
فتضاحك له الحجاج، وقال: للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا!
- فلم يقتصر الأمر على ما كان في عهد معاوية إذن.
قال ابن أبي الحديد: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه (19) - وهو من أكابر المحدثين - في تاريخه ما يناسب هذا الخبر، وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم (20)!
وقال أبو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك إلى الأعمش: أن اكتب لي مناقب عثمان، ومساوئ علي.
فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم الشاة فلاكتها، وقال لرسوله:
قل له: هذا جوابك (21).
والأمر - إلى هنا - يوجزه الإمام أحمد بن حنبل في رده على ولده عبد الله وقد سأله عن علي ومعاوية، فقال له: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيبا فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا منهم له (22).
وقد صح أن بني أمية منعوا من إظهار فضائل علي عليه السلام وعاقبوا على ذلك الراوي له، حتى إن الرجل إذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه، فيقول: عن أبي زينب (23).
وقد روي عن الإمام الشافعي قوله:
إذا في مجلس ذكروا عليا * وسبطيه، وفاطمة الزكية
يقال: تجاوزوا يا قوم هذا * فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس * يرون الرفض حب الفاطمية (24)
وكان المغيرة بن شعبة يقول لصعصعة بن صوحان (25): إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان، وإياك أن يبلغني أنك تظهر شيئا من فضل علي، فأنا أعلم بذلك منك، ولكن هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذ بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع شيئا كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشئ الذي لا نجد منه بدا ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا.
فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سرا وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا (26).
وكان الحسن البصري يحدث فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو لم يدركه. فقال يونس بن عبيد: سألته، فقلت: يا أبا سعيد إنك تحدث فيقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنك لم تدركه؟
قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمان كما ترى، كل شئ سمعتني أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو عن علي بن أبي طالب، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا (27).
بل تجاوز الأمر هذا الحد بكثير حتى أصبح الرجل يخشى حتى وهو في المنام - في عالم الرؤيا - أن يتهم بالقرب من علي عليه السلام.
فقد روى الخطيب عن الفتح بن شخرف، قال: حملتني عيني فنمت، فبينما أنا نائم إذا أنا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني: من أنت يا هذا؟
فقال: من ولد آدم.
قلت: كلنا من ولد آدم، فمن الذي وراءك؟
قال لي: علي بن أبي طالب.
قلت له: أنت قريب منه ولا تسأله؟!
قال: أخشى أن يقول الناس أني رافضي (28)!!

نماذج من تلك الموضوعات

أولا: في المطاعن:
قال ابن الحديد: ذكر شيخنا أبو جعفر الإسكافي: أن معاوية وضع قوما من الصحابة، وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه!
منهم: أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين:
عروة بن الزبير.
ومن تلك الأحاديث:
1 - روى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه، قال: حدثتني عائشة، قالت:
كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي، فقال: " يا عائشة، إن هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني ".
وروى عبد الرزاق عن معمر، قال: كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه السلام، فسألته عنها يوما، فقال ما تصنع بهما وبحديثهما!
الله أعلم بهما، إني لأتهمهما في بني هاشم!.
2 - أما عمرو بن العاص، فروي عنه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء، إنما ولي الله وصالح المؤمنين " (29).
3 - وأما أبو هريرة، فروي عنه الحديث الذي معناه: أن عليا عليه السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسخطه، فخطب على المنبر، لا ها الله! لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل! إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي، وليفعل ما يريد.
أو كلام هذا معناه، والحديث أيضا مخرج في صحيحي البخاري ومسلم (30)!
4 - لما قدم أبو هريرة العراق على معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مرارا، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله، وأحرق نفسي بالنار!.
والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن لكل نبي حرما، وإن حرمي ما بين عير إلى ثور (31) فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها!
فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه، وولاه إمارة المدينة.
قال: فأما قول أبي هريرة: إن عليا عليه السلام أحدث في المدينة، فحاش لله، كان علي أتقى لله من ذلك، والله لقد نصر عثمان نصرا لو كان المحصور جعفر بن أبي طالب لم يبذل له إلا مثله.
5 - قال محفوظ: قلت ليحيى بن صالح الوحاضي: قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز بن عثمان (32)، فما بالك لم تحمل عن حريز؟
قال: إني أتيته فناولني كتابا، فإذا فيه: حدثني فلان، عن فلان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم حضرته الوفاة أوصى أن تقطع يد علي بن أبي طالب عليه السلام! فرددت الكتاب، ولم أستحل أن أكتب عنه شيئا.
6 - قال: وكان المغيرة بن شعبة صاحب دنيا، يبيع دينه بالقليل النزر منها، يرضي معاوية بذكر علي عليه السلام، قال يوما في مجلس معاوية: إن عليا لم يزوجه رسول الله ابنته حبا، ولكنه أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبي طالب إليه.
7 - وقد روي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب: (ومن الناس من يعجبك تلك شهاداتهم له مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد شهد عليه بالنفاق، حين عهد لعلي عهدا أنه " لا يبغضك إلا منافق "! وكان الصحابة لا يعرفون المنافقين إلا ببغضهم علي. راجع المدخل حديث (9).
قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) (33):
وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم - قاتل علي عليه السلام - وهي قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (34) فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك (35).
8 - وفي ترجمة الإمام علي لابن عساكر أثبت عددا من الأحاديث الموضوعة التي اختلقوها في قبال حديث الولاية وأدلة الخلافة منها:
الحديث 1138: أنه في مرض رسول الله الذي توفي فيه، قال العباس لعلي عليه السلام: اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسأله:
فيمن هذا الأمر؟ فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا.
فقال علي: " إنا والله لئن سألناه فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعد أبدا " وذكر عدة أحاديث مثله في الباب (36).
ثانيا: المناقب المصنوعة...
تقدم الكلام في كتاب معاوية إلى عماله: ولا تتركوا خبرا يرويه أحد في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة.
وقول نفطويه: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية.
وقول أحمد بن حنبل: فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيدا منهم له.
حتى صار الرجل الذي يذكر بالخير - كما قال الإمام الباقر عليه السلام - يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ولا كانت وقعت، وهو يحسب أنها حق لكثرة من رواها.
وقد ذكر ابن أبي الحديد جملة من هذه الأحاديث، منها:
1 - حديث: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر " قال: فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء.
2 - وحديث سد الأبواب، فإنه كان لعلي عليه السلام فقلبه البكرية إلى أبي بكر.
3 - ونحو: " ائتوني بدواة وبياض أكتب فيه لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه اثنان " ثم قال: " يأبى الله تعالى والمسلمون إلا أبا بكر ".
فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه: " ائتوني بدواة وبياض أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " فاختلفوا عنده، وقال قوم منهم: لقد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله!.
4 - ونحو حديث: " أنا راض عنك فهل أنت عني راض " ونحو ذلك (37).
هذا ما ذكره هنا شاهدا على قوله، وأما المتتبع فيجد العشرات من هذه (المناقب!) إذ لم يتركوا منقبة لعلي عليه السلام إلا صنعوا أمثالها وزادوا على ذلك كثيرا كما أمر معاوية بن أبي سفيان!
وقد شهد بذلك كثير من علماء الحديث وذكروا طرفا من تلك الأحاديث
كما فعل السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) والشوكاني في (الفوائد المجموعة) وانتخبنا من ذلك ما يفي بغرض الاستشهاد، فمنها:
1 - حديث: إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه، فاسمعوا له تفلحوا، وأطيعوه ترشدوا.
قال الشوكاني: رواه الخطيب عن ابن عباس مرفوعا، وهو موضوع.
2 - حديث: لما عرج بي إلى السماء، قلت: اللهم اجعل الخليفة بعدي علي بن أبي طالب.
فارتجت السماء، وهتف بي الملائكة من كل جانب: يا محمد، اقرأ:
(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) قد شاء الله أن يكون من بعدك أبو بكر الصديق.
قال: رواه الجوزقي عن أبي سعيد مرفوعا، وهو موضوع.
3 - حديث: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
قال: في إسناده وضاع.
4 - حديث: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم متكئا على علي رضي الله عنه، وإذا أبو بكر وعمر أقبلا، فقال: يا أبا الحسن، أحبهما، فبحبهما تدخل الجنة.
قال: روي عن أبي هريرة، ولا يصح.
5 - حديث: أنه آخي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أبي بكر وعمر فقال لهما: أنتما وزيراي في الدنيا والآخرة.
قال: رواه ابن حبان عن أنس مرفوعا، وهو موضوع.
6 - حديث: إن لكل نبي خليلا من أمته، وإن خليلي عثمان.
قال: هو من أباطيل الملطي.
7 - حديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء.
قال: قال ابن حجر: لا أعرف له إسنادا، ولا رأيته في شئ من كتب الحديث، إلا في نهاية ابن الأثير، وإلا في الفردوس بغير إسناد: خذوا ثلث دينكم من عائشة. وسئل المزي والذهبي فلم يعرفاه.
8 - حديث: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ القلم من يد علي فدفعه إلى معاوية.
قال: هو موضوع.
9 - حديث: الأمناء عند الله ثلاثة: أنا، وجبريل، ومعاوية.
قال: قال النسائي، وابن حبان، والخطيب: إنه باطل.
10 - ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين.
قال: قال ابن حبان: موضوع، وكذا قال الذهبي (38).
ومن طريف ما يذكر في هذا الباب ما رواه معمر (39) عن الزهري، قال:
سألت الزهري: من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟
فضحك، وقال: هو علي، ولو سألت هؤلاء قالوا: عثمان، يعني بني أمية (40).
ومثل هذا يقال في حديث (أول من أسلم) فبعد أن نقل إجماع أكثرهم أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو أول الناس إسلاما (41) ظهر كلام آخر ليشرك معه غيره في هذه المنزلة! فلجأوا إلى التصنيف، فقالوا: أول من أسلم من الغلمان علي، ومن الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد!
ولكن هل سيقدم هذا الكلام من تأخر، أم سيؤخر من تقدم؟
ومما ورد في الصحاح في إسلام علي عليه السلام:
1 - حديث أبي ذر الغفاري، وأنس بن مالك: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء (42).
2 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ولقد صلت الملائكة علي وعلى علي لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد يصلي غيرنا " (43).
3 - حديث علي عليه السلام: " إني عبد الله، وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب، صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد في هذه الأمة " (44).
4 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب " (45) وكثير غيرها تدل كلها دلالة لا شك فيها أن عليا عليه السلام هو أول الناس إسلاما وأولهم تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا منازع.

قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) (46):
وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم - قاتل علي عليه السلام - وهي قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (47) فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف فقبل، وروى ذلك (48).
8 - وفي ترجمة الإمام علي لابن عساكر أثبت عددا من الأحاديث الموضوعة التي اختلقوها في قبال حديث الولاية وأدلة الخلافة منها:
الحديث 1138: أنه في مرض رسول الله الذي توفي فيه، قال العباس لعلي عليه السلام: اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسأله:
فيمن هذا الأمر؟ فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا.
فقال علي: " إنا والله لئن سألناه فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعد أبدا " وذكر عدة أحاديث مثله في الباب (49).
ثانيا: المناقب المصنوعة...
تقدم الكلام في كتاب معاوية إلى عماله: ولا تتركوا خبرا يرويه أحد في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة.
وقول نفطويه: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة اختلقت في أيام بني أمية.
وقول أحمد بن حنبل: فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيدا منهم له.
حتى صار الرجل الذي يذكر بالخير - كما قال الإمام الباقر عليه السلام - يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله تعالى شيئا منها ولا كانت وقعت، وهو يحسب أنها حق لكثرة من رواها.
وقد ذكر ابن أبي الحديد جملة من هذه الأحاديث، منها:
1 - حديث: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر " قال: فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء.
2 - وحديث سد الأبواب، فإنه كان لعلي عليه السلام فقلبه البكرية إلى أبي بكر.
3 - ونحو: " ائتوني بدواة وبياض أكتب فيه لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه اثنان " ثم قال: " يأبى الله تعالى والمسلمون إلا أبا بكر ".
فإنهم وضعوه في مقابلة الحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه: " ائتوني بدواة وبياض أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا " فاختلفوا عنده، وقال قوم منهم: لقد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله!.
4 - ونحو حديث: " أنا راض عنك فهل أنت عني راض " ونحو ذلك (50).
هذا ما ذكره هنا شاهدا على قوله، وأما المتتبع فيجد العشرات من هذه (المناقب!) إذ لم يتركوا منقبة لعلي عليه السلام إلا صنعوا أمثالها وزادوا على ذلك كثيرا كما أمر معاوية بن أبي سفيان!
وقد شهد بذلك كثير من علماء الحديث وذكروا طرفا من تلك الأحاديث كما فعل السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) والشوكاني في (الفوائد المجموعة) وانتخبنا من ذلك ما يفي بغرض الاستشهاد، فمنها:
1 - حديث: إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ووحيه، فاسمعوا له تفلحوا، وأطيعوه ترشدوا.
قال الشوكاني: رواه الخطيب عن ابن عباس مرفوعا، وهو موضوع.
2 - حديث: لما عرج بي إلى السماء، قلت: اللهم اجعل الخليفة بعدي علي بن أبي طالب.
فارتجت السماء، وهتف بي الملائكة من كل جانب: يا محمد، اقرأ:
(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) قد شاء الله أن يكون من بعدك أبو بكر الصديق.
قال: رواه الجوزقي عن أبي سعيد مرفوعا، وهو موضوع.
3 - حديث: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
قال: في إسناده وضاع.
4 - حديث: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم متكئا على علي رضي الله عنه، وإذا أبو بكر وعمر أقبلا، فقال: يا أبا الحسن، أحبهما، فبحبهما تدخل الجنة.
قال: روي عن أبي هريرة، ولا يصح.
5 - حديث: أنه آخي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين أبي بكر وعمر فقال لهما: أنتما وزيراي في الدنيا والآخرة.
قال: رواه ابن حبان عن أنس مرفوعا، وهو موضوع.
6 - حديث: إن لكل نبي خليلا من أمته، وإن خليلي عثمان.
قال: هو من أباطيل الملطي.
7 - حديث: خذوا شطر دينكم عن الحميراء.
قال: قال ابن حجر: لا أعرف له إسنادا، ولا رأيته في شئ من كتب الحديث، إلا في نهاية ابن الأثير، وإلا في الفردوس بغير إسناد: خذوا ثلث دينكم من عائشة. وسئل المزي والذهبي فلم يعرفاه.
8 - حديث: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ القلم من يد علي فدفعه إلى معاوية.
قال: هو موضوع.
9 - حديث: الأمناء عند الله ثلاثة: أنا، وجبريل، ومعاوية.
قال: قال النسائي، وابن حبان، والخطيب: إنه باطل.
10 - ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين.
قال: قال ابن حبان: موضوع، وكذا قال الذهبي (51).
ومن طريف ما يذكر في هذا الباب ما رواه معمر (52) عن الزهري، قال:
سألت الزهري: من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟
فضحك، وقال: هو علي، ولو سألت هؤلاء قالوا: عثمان، يعني بني أمية (53).
ومثل هذا يقال في حديث (أول من أسلم) فبعد أن نقل إجماع أكثرهم أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو أول الناس إسلاما (54) ظهر كلام آخر ليشرك معه غيره في هذه المنزلة! فلجأوا إلى التصنيف، فقالوا: أول من أسلم من الغلمان علي، ومن الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد!
ولكن هل سيقدم هذا الكلام من تأخر، أم سيؤخر من تقدم؟
ومما ورد في الصحاح في إسلام علي عليه السلام:
1 - حديث أبي ذر الغفاري، وأنس بن مالك: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء (55).
2 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " ولقد صلت الملائكة علي وعلى علي لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد يصلي غيرنا " (56).
3 - حديث علي عليه السلام: " إني عبد الله، وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب، صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد في هذه الأمة " (57).
4 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب " (58) وكثير غيرها تدل كلها دلالة لا شك فيها أن عليا عليه السلام هو أول الناس إسلاما وأولهم تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا منازع.

 

 

 






____________
(1) ابن أبي الحديد 11: 43.
(2) المصدر والصفحة.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 8: 415 / 3536، سنن الترمذي 5: 658 / 3775، سنن ابن ماجة 1
51 / 144، مسند أحمد 4: 172، المستدرك على الصحيحين 3: 177، مصابيح السنة 4: 195 / 4833، أسد الغابة 2: 19، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 4: 318، الجامع الصغير 1: 575 / 3727، جامع الأصول 10: 21، سير أعلام النبلاء 3: 283، وغيرها كثير.
(4) الكامل في التاريخ 4: 48.
(5) سورة يونس: 71.
(6)سورة الأعراف: 196.
(7) الكامل في التاريخ 4: 61 - 62.
(8) المصدر 4: 65.
(9) المصدر 4: 91 - 92.
(10) المصدر 4: 93، تاريخ اليعقوبي 2: 245 - 246، الصواعق المحرقة: 193.
(11) في سير أعلام النبلاء: " ناداه علي " وهو تحريف، وأبو عبد الله هو الإمام الحسين عليه السلام.
(12) مسند أحمد 1: 85، سير أعلام النبلاء 3: 288، البداية والنهاية 8: 201، الصواعق المحرقة:
193، مجمع الزوائد 9: 187 وقال: أخرجه البزار ورجاله ثقات.
(13) مسند أحمد 3: 242 و 265 و 294، سير أعلام النبلاء: 3: 288 - 289، مجمع الزوائد 9: 187 البداية والنهاية 8: 201، دلائل النبوة 6: 469، الصواعق المحرقة: 192.
(14) مسند أحمد 1: 283، تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر 4: 343، سير أعلام النبلاء 3:
315، البداية والنهاية 8: 202 وقال إسناده قوي.
(15) سنن الترمذي 5: 657 / 3771، وتهذيب تاريخ دمشق الكبير 4: 343، سير أعلام النبلاء 3:
316، البداية والنهاية 8: 202.
(16) قصة مقتل الإمام الحسين عليه السلام في تاريخ الطبري 6: 194 - 270، الكامل في التاريخ 4: 19 - 91، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 4: 329 - 346، مقتل الحسين للخوارزمي، البداية والنهاية 8: 152 - 214.
(17) ابن أبي الحديد 11: 44.
(18) صحيح مسلم - المقدمة - 1: 17 - 18، تاريخ بغداد 2: 98.
(19) وهو محمد بن عرفة بن سليمان، أبو عبد الله: الحافظ النحوي الأخباري، تعلم اللغة على ثعلب والمبرد، وتفقه على داود - إمام الظاهرية - وكان ذا سنة ودين وفتوة ومروءة، وصار رأسا في رأي أهل الظاهر، وله تصانيف منها: (غريب القرآن) و (تاريخ الخلفاء) أو (الإمامة) وغيرها، توفي سنة 323 هـ‍. سير أعلام النبلاء 15: 75 / 42، وفيات الأعيان 1: 47 / 12.
(20) شرح نهج البلاغة 11: 44 - 46.
(21) وفيات الأعيان 2: 402 - ترجمة سليمان الأعمش.
(22) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7: 81، الصواعق المحرقة باب 9 فصل 3: 127، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 159.
(23) شرح نهج البلاغة 4: 73.
(24) فرائد السمطين 1: 135 / 98.
(25) هو أخو زيد بن صوحان، وقد أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره لصغر سنه وكان سيدا من سادات قومه - عبد القيس - فصيحا خطيبا دينا فاضلا يعد في أصحاب علي عليه السلام
وقد شهد معه حروبه، وهو القائل لعمر بن الخطاب حين قسم المال الذي بعثه إليه أبو موسى، فخطب الناس فقال: أيها الناس قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس. فقام صعصعة وهو غلام شاب وقال: يا أمير المؤمنين، إنما تشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن، فأما ما نزل فيه القرآن فضعه مواضعه التي وضعه الله عز وجل فيها. فقال: صدقت، أنت مني وأنا منك. وصعصعة ممن سيره عثمان إلى الشام، وتوفي أيام معاوية. أسد الغابة 3: 20.
(26) الكامل في التاريخ 3: 430.
(27) تهذيب الكمال 6: 124.
(28) تاريخ بغداد 12: 386.
(29) مسلم 1:: 197 / 366، البخاري 8: 9 / 19 بدل طالب فلان، وزاد: ولكن لهم رحم أبلها ببلالها.
(30) البخاري 5: 95 / 222، مسلم 4: 1902 / 2449 عن المسور بن مخرمة. وقد عرف الحديث من رواية الكرابيسي المشهور ببغضه أهل البيت (ع) انظر تنزيه الأنبياء: 167، شرح النهج 4: 64.
(31) قيل: الصحيح " ما بين عير إلى أحد " وهما بالمدينة، أما ثور فهو بمكة. النهاية 1: 229.
(32) حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر الرحبي المشرقي، أبو عثمان، ويقال: أبو عون الشامي، قال البخاري: كان حريز يتناول من رجل ثم ترك - يعني عليا عليه السلام - وقال أحمد بن حنبل: كان - حريز - يحمل على علي. ومثله قال أحمد بن عبد الله العجلي، وقال عمرو بن علي: كان ينتقص عليا وينال منه، وقال أيضا: شديد التحامل على علي. وكان حريز يقول: لنا إمامنا - يعني معاوية - ولكم إمامكم - يعني عليا - وكان يقول: لا أحب عليا قتل آبائي. وقال أحمد بن سعيد الدارمي: عن أحمد ابن سليمان، عن إسماعيل بن عياش، قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه. وحدث يحيى بن المغيرة عن جرير: أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر. فأين إذن مكانة حريز هذا؟ قال يحيى بن معين: حريز ثقة. وقال علي بن المديني: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه. وقال البخاري: لا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه. وسئل عنه أحمد بن حنبل، فقال: ثقة، ثقة، ثقة!!! وقد روى له الجماعة سوى مسلم.. تهذيب الكمال 5: 568 / 1175.
(33) البقرة: 204، 205.
(34) البقرة: 207.
(35) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 63 - 73 باختصار.
(36) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 3: 98.
(37) شرح نهج البلاغة 11: 49.
(38) أنظر كتاب: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: 330 - 420.
(39) هو معمر بن راشد الأزدي، وقد عد فيمن دار الإسناد عليهم، حدث عن قتادة والزهري وغيرهم، وقيل فيه: لم يبق في أهل زمانه أعلم منه، وقد تمسكوا بحديثه عن الزهري وابن طاوس، توفي سنة 152 هـ‍.
تهذيب التهذيب 10: 243 / 439.
(40) أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2: 591 / 1002، والمحب الطبري في الرياض النضرة 3: 156.
(41) أسد الغابة 4: 16 - 17، تاريخ الخلفاء: 132، الإصابة 4: 269، الطبقات الكبرى 3:
21، البدء والتاريخ 4: 145، كتاب الأوائل: 91 - 93، الإستيعاب 3: 27 - 28، السيرة النبوية للذهبي: 70، السيرة الحلبية 1: 435، فضائل الصحابة 2: ح / 997، 1003، 1004، سيرة ابن إسحاق: 137، الرياض النضرة 3: 109 - 115، الصواعق المحرقة - الباب 9 -: 120.
(42) سنن الترمذي 5: 640 / 3728، المستدرك 3: 112، أسد الغابة 4: 17، الإستيعاب 3 : 32، البدء والتاريخ 4: 145، الأوائل: 91، جامع الأصول 9: 467 / 6472، الرياض النضرة 3: 111، الصواعق المحرقة: 120، مجمع الزوائد 9: 102، 103.
(43) أسد الغابة 4: 18، الرياض النضرة 3: 121، ذخائر العقبى: 64، ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر 1: 80 / 112، 113، وسائر أصحاب المناقب.
(44) سنن ابن ماجة 1: 44 / 120 - وتعقبه المحقق بقول ابن حجر: إسناد صحيح رجاله ثقات -، المستدرك 3: 112، الخصائص للنسائي: 3، الرياض النضرة 3: 124، ابن أبي الحديد 13: 200.
(45) المستدرك 3: 136 وذيله، الإستيعاب 3: 27 - 28، بثلاث طرق، أسد الغابة 4: 18، تاريخ بغداد 2: 81، الترجمة من تاريخ ابن عساكر 1: 82 / 118، الرياض النضرة 3: 110، ذخائر العقبى: 58، مجمع الزوائد 9: 102 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5: 33، وأصحاب المناقب.

(46) البقرة: 204، 205.
(47) البقرة: 207.
(48) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 63 - 73 باختصار.
(49) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 3: 98.
(50) شرح نهج البلاغة 11: 49.
(51) أنظر كتاب: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: 330 - 420.
(52) هو معمر بن راشد الأزدي، وقد عد فيمن دار الإسناد عليهم، حدث عن قتادة والزهري وغيرهم، وقيل فيه: لم يبق في أهل زمانه أعلم منه، وقد تمسكوا بحديثه عن الزهري وابن طاوس، توفي سنة 152 هـ‍.
تهذيب التهذيب 10: 243 / 439.
(53) أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2: 591 / 1002، والمحب الطبري في الرياض النضرة 3: 156.
(54) أسد الغابة 4: 16 - 17، تاريخ الخلفاء: 132، الإصابة 4: 269، الطبقات الكبرى 3:
21، البدء والتاريخ 4: 145، كتاب الأوائل: 91 - 93، الإستيعاب 3: 27 - 28، السيرة النبوية للذهبي: 70، السيرة الحلبية 1: 435، فضائل الصحابة 2: ح / 997، 1003، 1004، سيرة ابن إسحاق: 137، الرياض النضرة 3: 109 - 115، الصواعق المحرقة - الباب 9 -: 120.
(55) سنن الترمذي 5: 640 / 3728، المستدرك 3: 112، أسد الغابة 4: 17، الإستيعاب 3 : 32، البدء والتاريخ 4: 145، الأوائل: 91، جامع الأصول 9: 467 / 6472، الرياض النضرة 3: 111، الصواعق المحرقة: 120، مجمع الزوائد 9: 102، 103.
(56) أسد الغابة 4: 18، الرياض النضرة 3: 121، ذخائر العقبى: 64، ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر 1: 80 / 112، 113، وسائر أصحاب المناقب.
(57) سنن ابن ماجة 1: 44 / 120 - وتعقبه المحقق بقول ابن حجر: إسناد صحيح رجاله ثقات -، المستدرك 3: 112، الخصائص للنسائي: 3، الرياض النضرة 3: 124، ابن أبي الحديد 13: 200.
(58) المستدرك 3: 136 وذيله، الإستيعاب 3: 27 - 28، بثلاث طرق، أسد الغابة 4: 18، تاريخ بغداد 2: 81، الترجمة من تاريخ ابن عساكر 1: 82 / 118، الرياض النضرة 3: 110، ذخائر العقبى: 58، مجمع الزوائد 9: 102 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5: 33، وأصحاب المناقب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page