• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عيسى (ع) وحياته في (العهد الجديد)

من الأمور المهمة في العقيدة المسيحية والتي يحملها كل مسيحي، والتي كنت أحملها بكل وجودي، هو العشق المفرط ليسوع المسيح (عليه السلام) لأني كنت أعتقد أنه ابن الله الحبيب الذي أرسله الله الأب لخلاص العالم، وهو حمله الذي فدى به البشرية جمعاء، فهو ليس انسانا، لأنه ليس له أب كبقية الناس، فكان اسمه دائما يشير إلى الله أبيه، وكذلك العشق لمريم العذراء (عليها السلام) فهي (والدة الله) كما كنا نردد في صلاتنا.
ولم يكن ليخطر في بالي يوما من الأيام أن يسوع المسيح (عليه السلام) هو إنسان كسائر البشر، وذلك لأن تعاليم الكنيسة كانت تؤكد دائما على الجنبة اللاهوتية له، فالأجواء التي كنت أعيشها في البيت وفي الكنيسة، وحتى في المجتمع المسيحي الصغير الذي كان يحيطني، كلها كانت تساعد على تركيز هذا المعنى في قلبي وعقلي، فلم يكن هناك أي مجال للشك في هذه العقيدة.. ولكن من دون التعمق والتفكر فيها، فهي من الأمور المسلمة، وهي سر الله الذي تجسد في يسوع المسيح (عليه السلام) أخيرا.
ولم أكن ألتفت إلى التناقضات في هذه العقيدة، حالي في ذلك حال معظم المسيحيين إذ لا وقت لذلك، والسؤال حول هذه الأمور شبه ممنوع، فالمسيحي عليه أن يتبع ما تقوله الكنيسة ويأخذه أمرا مسلما، فقد نشأنا وتربينا على هذا الاعتقاد.
ولكن بعد المطالعة والتحقيق، والانتباه من الغفلة، أتضح لي الخطأ في الاعتقاد الذي كنت أحمله في المسيح (عليه السلام)، إذ لا يمكن قبول فكرة (البنوة) عقليا فضلا عن القول بالتجسيد.
وقبل الإشارة إلى ما قيل في المسيح (عليه السلام) نقدم نبذة عن حياته كما ترويها الأناجيل والأسفار (العهد الجديد).
2 - ولادته وحياته (عليه السلام):
لقد أختلف العلماء المسيحيون في سنة ولادة المسيح (عليه السلام)، وأول من كتب عن التقويم الميلادي للمسيح (عليه السلام) هو رئيس دير يدعى ديونيسيوس اكسيجؤس الذي مات قبل عام (550) ميلادي فاختار هذا الراهب أن ولادة المسيح (عليه السلام) هي في سنة 754 لتأسيس روما وهذه السنة تقابل العام الأول الميلادي، إلا أن ما ذكره المؤرخ يوسيفوس يظهر بوضوح أن هيرودس الكبير الذي مات بعد ولادة المسيح (عليه السلام) بوقت قصير مات قبل عام 754 لتأسيس روما فعلى الأرجح أنه مات حوالي عام 750 لتأسيس روما، الذي تقابل سنة 4 ق. م.
إذن فميلاد المسيح (عليه السلام) تم أما في أواخر سنة 5 ق. م أو في أوائل سنة 4. ق. م (1).
إن من الغريب في الأناجيل التي تروي حياة المسيح (عليه السلام) وتعاليمه، أنها لم تذكر قصة ولادته إلا في إنجيلين هما (متي - ولوقا) على اختصار شديد، وأما إنجيل مرقس فلم يذكر شيئا بتاتا عن ولادته (عليه السلام)، وأما إنجيل يوحنا فقد اكتفى بذكر التجسد الإلهي بقوله في أول الإنجيل في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الأب مملوءا نعمة وحقا.
فإنجيل متي يذكر أن الحبل بيسوع المسيح (عليه السلام) كان عن طريق روح القدس (متي: 1 - 18) أي أنه لم يكن هناك تقارب بشري بل كان معجزة إلهية، ولكن متي لا يذكر شيئا عن كيفية هذا الحبل بل يكتفي بذكر مريم (عليها السلام) وهي حبلى قبل أن تدخل إلى بيت يوسف (متى: 1: 19 - 21) ويذكر رؤية يوسف للملاك قائلا له أن الذي حبل

به فيها هو من الروح القدس. وأما إنجيل لوقا فهو يذكر الحوار بين الملاك ومريم (لو: 1: 27 - 38) الملاك الذي بشر مريم بيسوع (عليه السلام).
ولما حان وقت الولادة، ولد يسوع (عليه السلام) في بيت لحم في عهد الملك هيرودس الكبير، ويذكر (متي ولوقا) بشارة الملاك للرعاة بالولادة.
ويذكر لوقا أن ختانه (عليه السلام) كان في اليوم الثامن (لو: 2 = 21) - وهذا كل ما تذكره الأناجيل عن ولادته، وأما طفولته فلم تذكر الأناجيل شيئا عنها، سوى إنجيل لوقا الذي يروي زيارة المسيح (عليه السلام) للهيكل وقد بلغ الثانية عشرة من عمره (لو: 2: 41 - 51).
ومما يؤسف له إننا لا نملك أية معلومات عن حال هذا الطفل المعجزة، ولكن هناك بعض الأناجيل الأخرى والرسائل التي تشير إلى بعض تفاصيل حياة سيدنا يسوع المسيح
(عليه السلام) ولكن الكنيسة لم تعتمدها ضمن الكتب الملهمة فضاعت أكثرها ولم يبق من البعض منها إلا الاسم فقط.
وتنتقل الأناجيل بعد ذلك لذكر يسوع المسيح (عليه السلام) وهو في سن الثلاثين من العمر أي حوالي سنة 27 ميلادي (لو 3: 23) إذ أنه ترك الناصرة واعتمد من يوحنا المعمدان (يحيى) (عليه السلام)، واقتيد يسوع (عليه السلام) إلى برية اليهودية كي يجربه إبليس (مت: 4: 1 - 11) (فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا، فتقدم إليه المجرب...).
وعندما سجن يوحنا المعمدان، بدأ يسوع المسيح (عليه السلام) دعوته الرسالية في الجليل، فدعا تلاميذه الأولين، وبدأ بإظهار المعاجز وأول معجزة ظهرت للمسيح (عليه السلام) هو تحويله الماء إلى خمر في عرس قانا بالجليل (يو 2: 1 - 11). وعندما أعلن في مجمع الناصرة أنه هو النبي المقصود، رفضه قومه وأهل بلدته (لو: 4: 6 - 30).
ومن بعد هذا أنحدر يسوع (عليه السلام) إلى كفرناحوم واتخذها مركز بث دعوته ونشر رسالته، وبقيت كفرناحوم مركزا له مدة تزيد على سنة كاملة من خدمته، فكان يعلم فيها وفي أنحاء أخرى من الجليل ويعمل المعجزات، وأختار من بين تلاميذه وأتباعه اثنا عشر تلميذا ليكونوا تلاميذه المقربين، وقد علمهم ليكونوا رسله، فذاعت شهرته بسبب هذه التعاليم والمعجزات بين جماهير الجليل، كما وصلت هذه الشهرة إلى الذروة في معجزة إطعام الخمسة آلاف.
وقد عزمت الجماهير على تتويجه ملكا ولكن المسيح (عليه السلام) رفض وانصرف إلى الجبل. وذهب بعد ذلك إلى منطقة صور وصيدا وقيصرية فيلبس. واستمرت معاجزه
(عليه السلام) فيها وتبليغ دعوته ورسالته إلى أن اقترب موعد رحيله فقصد أورشليم في المساء السابق لصلبه، فغسل أرجل تلاميذه، ثم صلى، ثم جاء يهوذا الإسخريوطي الخائن مع جمع كثير فسلمه إليهم وهرب التلاميذ كلهم (متي: 26: 56).
ويعتقد المسيحيون أنه (عليه السلام) قد صلب ومات وقام من الأموات في اليوم الثالث. وبعد ذلك ظهر لتلاميذه ليبشرهم بقيامته ويرسلهم إلى جميع الأمم لتبليغ تعاليمه وإرشاداته.
هذه باختصار حياة المسيح (عليه السلام) كما تذكره الأناجيل وتعتبر مسألة صلب المسيح (عليه السلام) وقيامته من الأمور المهمة في العقيدة المسيحية إذ بدونها لا تكتمل فصول عقيدة الفداء والخطيئة الأصلية، ولنلق نظرة عن كيفية صلبه وقيامته، ومن ثم عن موضوع الفداء والخطيئة الأصلية حسب الأسفار الملهمة.



_________
(1) قاموس الكتاب المقدس: 864.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page