• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

على تلك الخطى

وعلى تلك الخطى سار جماعة من أصحاب الحديث وأئمة الجرح والتعديل فأحاطوا بمناقب أهل البيت، وطعنوا رواتها وإن كانوا من أوثق الناس، وأكثرهم صلاحا وحفظا وإتقانا، في حين اعتمدوا رجالا من المنحرفين والمطعونين في خلاف ذلك. وإليك هذه النبذة الموجزة:
أولا.. مع حديث الطير:
قال سبط ابن الجوزي (1) - وقد روى حديث الترمذي من طريق السدي عن أنس بن مالك، فقال -: قال الترمذي: والسدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، سمع من إنس بن مالك، وروى عن الحسن بن علي، ووثقه سفيان الثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
قال: قلت: إنما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدي لأن جماعة تعصبوا عليه ليبطلوا هذا الحديث، فعدله الترمذي.
قال: وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: حديث الطائر صحيح يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات، وهو من شرطهما.
ثم قال: فإن قيل: لم لم يخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2)؟
فالجواب: إنما لم يخرجه لأن محمد بن طاهر المقدسي، والدارقطني تعصبا عليه، وأخرجا لحديث الطائر طرقا ضعيفة، فإنه لما صنف المستدرك بلغ الدارقطني، فقال: لعله يستدرك عليهما حديث الطير، فتركه، ثم رموا الحاكم بالتشيع لأجل هذا (3).
ثانيا.. مع حديث مدينة العلم:
أخرج الحاكم هذا الحديث من طريق أبي الصلت الهروي - عبد السلام ابن صالح - وقال: هذا حديث صحيح، وأبو الصلت ثقة مأمون فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي.
فقال: ثقة.
فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية، عن الأعمش " أنا مدينة العلم "؟
فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون (4).
ثم تعقبه الذهبي فقال: قال: الحديث صحيح. قلت: بل موضوع.
وقال: وأبو الصلت ثقة مأمون قلت: لا والله لا ثقة ولا مأمون (5)!.
وزاد الخطيب في تاريخه: قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار بن أيوب يقول: أبو الصلت عبد السلام ابن صالح الهروي: ذكر لنا أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة، وقد لقي وجالس الناس، ورحل في الحديث، وكان صاحب قشافة، وهو من آحاد المعدودين في الزهد، وكان يعرف بكلام الشيعة، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرق، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب، وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية، نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت.
وقال: سئل يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة صدوق، إلا أنه يتشيع.
وعن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى - وذكر أبو الصلت الهروي - قال: لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب.
قال: وأما حديث الأعمش فإن أبا الصلت كان يرويه عن أبي معاوية عنه، فأنكره أحمد بن حنبل ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية، ثم بحث يحيى عنه، فوجد غير أبي الصلت قد رواه عن أبي معاوية.
أخبر محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب ".
قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث. فقال: هو صحيح.
وقال محمد بن يعقوب الأصم: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول:
سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصلت عبد السلام بن صالح، فقلت: إنه حدث عن أبي معاوية عن الأعمش: " أنا مدينة العلم وعلي بابها "!؟.
فقال: ما تريدون من هذا المسكين، أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية (6)؟
ثالثا.. محنة الأعمش:
وكان يحدث بفضائل علي عليه السلام ولا يكتمها إلا قليلا، فلاقى ما لاقى، وها هو يحدث عن نفسه في قصة وقعت له يرويها الخوارزمي، وابن المغازلي قالا:
حدث المدائني، وأبو معاوية، وسليمان بن سالم: حدثنا الأعمش، قال:
وجه إلي المنصور، فقلت للرسول: لم يريدني أمير المؤمنين؟
قال: لا أعلم.
فقلت: أبلغه أني آتيه. ثم تفكرت في نفسي، فقلت: ما دعاني في هذا الوقت لخير، ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن أخبرته قتلني - قال - فتطهرت، ولبست أكفاني، وتحنطت، ثم كتبت وصيتي، ثم صرت إليه، فوجدت عنده عمرو بن عبيد (7) فحمدت الله تعالى، وقلت: وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة.
فقال لي: ادن يا سليمان. فدنوت، فقال: يا سليمان، ما هذه الرائحة؟
والله لتصدقني وإلا قتلتك... فأخبره بأمره، فاستوى جالسا، ثم قال:
أخبرني - بالله وبقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كم رويت في علي من فضيلة من جميع الفقهاء، وكم يكون؟
قلت: يسير، يا أمير المؤمنين.
قال: على ذاك.
قلت: عشرة آلاف حديث، وما زاد.
قال: يا سليمان، لأحدثنك في فضائل علي عليه السلام حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء، فإن حلفت لي ألا ترويهما لأحد من الشيعة حدثتك بهما.
فقلت: لا أحلف، ولا أخبر بهما أحدا منهم - فحدثه بالحديثين في قصة طويلة، في أحدهما: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة وأبا وأما "؟.
قالوا: بلى، يا رسول الله.
فقال: " عليكم بالحسن والحسين، فإن جدهما محمد رسول الله، وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، وأباهما علي بن أبي طالب، وهو خير منهما، وأمهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة ".
وفي الثاني، قوله صلى الله عليه وآله وسلم لبضعته الزهراء: " إن الله اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك، فبعثه نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار من الخلائق عليا، فأوحى إلي فزوجتك إياه، واتخذته وصيا ووزيرا ".
ثم قال: يا سليمان، سمعت في فضائل علي أعجب من هذين الحديثين؟
يا سليمان، حب علي إيمان، وبغضه نفاق.
فقلت: يا أمير المؤمنين، الأمان؟
قال: لك الأمان.
قلت: فما تقول - يا أمير المؤمنين - فيمن قتل هؤلاء؟
قال: في النار، لا أشك.
قلت: فما تقول فيمن قتل أولادهم، وأولاد أولادهم؟ - قال - فنكس رأسه، ثم قال: يا سليمان، الملك عقيم، ولكن حدث عن فضائل علي بما شئت.
فقلت: فمن قتل ولده فهو في النار.
فقال عمرو بن عبيد: وأخبرني الشيخ الصدق - يعني الحسن البصري - عن أنس، أن من قتل أولاد علي لا يشم رائحة الجنة.
قال: فوجدت أبا جعفر - المنصور - وقد حمض وجهه، وخرجنا، فقال أبو جعفر: لولا مكان عمرو ما خرج سليمان إلا مقتولا (8).
ودخل على الأعمش جماعة فيهم أبو معاوية، فقالوا له: لا تحدث هذه الأحاديث.
فقال: يسألوني، فما أصنع؟ ربما سهوت، فإذا سألوني عن شئ من هذا فذكروني.
قال أبو معاوية: وكنا يوما عنده، فجاء رجل فسأله عن حديث " قسيم
النار " فتنحنحت، فقال الأعمش: هؤلاء المرجئة لا يدعوني أحدث بفضائل علي رضي الله عنه، أخرجوهم من المسجد حتى أحدثكم (9).
ولكن الأعمش خضع مرة:
قال محمد بن داود الحداني: سمعت عيسى بن يونس يقول: ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة، فإنه حدثنا بهذا الحديث، قال: قال علي: " أنا قسيم النار " فبلغ ذلك جماعة فجاءوا إليه، فقالوا: تحدث بأحاديث تقوي بها الرافضة والزيدية والشيعة!؟.
فقال: سمعت فحدثت به.
فقالوا: أو كل شئ سمعته تحدث به؟!.
قال: فرأيته خضع ذلك اليوم (10).
فمن هو الأعمش؟
هو سليمان بن مهران أبو محمد الأسدي، مولاهم الكوفي (60 - 148 هـ‍) رأى أنس بن مالك وحدث عنه. قال يحيى بن معين: الأعمش ثقة.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال يحيى: هو علامة الإسلام.
وقال عمرو بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف، من صدقه.
وقال الموصلي: ليس في المحدثين أثبت من الأعمش.
وقال القاسم بن عبد الرحمن: هذا الشيخ - الأعمش - أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.
وقال أحمد بن حنبل: أبو إسحاق (11)، والأعمش رجلا أهل الكوفة.
وقال علي بن المديني: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ستة: فلأهل مكة عمرو بن دينار... ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي، وسليمان الأعمش (12)....
فهل سلم الأعمش من الطعن؟ لم يسلم الأعمش، ولم يسلم معه أبو إسحاق السبيعي!
قال الذهبي: فالأعمش مع إمامته إلا أنه يدلس، وربما دلس عن ضعيف وهو لا يدري. ثم نقل كلام ابن المبارك، والمغيرة: إنما أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش (13).
وقال ابن حجر: قال الجوزجاني: كان قوم من أهل الكوفة لا تحمد مذاهبهم - يعني للتشيع - وهم رؤوس محدثي الكوفة، مثل: أبي إسحاق، والأعمش (14)...
رابعا.. محنة النسائي (15):
قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: كان - الحافظ النسائي - قد صنف كتاب (الخصائص) في فضل علي بن أبي طالب ر ضي الله عنه وأهل البيت، فقيل له: ألا تصنف كتابا في فضائل الصحابة رضي الله عنهم؟
فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي عليه السلام كثير، فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب.
وسئل - وهو في الشام - عن معاوية، وما روي من فضائله.
فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس، حتى يفضل؟
وفي رواية أخرى، قال: ما أعرف له فضيلة إلا: " لا أشبع الله بطنك ".
- قال الراوي - وكان يتشيع، فما زالوا يدفعونه في حضنه - وفي رواية في خصييه - وداسوه، ثم حمل إلى الرملة، فمات فيها (16).
خامسا... في الجرح والتعديل:
لم يسلم النسائي، ولم يسلم الحاكم، ولا أبو إسحاق السبيعي، ولا الأعمش، ولا أبو الصلت الهروي، ولا عشرات من أمثالهم يطول إحصاؤهم لم يسلموا من الطعن! فهل كان هذا الطعن عليهم كله بحق؟
مسألة على درجة من الأهمية يعرف خطورتها كل من له اهتمام بأمر هذا الدين. وقد أحلنا الجواب فيها إلى واحد من أبرز تلامذة الذهبي، ينقله عنه تلميذ آخر له، هو التاج السبكي، ويضيف عليه رأيه:
قال التاج السبكي: إن أهل التاريخ ربما وضعوا من أناس، أو رفعوا أناسا إما لتعصب، أو جهل، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به.
قال: والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل، وكذلك التعصب، قل أن رأيت تاريخا خاليا منه.
أما تاريخ شيخنا الذهبي: غفر الله له ولا آخذه، فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب المفرط، فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين، أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية والحنفيين، وقال وأفرط على الأشاعرة، ومدح وزاد في المجسمة، هذا وهو الحافظ القدوة، والإمام المبجل، فما ظنك بعوام المؤرخين؟
فالرأي عندنا أن لا يقبل مدح ولا ذم منهم إلا بما اشترطه - يعني والده وقد ذكر شروطا لذلك منها: الصدق، والمعرفة، وعدم غلبة الهوى -.
ثم قال: لا يجوز الاعتماد على الذهبي في ذم أشعري، ولا شكر حنبلي، لما حكي عن العلائي كونه - بعد وصفه له بالتدين والورع قال -: قد غلب عليه مذهب الإثبات والغفلة عن التنزيه، حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات. فإذا ترجم واحدا منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن، ويبالغ في وصفه، ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن.
وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر، كإمام الحرمين، والغزالي، ونحوهما، لا يبالغ في وصفه، ويكثر من قوله من طعن فيه، ويعيد ذكره، ويبديه، ويعتقده دينا وهو لا يشعر، ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها.
وكذلك فعله في أهل عصرنا، إذا لم يقلد على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته: والله يعلم. ونحو ذلك مما سببه المخالفة في العقائد.
قال التاج: إن الحال في حقه أزيد مما وصف العلائي، وهو شيخنا، ومعلمنا، غير أن الحق أحق أن يتبع، وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه، وأنا أخشى عليه يوم القيامة من غالب علماء المسلمين (17).
- وكان الذهبي (673 - 748 هـ‍) قد تتلمذ في الحديث على أبي الحجاج المزي (654 - 742 هـ‍) وفي الفقه على ابن تيمية (661 - 728 هـ‍) وأخذ عنه مذهبه وسار عليه.
- وأبرز من سار على نهج الذهبي تلميذه ابن كثير الدمشقي (701 - 774 هـ‍) صاحب التفسير، والتاريخ المعروف ب‍ (البداية والنهاية).
- وإذا كان هذا حظ الأحناف، والشافعية، والأشعرية عندهم، فكيف سيكون حظ آخرين، يا ترى؟
في الميزان:
وكل شئ سينتهي إلى الميزان، وكل فعل أو قول إنما يؤول إلى عاقبته، فما هو نصيب أرباب تلك الخطة؟
هذا ما تخبرنا به العديد من أحاديث نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم التي كانت تنبئ بحدوث أشياء كهذه، ثم تصف عواقب أهلها، ومن ذلك:
1 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " (18).
2 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث القدسي: " من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي " (19).
3 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " من آذى عليا فقد آذاني " (20).
واقرأ قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) (21).
4 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سب عليا فقد سبني " (22).
5 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني " (23).
وأخرج ابن حجر في الصواعق قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ".
ثم قال: فمن آذى أحدا من ولدها فقد تعرض لهذا الخطر العظيم لأنه أغضبها (24).
6 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين عليهما السلام:
" الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار"(25).
7 - وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: " أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم " (26).
8 - قالت: أم سلمة: جاءت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رسول الله متوركة الحسن والحسين، في يدها برمة - أي قدر - فيها سخين حتى أتت بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما وضعتها قدامه قال لها:
" أين أبو الحسن "؟.
قالت: " هو في البيت " فدعاه، فجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين يأكلون - قالت أم سلمة - وما سامني النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما أكل طعاما قط وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني ب‍ " سامني " دعاني إليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال: " اللهم عاد من عاداهم، ووال من والاهم " (27).
9 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو أن رجلا صفن (28) بين الركن والمقام فصلى وصام، ثم لقى الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار " (29).
إذن، فذلك نصيبهم في الميزان.



 


____________
(1) هو شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاغلي - تركية بمعنى: الجوزي - بن عبد الله التركي البغدادي الحنفي، سبط الإمام أبي الفرج بن الجوزي - وقد انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ، توفي في سنة 654 هـ‍.
سير أعلام النبلاء 23: 296 / 203.
(2) أخرج الحاكم حديث الطير في المستدرك من طريق يحيى بن سعيد عن أنس، وقال: رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا، ثم صحت الرواية عن علي، وأبي سعيد الخدري، وسفينة وأخرجه أيضا من طريق ثابت البناني عن أنس، إلا أنه لم يخرجه من طريق السدي.
أنظر المستدرك 3: 130 - 131.
(3) تذكره الخواص: 39.
(4) المستدرك 3: 126.
(5) هامش المستدرك: الجزء والصفحة.
(6) تاريخ بغداد 11: 46 - 50.
(7) أبو عثمان عمرو بن عبيد بن باب، شيخ المعتزلة، جده من سبي كابل من جبال السند، وكان أبوه يخلف أصحاب الشرط بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمرا مع أبيه، قالوا: هذا خير الناس ابن شر
الناس، فيقول أبوه: صدقتم، هذا إبراهيم وأنا آزر. وكان لعمرو مجالس وأخبار مع أبي جعفر المنصور وكان صاحبه وصديقه قبل الخلافة.
كانت ولادته سنة 80 ووفاته سنة 144 هـ‍.
وفيات الأعيان 3: 460.
(8) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: 143 - 155 باختصار شديد، ورواه الخوارزمي في الناقب باختلاف يسير في بعض الألفاظ: 200 - 208.
(9) أورده ابن عساكر في تاريخه، انظر ترجمة الإمام علي 2: 245 / 763 - 765.
(10) المصدر 2: 246.
(11) هو عمرو بن عبد الله السبيعي، تابعي روى عن علي عليه السلام والمغيرة وزيد بن أرقم وسليمان بن صرد، والبراء بن عازب - ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان.
تهذيب التهذيب 8. 63 / 100.
(12) تهذيب الكمال 12: 76 / 2570، سير أعلام النبلاء 6: 226 / 110.
(13) ميزان الاعتدال 2: 224 / 3517.
(14) تهذيب التهذيب 8: 66.
(15) هو الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب، صاحب السنن، إمام عصره في الحديث ولد بنسا من خراسان وإليها ينسب، وتوفي سنة 303 هـ‍.
وفيات الأعيان 1: 77، سير أعلام النبلاء 14: 125 / 67.
(16) سير أعلام النبلاء 14: 125، وفيات الأعيان 1: 77 والنص عنه بإيجاز.
(17) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ - للسخاوي -: 73 - 76 أخذه عن كتاب (معيد النعم) للتاج السبكي.
(18) صحيح مسلم 1: 10، مسند أحمد 1: 47، 78، 90، 130، 165 ومواضع أخرى. مجمع الزوائد من ست وثلاثين طريقا معظمها في الجزء الأول: 143 - 148، والحديث متفق عليه.
(19) مجمع الزوائد 2: 247، مسند أحمد 6: 256، كنز العمال 1 / 1157.
(20) مسند أحمد 3: 483، المستدرك 3: 122 وصححه، دلائل النبوة 5: 395، الجامع الصغير 2: 547 / 8266، مجمع الزوائد 9: 129، البداية والنهاية 7: 359، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9 : 39 / 6884، الإستيعاب 3: 37، فضائل الصحابة 2: 633 / 1078، تاريخ الخلفاء: 137، الرياض النضرة 3: 121، الصواعق المحرقة باب 9 فصل 2: 123، شواهد التنزيل 2: 98 / 776 - 778 وغيرهم، وأصحاب المناقب جميعا.
(21) الأحزاب: 57.
(22) مسند أحمد 6: 323، المستدرك 3: 121 - 122، الخصائص للنسائي: 17، مجمع الزوائد 9: 130 ، الترجمة في تاريخ ابن عساكر 2: 182 / 667، البداية والنهاية 7: 367 تاريخ الخلفاء: 137، المناقب للخوارزمي: 91.
(23) صحيح البخاري: 5: 92 / 209، مسلم 4: 1902 / 93 - 2449، الترمذي 5: 698 / 3867، مصابيح السنة 4: 185 / 4799، المستدرك 3، 158، مجمع الزوائد 9: 203، الجامع الصغير 2:
208 / 5833 وبعده.
(24) الصواعق المحرقة باب 11 فصل - 1 - المقصد الثالث، وأخرجه السيوطي في الخصائص الكبرى 2: 464.
(25) المستدرك 3: 166 وقال: صحيح على شرط الشيخين، مجمع الزوائد 9: 179 و 181، الصواعق المحرقة باب 11 ص 192.
(26) الترمذي 5: 699 / 3870، المستدرك 3: 149، ابن ماجة 1: 52 / 145، مسند أحمد 2: 442 أسد الغابة 3: 11، 5: 523، مجمع الزوائد 9: 169، مصابيح السنة 4: 190، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9: 61 / 6938، الصواعق المحرقة باب 11: 187، الرياض النضرة 3: 154، شواهد التنزيل 2: 27 المناقب للخوارزمي: 91.
(27) التاريخ الكبير للبخاري 2: 69 / 70 وفيه: " اللهم هؤلاء أهل بيتي "، مسند أبي يعلى 12: 383 / 6951، ومجمع الزوائد 9: 166 - 167 وقال: إسناده جيد.
(28) صفن: صف قدميه.
لسان العرب (صفن) 13: 248.
(29) المستدرك 3: 149 وصححه على شرط مسلم، الخصائص الكبرى 2: 465، مجمع الزوائد 9: 171 الصواعق المحرقة: 174، 140، وقد وردت جميع هذه الأحاديث في سائر كتب المناقب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page