طباعة

ليلة القدر صفوة الصفوة

ليلة القدر صفوة الصفوة


وكما تدل على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة فإنّ شهر رمضان إنّما اكتسب عظمته من ليلة واحدة فيه هي ليلة القدر. فلقد اختار الله تعالى من الشهور شهراً، واصطفى من الليالي ليلة تقع في هذا الشهر هي صفوة الصفوة. فهذه الليلة هي المحور الأساسيّ لهذا الشهـر الكريم، ومن خسرها فإنّه الشقيّ حقاً كما روي عن أمير المؤمنين عليـه السلام قـال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقـال:" .... فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".([62])
إنّ الليالي والأيام وبالتالي أيّ زمن من الأزمنة إنّما يكتسب ميـزته من الحدث الذي يقع فيه، وقد وقع في ليلة القدر أهمّ ما حدث في تأريـخ البشرية على الاطلاق، إلا وهو نزول القرآن الكريم كما قال سبحانه: « إِنَّآ انزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» (القدر/1)
والسبب الذي جعل نزول القرآن الكريم يعطي هذه الليلة العظمة الكبرى هو انّ القرآن كلام الله. ونـزول القرآن يعني أنّ أهل السماء اتّصلوا بأهل الأرض، ويعني التفاتة رحيمة شاملة من قبل الله جلّ وعلا الى الأرض، كما ويعني أنّ المسافة بين الخالق والمخلوق قد تقلّصت، فنـزلت السعادة الأبديّة على الإنسان الذي هو أكرم ما خلق الله.
وعلى هذا؛ فإنّ ليلة القدر هي ليلة عظيمة، بل إنّها تعتبر بالنسبة الى الإنسان المؤمن بداية السنة ونهايتها، كما قال الإمام الصادق عليه السلام: " ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها".([63]) وأن الله عز وجل يقدّر فيها للإنسان خيره وشرّه، ونفعه وضرّه، وسعادته وشقاءه، حتّى ليلة القدر من العام القادم.

استشهاد الامام علي عليه السلام

الصيام يزيد من معدل ذكاء الفرد

فضل الصوم

فوائد الصيام

الصوم في شهر رمضان

 

___________________________________
([62]) بحار الأنوار، ج93، ص356.
([63]) الفروع من الكافي، ج4، ص160.