• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خاتمة االمسير

وقفة

في هذا القسم - الأخير - أشياء كنت أضعها أمامي، وأسئلة أثيرها، أستخرجها من بطون الحقائق، وأسئلة كهذه لا بد أن تكون على درجة من التحديد والقوة تؤهلها للنفوذ إلى الأعماق، واستثارة المواقف السليمة الصافية التي تكمن فيها، والتي قد تحجبها أحيانا أغشية الميول والعواطف!
وإن عملية كهذه تتطلب قدرا كافيا من الشجاعة والجرأة، وهذا هو شأن الحقيقة دائما، لا يبلغها إلا من يملك الشجاعة الكافية في تحدي كل ما يتوسط الطريق إليها، والإرادة الثابتة في مواصلة الطريق، واتخاذ الموقف الأقوى والأسلم.
ومسيرة كهذه لا بد أن يقودها الفكر الحر إلى نهاية المطاف.
فهذا سؤال كان يلازمني، يقول:
أليس من الواجب علينا أن نتحرى مواضع رضا الله ورسوله، فنعرفها، ونأخذ بها، ونعرف من أرضاه، فنواليه؟
إذن، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول في آخر أيامه: " هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي أبدا " فيقول قائلهم:
ما له؟ أهجر؟ حسبنا كتاب الله!
أترى أرضاه هذا، أم أسخطه؟
ولنا أن نسأل، فنقول: لو أن عمر كان يظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيوصي له، أو لأبي بكر، أكان يقول ما قال، أم سيكون أسرع الملبين، وسيهتف بملء فيه: هلموا يكتب لكم رسول الله، فاسمعوا له وأطيعوا؟
وليس هذا تهكما مني، سوء ظن، بل هو ما حدث فعلا يوم عهد له أبو بكر بالخلافة في آخر أيام حياته، وهو على فراش الموت، وكان يغمى عليه ثم يفيق وهو يملي الكتاب!
قال ابن الأثير: ثم إن أبا بكر أحضر عثمان بن عفان ليكتب عهد عمر، فقال له:
اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أما بعد. ثم أغمي عليه، فكتب عثمان: فإني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ولم آلكم خيرا.
ثم أفاق أبو بكر، فقال: اقرأ علي.
فقرأ عليه، فكبر أبو بكر، وقال: أراك خفت أن يختلف المسلمون إن مت في غشيتي؟
قال نعم.
قال: جزاك الله خيرا عن الإسلام وأهله.
فلما كتب العهد أمر أن يقرأ على الناس، فجمعهم، وأرسل الكتاب مع مولى له، ومعه عمر، فكان عمر يقول للناس: أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، فإنه لم يألكم نصحا! فسكن الناس (1).
- أما كان أولى به أن يقول: اسمعوا لرسول الله؟ أو أن يسكت؟
- أما كان الأولى أن يقال لأبي بكر إنه هجر، إذ كان يغمى عليه وهو يوصي؟
- أم لماذا كانوا يخشون وقوع الفتنة واختلاف المسلمين بعد أبي بكر فأتموا له كتابه وهو مغمي عليه، بينما قطعوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلامه، وأكثروا اللغط والضجيج وهو يخاطبهم، فلم يخشوا وقوع الاختلاف بعده؟!
فهل أرضوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم أسخطوه؟
ثم متى صح لمؤمن أن يقف حائرا، لا يدري أيكون مع رضا رسول الله أم مع سخطه؟ وهكذا لو تتبعت كل ما تقدم ذكره من أحداث ووضعتها تحت هذا السؤال، لوجدت الحقائق ناصعة جلية، ولا شئ أوضح منها، ولا أقرب إلى الأذهان.
أفرسول الله أحق أن يتبع أم من بعده؟
قال ابن عباس رضي الله عنه: أراهم سيهلكون، أقول قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول: نهى أبو بكر وعمر (2)!
دروس ومواعظ:
فكم من موعظة بالغة بسطها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بيننا دليلا إلى الهدى؟
- ألم تكن في قصة تبليغ سورة براءة موعظة:
إذ بعث بها أبا بكر، حتى إذا سار بها بعضا من الطريق أرسل خلفه عليا ليأخذها منه، ويرده! فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أنزل في شئ؟
قال: " لا، ولكن أمرت ألا يؤدي عني إلا أنا، أو رجل مني ".
هكذا كان في تبليغ أربعة أحكام من القرآن الكريم، فرده الله تعالى، وانتخب لها عليا عليه السلام، ثم زاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأمر وضوحا ببيانه المحكم: " أمرت ألا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني ".
فكيف في تبليغ الإسلام كله، والقيام عليه وحمايته، أيرتضى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا رجل منه؟
- وموعظة أخرى:
في راية خيبر، إذ بعث بها أبا بكر، فعاد ولم يصنع شيئا، فأرسل بعده عمر، فعاد ولم يفتح (3) - أما الطبري فقال: فعاد يجبن أصحابه ويجبنونه (4) - فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، فقال: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار " وفي رواية: " لا يخزيه الله أبدا، ولا يرجع حتى يفتح عليه " (5).
فهل أبقى هذا الحديث المتفق عليه على شئ مما يقال له (فضائل الشيخين)!
- موعظة أخرى:
يوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جمع من الصحابة: " إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ".
فاستشرف له القوم، وفيهم أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر: أنا هو؟
قال: " لا ".
قال عمر: أنا هو؟
قال: " لا، ولكن خاصف النعل " وكان علي يخصف نعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو سعيد الخدري: فأتيناه فبشرناه، فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (6).
وقريب منه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لبني لهيعة - وفي رواية لوفد ثقيف -: " لتسلمن أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو قال: مثل نفسي - ليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم ".
قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ فجعلت أنصب صدري رجاء أن يقول: هو هذا، فالتفت إلى علي، فأخذ بيده، وقال: " هو هذا، هو هذا " (7).
- وهذه الموعظة:
عن أم المؤمنين عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما حضرته الوفاة:
" ادعوا لي حبيبي " فدعوا له أبا بكر، فنظر إليه، ثم وضع رأسه، ثم قال:
" ادعوا لي حبيبي " فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال:
" ادعوا لي حبيبي " فدعوا له عليا، فلما رآه أدخله في الثوب الذي كان عليه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه (8).
ولست هنا بمقام المفصل لهذا البيان المفصل، ولكن لنتذكر فقط أن هذا إنما جاء بعدما أبوا أن يكتبوا عهده الأخير إليهم وإلى أمته من بعدهم!
وإنما كان لما حضرته الوفاة، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه!
إذا تذكرنا هذا فسوف ينكشف لنا الكثير، ويزول عنا إبهام كثير، فهو بلاغه الأخير صلى الله عليه وآله وسلم في لحظات لا يمكن لمن شهدها أو سمع بها أن ينساها.
ومع تلك المواعظ ونظائرها، نقول: سبحان الذي قضى ألا يدع الأمور تجري عبثا، حتى يبين للناس حكمه فيها (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما) (9).
لا بد من جواب:
لعل أول القضايا كلها هي قضية الإمامة، وقضية الإمامة تواجهنا بسؤالين أساسيين لا بد من إيجاد الجواب الصحيح عنهما، وهما:
1 - هل ترك الله جل جلاله أمر خاتم الأديان مبهما بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وهل ترك أمر عباده إلى يوم الدين هكذا بخلاف سائر الأمم قبل الإسلام، إذ كان يخلف كل نبي عدد من الأوصياء؟!
أم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك هذه الأمة تحتار في أمرها من بعده، فلا تجد منه عهدا تحتكم إليه، ولا قولا تتمسك به، ولا ركنا تتكئ عليه، فتعود أمة تموج وتضطرب، تتقاذفها الآراء، والاجتهادات والأهواء، وكأن سيد المرسلين لم يبعث فيها، وكأن خاتمة رسالات السماء لم تتم بعد؟!
أم يصح أن يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين: " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " وهو لم يعين لهم من يبايعون؟
أو يقول: " من مات ولم يعرف إمام زمانه - وليس عليه إمام - مات ميتة جاهلية " وهو لم يرشدهم إلى الأئمة الحق الذين وجب اتباعهم؟
هل يصح أن يكون المراد بهذا مجرد البيعة، وإن كانت لأهل البدع والأهواء، أو لكل من تغلب بالسيف، وإن أقام الباطل وقهر أهل العدل والصلاح؟
كيف يتم هذا وهو صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا طاعة في معصية الله " (10).
وهو صلى الله عليه وآله وسلم عندما حث المؤمن على طاعة الأمير اشترط لذلك، فقال: " ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " (11).
إن هذا كله يدل دلالة لا شك فيها على ضرورة تعيين الإمام والخليفة بعد النبي، والنص عليه، هذه الضرورة التي لم يغفل عنها نبي من الأنبياء ولا ملك من الملوك، ولا قائد من القادة لأجل حفظ شريعته واستمرار نهجه، فهل يتركها خاتم الأنبياء وحده؟
ثم لماذا لا ننتبه - ونحن ندعي عدم وجود النص على الإمام - إلى قضية خطيرة أخرى، وهي:
ما هو مصير من سيموت بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن تتم البيعة للخليفة؟
إنه سيموت وليس عليه إمام، وليس في عنقه بيعة! فما الذي جناه هذا ليموت ميتة جاهلية؟
وهكذا في كل فترة بين خليفتين، إذ من المعروف أن المسلمين قد بقوا ثلاثة أيام بعد موت عمر وليس عليهم إمام، وعدة أيام بعد موت عثمان، ثم هو أمر جار بلا ريب، بحسب هذا الفرض!
فإذا أيقنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يقول إلا حقا، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم أرحم بالمسلمين من أن يسوقهم إلى جهنم من غير ما ذنب جنوه، وإنما أرسل رحمة للعالمين، أيقنا عندئذ أنه صلى الله عليه وآله وسلم لئلا يعرض أمته لمحنة محتومة كهذه، ولئلا يترك أمته عرضة للاضطراب والاختلاف والفتن، ولئلا يدع شريعته - وهي خاتمة شرائع السماء - غرضا لأهل البدع والأهواء، و (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) لأجل هذا كله لا بد أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى، ونص على الإمام من بعده، وعلى إمام بعد إمام.
وهذه هي الحقيقة التي لا يستقيم غيرها مع ما ورد من نصوص القرآن والسنة في أمر الإمامة.
2 - تقدم الكلام في وجوب الإمامة، وما فرضه الله تعالى، وأوجبه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه إجماع الأمة من وجوب وجود إمام تعقد له البيعة في كل زمان.
فليس خفي - مع هذا - على كل مسلم أنه سوف يسأل غدا عن إمام زمانه الذي كان يعتقد إمامته، ويعقد له البيعة والولاء.
وبديهي أن من بايع لإمام معتقدا إمامته كان وراءه يوم القيامة، فإما أن يكون هو الإمام الذي ارتضاه الله ورسوله، فيقدم قومه فيوردهم الجنه والرضوان، وإما أن يكون غيره، فيوردهم النار! أعاذ الله أمة حبيبه المصطفى منها ومن أهوالها.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا وإن أئمتكم وفدكم إلى الله عز وجل فانظروا من توفدون " (12).
فلنعرض هذا السؤال الخطير اليوم على أنفسنا، قبل أن تعرض عليه غدا:
فمن هو الإمام الذي تجب معرفته، وتجب موالاته في زماننا هذا؟
إنك مهما بحثت فلن تجد جوابا لذلك إلا لدى الشيعة الإمامية، ففي عقائدهم: أن إمام هذه الأزمان هو: الإمام المهدي المنتظر، ابن الإمام الحسن العسكري، ابن الإمام علي الهادي، ابن الإمام محمد الجواد، ابن الإمام علي الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام علي زين العابدين، ابن الإمام الحسين الذي هو أخو الإمام الحسن، سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانتاه، وسيدا شباب أهل الجنة، ابنا الإمام علي بن أبي طالب أخو رسول الله ووصيه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فهو الإمام الثاني عشر - من الأئمة الاثني عشر القرشيين، الهاشميين، الهادين المهديين - المولود في سنة 255 هـ‍ في سامراء من أرض العراق.
وهو الإمام المنتظر الموعود الذي تبشر به مذاهبنا الإسلامية كافة (13).
وهذا هو الجواب الوحيد الذي يستقيم مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتفق عليها في الإمامة، وأشهرها:
1 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني تارك فيكم الثقلين - خليفتين - كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (14).
قال ابن حجر الهيثمي: وفيه إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك (15).
2 - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " (16).
وفي لفظ " الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش " (17).
ولقد رأينا من هم أئمة أهل البيت عليهم السلام، فهم المصطفون من آل المصطفى، الذين قال فيهم: " لا تتقدموهم فتهلكوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ".
وقال: " وإني سائلكم غدا عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ".
" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".
لماذا هذا الجفاء؟
لقد كنت زمنا أعجب لمن يقول بمبدأ (السلفية) فيستنكر كل شئ لم يكن قد عمل به على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحتى مكبرات الصوت في المساجد، قالوا: إنها بدعة لأنها لم تكن على عهد النبي! وأمثالها كثير، ترى فلماذا لا يستنكرون السجود على الفراش، ثم السجاد السميك، وهم يعلمون علم اليقين أنه خلاف ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة، وحتى التابعين؟
فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجوده على غير التراب والحصى، أو الحصير المتخذ من الجريد.
لقد كنت أسرع شئ للاقتناع بهذا، فهو من أكثر الأشياء وضوحا.
وكنت رغم ما بلغته من الاطمئنان إلى مسألة (مسح القدمين) في الوضوء، ورغم أني قد قرأت ما حكاه الرازي فيها مفصلا في تفسيره، وقد ذكر عددا ممن قال بوجوبه، وعددا ممن قال بالتخيير بين المسح والغسل، وعددا ممن جمع بينهما (18)، رغم هذا كنت أتشوق لرؤية مزيد من الأحاديث الصحيحة في هذا عند أصحاب التصانيف المعتبرة، حتى وقفت على ذلك في عدة مصادر، منها:
سنن أبي داود:
بالإسناد عن علي عليه السلام قال: " لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما ".
وهذا نص صريح بالمسح على القدمين في الوضوء دون الغسل.
ثم رواه بإسناد آخر - تحت نفس الرقم - عن علي عليه السلام أنه قال: " كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح ظاهرهما " (19).
والغريب أنه بعد أن ذكر الحديثين قال: قال وكيع: يعني الخفين!
وهذا تحكم ظاهر لا قيمة له ولا دليل عليه، ولا مجرد إشارة.
وفي سنن ابن ماجة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: إن الناس أبوا إلا الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح (20).
وفي مسند أحمد بن حنبل: عن علي عليه السلام أنه قال: " كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح ظاهرهما " (21).
مسند الحميدي: روى حديث أحمد المتقدم بنصه، وذكر له مصادر أخرى (22).
مسند أبي يعلى الموصلي: روي الحديث من طريقين عن علي عليه السلام: " كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ظاهرهما " (23).
السنن الكبرى للبيهقي: عن رفاعة بن رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال للمسئ صلاته: " إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله: يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين " (24).
وفي الدر المنثور:
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
(وامسحوا برؤسكم وأرجلكم) قال: هو المسح.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، عن ابن عباس، قال: أبى الناس إلا الغسل، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، عن ابن عباس، قال: الوضوء غسلتان ومسحتان.
- وأخرج ابن أبي شيبة، عن عكرمة، مثله.
- وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن ابن عباس، قال: افترض الله غسلتين ومسحتين، ألا ترى أنه ذكر التيمم، فجعل الغسلتين مسحتين وترك المسحتين.
- وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن قتادة، مثله.
- وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وعن أنس، أنه قيل له: إن الحجاج خطبنا، فقال: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم) (وامسحوا برؤسكم وأرجلكم) وأنه ليس شئ من ابن آدم أقرب إلى الخبث من قدميه، فاغسلوا بطونهما وظهورهما وعراقيبهما.
فقال أنس: صدق الله، وكذب الحجاج، قال الله: (وامسحوا برؤسكم وأرجلكم).
قال: وكان أنس إذا مسح قدميه بلهما.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، عن الشعبي، قال: نزل جبريل بالمسح على القدمين، ألا ترى أن التيمم أن يمسح ما كان غسلا، ويلقي ما كان مسحا (25).
وهذه كلها أحاديث تمتعت بأسانيد هي من أقوى الأسانيد وأصحها.
وهكذا لو تناولنا جميع المسائل بالدرس الموضوعي المجرد عن الميول لتوصلنا إلى مثل هذه النتائج الواضحة.
ولو دخلنا في باب العقائد، وأول الأصول فيها، الذي هو أصل " التوحيد ":
لما وجدنا التوحيد الخالص الذي يطمئن له القلب، ويتذوق حلاوته إلا في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، إذ لا حيرة بين التشبيه والتعطيل، ولا اضطراب بين الجبر والتفويض، لا هذا ولا ذاك، بل هو التوحيد الخالص الذي ينسجم مع عظمة الخالق جل جلاله، وينزهه عن كل الأوهام والظنون.
ولقد عجت خطب نهج البلاغة بما يصور أرقى معاني التوحيد وأكملها، وامتلأت كلمات الإمام زين العابدين عليه السلام في صحيفته الرائعة (الصحيفة السجادية) بتلك المعاني.
وإتماما للمعنى فقد انتخبنا بعض المقاطع من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة بخطبة الأشباح، يرويها الإمام الصادق عليه السلام، فيقول:
إن رجلا أتاه فقال له: يا أمير المؤمنين، صف لنا ربنا مثلما نراه عيانا لنزداد له حبا وبه معرفة، فغضب ونادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال:
" الحمد لله الذي لا يفره المنع والجمود، ولا يكديه الإعطاء والجود...
الأول الذي لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والآخر الذي ليس له بعد فيكون شئ بعده، والرادع أناسي الأبصار عن أن تناله أو تدركه...
فانظر أيها السائل: فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به واستضئ بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله سبحانه...
هو القادر الذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، وحاول الفكر المبرأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، وتولهت القلوب إليه لتجري في كيفية صفاته، وغمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصفات لتناول علم ذاته، ردعها وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلصة إليه - سبحانه - فرجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته، ولا تخطر ببال أولي الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته...
فأشهد أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك، وتلاحم حقاق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك، ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ند لك...
كذب العادلون، إذ شبهوك بأصنامهم، ونحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم وجزأوك تجزئة المجسمات بخواطرهم...
وأشهد أن من ساواك بشئ من خلقك فقد عدل بك، والعادل بك كافر بما تنزلت به محكمات آياتك، ونطقت عنه شواهد حجج بيناتك، وإنك أنت الذي لم تتناه في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفا، ولا في رويات خواطرها فتكون محدودا مصرفا... إلى آخر خطبته عليه السلام (26).
وفي أصل " النبوة " مهما بحثنا لا نجد عقيدة تنزه الأنبياء والرسل، صلوات الله عليهم أجمعين غير عقيدة الشيعة الإمامية، وأما عند سواهم فالأنبياء جميعا محملون بالأخطاء والآثام! وهذا مما ينفر منهم ولا يقرب إليهم، ولا يستقيم إطلاقا مع كونهم عليهم السلام أمناء الله تعالى على رسالاته، ولا مع كون الاقتداء بهم أمرا إلزاميا.
إذ كيف يكون أمينا على وحي الله تعالى ورسالاته من يحتمل منه الخطأ والاشتباه؟!
أم كيف يؤمر العباد بالتأسي بهم، بكل أفعالهم وأقوالهم (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (27)، (ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (28).
وكيف يكون ذلك وهم يقعون في الخطأ والاشتباه؟!
أما عصمة الأنبياء، ونزاهتهم من الآثام والأخطاء فلا تجدها إلا في عقائد الإمامية.
والبحث في هذا يطول..
ولكن أم المسائل في هذا الباب يمكن صياغتها بالسؤال التالي:
- لماذا هذا الإعراض عن فقه أهل البيت عليهم السلام؟!
فهل كان غيرهم من أئمة الفقه أعلم منهم؟
لقد كان رائد مدرسة أهل البيت في الفقه الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقد عاصره من أئمة الفقه الذين اعتمد فقههم، وأوقف العمل على فتاويهم: أبو حنيفة، ومالك بن أنس، ثم تلاهم الشافعي، وأحمد بن حنبل، فهل كان معاصروه، أو التابعون له أعلم منه وأفضل؟
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا حاتم يقول: جعفر لا يسأل عن مثله.
وقال: سمعت أبا زرعة، وسئل عن [ حديث ] جعفر بن محمد عن أبيه وسهيل عن أبيه (29)، والعلاء عن أبيه (30)، أيها أصح؟
فقال: لا يقرن جعفر إلى هؤلاء (31).
وقال اليعقوبي: كان جعفر بن محمد - الصادق - أفضل الناس، وأعلمهم بدين الله.
وكان من أهل العلم الذين سمعوا منه إذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم (32).
وقال ابن خلكان: أبو عبد الله جعفر الصادق، أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وكان من سادات أهل البيت - عليهم السلام - ولقب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله أشهر من أن يذكر.
وله كلام في صنعة الكيمياء.. وكان تلميذه جابر بن حيان قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق - عليه السلام - وهي خمسمائة رسالة (33).
وقال أبو جعفر المنصور: إن جعفرا كان ممن قال الله فيه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وكان ممن اصطفى الله، وكان من السابقين بالخيرات (34).
وقال الذهبي: جعفر الصادق عليه السلام كبير الشأن من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور (35).
وسئل أبو حنيفة من أفقه من رأيت؟
قال: ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد.
لما أقدمه المنصور الحيرة بعث إلى، فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد! فهيئ له من مسائلك الصعاب.
فهيأت له أربعين مسألة، ثم أتيت أبا جعفر، وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر - إلى أن قال - فقال لي أبو جعفر: هات من مسائلك.
فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا. فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة.
ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس (36)؟
فلماذا إذن لا يؤخذ الفقه من أفضل الناس، وأعلمهم، وأعلمهم باختلاف الناس؟ دع عنك الخلاف في أمر الإمامة، وإن بايعوا من بايعوا ووالوا من والوا، ولكن هذه مسائل الفقه، والحلال والحرام، فما الذي يمنع أن نأخذها من أعلم الناس!
أليست السياسة هي التي صنعت هذا الجفاء؟
أم لم يصح التعبد طبق مذهبهم عليهم السلام؟!
فحتى إذا لم نلتفت إلى كل ما جاء بحقهم عليهم السلام من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وشهادات معاصريهم، فإن بيننا اليوم من فتاوى المتأخرين ما يمكن اللجوء إليه، فقد أفتى شيوخ الأزهر - ابتداء من الشيخ محمود شلتوت - بجواز التعبد طبق مذهب جعفر الصادق عليه السلام.
ولو لم تكن السياسة، وشهوة " السلطان " هي التي صنعت هذا، فهل
ترى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تجفو أهل بيته الأطهار، وهي ترى فيهم أعلى الفضل، والشرف، والسيادة، والشجاعة، والعلم، والفقه، والكرم، والحكمة، وكل الفضائل ومكارم الأخلاق، أترى هذا يكون لولا ذاك؟
أم يقال: إن الشيعة قد كذبوا على أئمة أهل البيت؟
إن من أغرب ما أراه يتكرر تحت ناظري، وعلى مسامعي هي هذه الدعوى، التي ما قيلت إلا لأجل قطع الطريق على الباحث أن يبلغ الحقيقة، وقطع الطريق على الحقائق أن تبلغنا!
دع عنك كل ما تقدم ذكره من قصة الوضع في الحديث، وما مني به أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم ومحبيهم من فنون الأذى مدى الأيام، دع عنك هذا كله، وهب أن شيئا منه لم يكن، وتعال نواجه هذه الدعوى بالسؤال التالي:
إذا كانت هذه الطائفة من المسلمين قد كذبت على أئمة أهل البيت، وابتدعت لها طريقا نسبته إليهم، فما بال أصحاب هذه الدعوى من طلاب الحق لم يأخذوا الصحيح عنهم عليهم السلام ويتمسكوا به ويحفظوه لنا لنعرف فقه أهل بيت نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام؟!
إن كانوا يتحرون الحق، ويوالون أهله، فما بالهم لم يأخذوا دينهم - بأصوله وفروعه - عن أئمة الهدى، وزعماء الدين، ورواد العلم، والفقه، والشرف، والتقوى؟!
لماذا تركوهم، وأعرضوا عنهم، وراحوا يلتمسون العقائد والأصول والفروع وكل شئ ممن هو دونهم بلا ريب؟!
وليس هذا فقط، بل إذا رأوا من يحفظ حديثهم عليهم السلام قالوا:
هذا رافضي. وتركوه!
هذه هي حقيقة تلك الدعوى، فلو صدقوا فيما زعموا لاتبعوهم وهم يشهدون لهم بالفضل.
وتقدم قول ابن حجر: إن في أحاديث التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة (37).
وقال: هم معدن للعلوم اللدنية، والأسرار والحكم العلية، والأحكام الشرعية، ولذا حث صلى الله عليه وآله وسلم على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال: " الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت " (38).
فلماذا هذا الإعراض عنهم، والتمسك بمن هو دونهم في الدرجات؟!
أكتب هذه الكلمات وتتردد في ذهني مقولة أمير المؤمنين عليه السلام، التي يقول فيها:
" فأين تذهبون؟! وأنى تؤفكون؟! والأعلام قائمة، والمنار منصوبة، فأين يتاه بكم؟!
وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟! وهم أزمة الحق، وإعلام الدين، وألسنة الصدق (39)؟!
ثم ألا يكفينا حجة للتمسك بهم عليهم السلام أنهم الثقل الملازم للقرآن، فلا هما يفترقان، ولا يضل متمسك بهما أبدا؟
وبعد، فنحن مسؤولون غدا عن ذلك: " فانظروا كيف تخلفوني فيهما " " أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي "؟
- وأنهم هم الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسفينة نجاة هذه الأمة " فمن تعلق بها نجا، ومن تخلف عنها غرق "؟
- وهم عليهم السلام " أمان لأهل الدنيا، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا، فصاروا حزب إبليس ".
فماذا بعد؟
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
" وناظر قلب اللبيب به يبصر أمده، ويعرف غوره ونجده.
داع دعا، وراع رعى، فاستجيبوا للداعي، واتبعوا الراعي:
نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا.
فليصدق رائد أهله، وليحضر عقله.
وليكن من أبناء الآخرة، فإنه منها قدم، وإليها ينقلب.
فالناظر بالقلب، العامل بالبصر يكون مبتدأ عمله أن يعلم: أعلمه عليه أم له!
فإن كان له مضى فيه، وإن كان عليه وقف عنه.
فإن العامل بغير علم كالسائر على غير طريق، فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلا بعدا من حاجته!
والعامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح.
فلينظر ناظر: أسائر هو، أم راجع " (40).
شرح الله صدورنا للحق أجمعين..

والحمد لله رب العالمين..

16 محرم الحرام 1412

 

 



____________
(1) الكامل في تاريخ 2: 425 - 426، وانظر تاريخ الطبري 4: 52.
(2) مسند أحمد 1: 337.
(3) الكامل في التاريخ 2: 219، أسد الغابة 4: 21، الخصائص للنسائي: 5، البداية والنهاية 7: 349، حلية الأولياء 1: 62، دلائل النبوة 4: 209.
(4) تاريخ الطبري 3: 93، وصححه الحاكم في المستدرك 3: 37، ووافقه الذهبي.
(5) صحيح البخاري - كتاب الفضائل - 5: 87 / 197 و 198 و - كتاب المغازي - 5: 279 / 231، صحيح مسلم - كتاب الفضائل - 4: 1871 / 32 - 34، سنن الترمذي 5: 638 / 3724، سنن ابن ماجة 1: 43 / 117، مسند أحمد 1: 185، 5: 358، المستدرك 3: 109، مصابيح السنة 4: 93 / 4601، الخصائص للنسائي 4 - 8، تاريخ الإسلامي للذهبي - جزء المغازي - 407، دلائل النبوة 4: 205 - 206، الاستيعاب 3: 36، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9: 43 / 6893 - 6896 وكافة أصحاب السير والمناقب هذا غير ما تقدم في هامش (1) (2) المتقدمين.
(6) مسند أحمد 3: 82، فضائل الصحابة 2: 627 / 1071، المستدرك 3: 123 وصححه على شرط الشيخين، أسد الغابة 4: 32 - 33، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9: 46 / 6898، البداية والنهاية 7: 375، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 3: 163، مجمع الزوائد 5: 186 و 9: 133، تاريخ بغداد 8: 433، الصواعق المحرقة باب 9: 123، الرياض النضرة 3: 157، حلية الأولياء 1: 67، كنز العمال 13: 107 / 36351 وسائر أصحاب المناقب.
(7) سنن الترمذي 5: 634 / 3715، فضائل الصحابة 2: 571 / 966، الاستيعاب 3: 46، أسد الغابة 4: 26، الرياض النضرة 3: 119، الخصائص للنسائي: 10، 19، كنز العمال 13: 115 / 36373.
(8) أخرجه ابن عساكر في تاريخه كما في ترجمة الإمام علي 3: 17 / 1036، والمحب الطبري: في الرياض النضرة 3: 141، وفي ذخائر العقبى: 72، والخوارزمي: في المناقب: 29، وفي مقتل الحسين 1: 38، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 263. والملا في سيرته: ج 5 - ق 2 - 174.
(9) سورة النساء: 165.
(10) صحيح مسلم - الإمارة - 3: 1469 / 39، سنن النسائي - البيعة - 7: 160، سنن ابن ماجة - الجهاد - 2: 956 / 2865، مسند أحمد 1: 94 وعدة مواضع أخرى.
(11) البخاري - الجهاد - 4: 126 / 162، - الأحكام - 9: 113 / 8، مسلم - الإمارة - 3: 1469 / 38 سنن الترمذي - الجهاد - 4: 209 / 1707، سنن النسائي - البيعة - 7: 160، سنن ابن ماجة - الجهاد 2: 956، مسند أحمد 2: 17.
(12) الصواعق المحرقة: باب 11: 150.
(13) أنظر سنن أبي داود - كتاب المهدي - 4: 106، سنن الترمذي - باب ما جاء في المهدي - 4: 505.
(14) صحيح مسلم 4: 1873 و 1874، سنن الترمذي 5: 662 / 3786 و 663 / 3788، مسند الإمام أحمد 3: 14، 17 و 4: 367، 371 و 5: 182، 189، سنن الدارمي 2: 432، مصابيح السنة 4: 185 / 4800 و 190 / 4816، فضائل الصحابة 2: 603 / 1035، الخصائص للنسائي:
21، السيرة الحلبية 3: 336، تاريخ اليعقوبي 2: 112، تفسير الرازي 8: 163، تفسير ابن كثير 4: 122، العقد الفريد 4: 126 وتقدم ذكر مزيد من مصادره.
(15) الصواعق المحرقة - باب 11 فصل 1: 151.
(16) (17) صحيح البخاري - كتاب الأحكام - ح / 79، صحيح مسلم - كتاب الإمارة - ح / 1821، سنن الترمذي 4: 501 / 2223 وتقدم ذكر مزيد من مصادره.
(18) تفسير الرازي 11: 161 وبعدها.
(19) سنن أبي داود - كتاب الطهارة - ح / 164.
(20) سنن ابن ماجة 1: 156 / 458.
(21) مسند أحمد 1: 95.
(22) مسند الحميدي: 26 / 47.
(23) مسند أبي يعلى 1: 287 / 86 - (346) و 1: 455 / 353 - (613).
(24) السنن الكبرى 1: 44.
(25) الدر المنثور 3: 28 - 29 عند الآية (6) من سورة المائدة.
(26) نهج البلاغة - شرح الدكتور صبحي الصالح: 124 - 136 - خطبة رقم 91 -.
(27) الحشر: 7.
(28) الأحزاب: 21.
(29) قال الذهبي: سهيل بن أبي صالح، الإمام المحدث الكبير الصادق.. حدث عن أبيه أبي صالح ذكوان السمان.. وحدث عنه الأعمش، وربيعة، وموسى بن عقبة وهم من التابعين.. وكان من كبار الحفاظ.. أثنى عليه الترمذي، وأحمد، وابن معين وغيرهم. سير أعلام النبلاء 5: 458.
(30) قال الذهبي: العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، الإمام المحدث الصدوق.. حدث عن والده عبد الرحمن صاحب أبي هريرة، وعن أنس بن مالك.. وحدث عنه: مالك، وشعبة، وسفيان، وابن عيينة.
سير أعلام النبلاء 6: 186.
(31) سير أعلام النبلاء 6: 257 - 258.
(32) تاريخ اليعقوبي 2: 381.
(33) وفيات الأعيان 1: 327.
(34) تاريخ اليعقوبي 2: 383.
(35) سير أعلام النبلاء 13: 120.
(36) سير أعلام النبلاء 6: 257 - 258، تهذيب الكمال 5: 79.
(37) (38) الصواعق المحرقة: 151.
(39) شرح نهج البلاغة - للدكتور صبحي الصالح -: 119 - الخطبة رقم 87 -.
(40) نهج البلاغة - للدكتور صبحي الصالح -: 215 - 216 (خطبة: 154).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page