• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

من هو المسيح (ع)؟

السؤال المهم الذي يطرح في العقيدة المسيحية هو: من هو المسيح (عليه السلام) وللإجابة عن هذا السؤال نلجأ إلى الكتاب المقدس (العهد الجديد). فيعرف لنا المسيح (عليه السلام) بأنه (ابن الإنسان، ابن الله، الله المتجسد) فالعهد الجديد يعطي هذه الألقاب للمسيح (عليه السلام)، ونحن هنا بدورنا نستعرض هذه الأسماء لنرى هل نستطيع أن نوفق بين كل هذه الصفات والألقاب بأن تكون لكائن واحد لا غير؟

ابن الإنسان

من يطالع العهد الجديد بدقة يجد أن المسيح (عليه السلام) يؤكد على هذا اللقب له بصورة كبيرة، وأني هنا أقدم إحصاء بسيطا عن هذا اللقب في الأناجيل الأربعة: فقد ذكر المسيح (عليه السلام) حسب إنجيل متي هذا الاسم (27 مرة) لا حظ متي: (8: 21، 9: 6، 10: 23، 11: 19، 12: 8، 13: 32، 13: 41، 13: 37، 13: 40، 16: 14، 16: 27، 17: 9، 17: 12، 24: 28، 24: 40، 25: 13، 25: 31، 26: 1، 26: 23، 26: 46، 26: 64).
وحسب إنجيل مرقس (12 مرة) أنظر مرقس: (2: 10، 2: 28، 8: 31، 9: 10، 9: 31، 10: 33، 10: 44، 13: 25، 14: 21، 14: 41، 14: 62). وحسب إنجيل لوقا (21 مرة) أنظر لوقا: (5: 24، 6: 5، 7: 34، 9: 22، 9: 45، 11: 30، 12: 8، 2: 10، 6: 22، 9:
56، 9: 57، 12: 40، 17: 22، 17: 25، 17: 26، 17: 30، 18: 8، 18: 32، 19: 10، 21: 27، 21: 36، 22: 22، 22: 48، 22: 68).
وحسب إنجيل يوحنا (10 مرات) أنظر يوحنا (1: 51، 3:
31، 5: 27، 6: 27، 6: 53، 6: 63، 8: 28، 12: 23: 12: 34، 3: 14).
وأعتقد أن تأكيد المسيح (عليه السلام) على أنه ابن إنسان فيه دلالة وإشارة واضحة وجنبته الإنسانية، فإنه كان يمارس حياته العادية كباقي البشر، فهو يجوع ويعطش و ينام ويفرح ويتألم ويحتاج في حياته إلى الكثير من الأمور الأخرى، فهو بتأكيده هذا يريد أن يبين أنه لا يعدو كونه انسانا كسائر الناس، ولكنه يختلف عنهم بأنه نبي يوحى إليه، فهو على ارتباط مع السماء، كباقي الأنبياء.
ولكن المسيحيين يرون في هذا اللقب بعد آخر، وهو أن المسيح (عليه السلام) شاركنا في حالتنا من الاتضاع والألم، ولكن بما أنه كان ابن الإنسان ذا الأصل السماوي، فهو آدم الجديد، رأس البشرية المجددة فهو آدم السماوي الذي يلبس القائمون من بين الأموات صورته (1).
ويعتقدون أن ابن الإنسان عبارة غامضة توحي بجانب من السمو العالق بشخصية المسيح (عليه السلام) وتحجبه في الوقت نفسه. فعبارة ابن الإنسان عند المسيحيين لها شمول أعمق بكثير مما نفترضه للوهلة الأولى، وهذه العبارة (حسب المسيحيين) عندما يتكلم بها يسوع المسيح (عليه السلام) فهو يريد أن يحقق بذلك ما كان مذكورا في العهد القديم، حسب رؤيا دانيال الذي يتحدث عن ابن الإنسان وعن القديم (يقصد به الله) محاكما جميع الناس والملوك (دنيا: 7).
فكان التقليد اليهودي واعيا للميزة الفائقة لابن الإنسان، ولوجوده السابق للعالم (2).
ولهذا فهم اليهود من خلال هذا اللقب أنه تجديف كما يذكر ذلك إنجيل متي: (متي: 26: 65:) (فأجاب رئيس الكهنة، وقال له أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله، قال له يسوع أنت قلت، وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء... فقال رئيس الكهنة قد جدف)، فكان من الواضح لهم أن يسوع كان يدعي أكثر من ذلك، إذ رفع نفسه إلى درجة الألوهية (3).
وفي الواقع فالانسان يبقى مندهشا عند سماعه لمثل هذا الكلام، فما معنى أن يكون المسيح (عليه السلام) انسانا وابن إنسان ولكنه الله في نفس الوقت وابن الله، نعم من الممكن أن يصل إلى درجة عالية من القرب الإلهي من خلال العبادة والطاعة لمولاه، فيقول للشئ كن فيكون، أما أن يكون الإنسان انسانا وإلها في آن واحد، فهو مما لا يحتمله العقل البشري.

ابن الله

أن الكنيسة تعتبر هذا اللقب هو السر الذي يشير إلى حقيقة المسيح (عليه السلام) وتصر على تسمية المسيح (عليه السلام) به. إذ من خلال قبول هذا اللقب للمسيح (عليه السلام) تكتمل فصول عقيدة الفداء والخلاص، وكذلك عقيدة الثالوث الأقدس، إذ أن المسيح (عليه السلام) في هذا الثالوث هو الاقنيم الثاني.
ومما يثير الدهشة أن المسيح (عليه السلام) لم يسم بهذا الاسم ولا مرة واحدة في الأناجيل الموافقة (متي، مرقس، لوقا)، بل كما رأينا فهودائما يطلق على نفسه ابن الإنسان، وما تذكره الأناجيل لهذه التسمية (ابن الله) هو إما من تعبير الكاتب، أو يذكره نقلا عن لسان آخرين، بل كان كل الذي ذكره في بعض المواضع من هذه الأناجيل هو أنه يشير إلى الله سبحانه بكلمة أبي، والتي سوف نتعرض لها من خلال البحث.
نعم حسب إنجيل يوحنا فإنه يسمي نفسه (ابن الله) في ثلاثة مواضع، وكذلك يشير إلى نفسه بالابن وإلى الله بالأب في بعض كلامه، ويعتقد المسيحيون أن هذا اللقب ليس مجازيا في حق المسيح (عليه السلام) بل هو حقيقي.
وبعد تدوين العهد الجديد أعلنت ألوهيته بشكل علني ورسمي، فالإيمان المسيحي يعلن أن يسوع هو ابن الله، وهو الله ذاته (4).
ولكن بالرغم من هذا فهم يعتقدون أن الله الأب له امتيازات عن الابن السماوي له، (فإن كانت كرامة يسوع تجعله مساويا لله، فإن هذا لا يمنع الأب من الاحتفاظ بامتيازاته الأبوية، بشهادة المسيح (عليه السلام) نفسه، وشهادة كتبة العهد الجديد، فالأب مصدر كل الأشياء وغايتها، ولذا فالابن الذي لا يعمل إلا تبعا له سيخضع له في آخر الأزمنة، خضوعه لرأسه) (5).
والحديث عن ابن الله سيقودنا طبيعيا إلى البحث عن الثالوث الأقدس، ونقف هنا عند سر الأسرار (الثالوث الأقدس) ونبينه من وجهة نظر المسيحيين. ثم نناقش مسألة (ابن الله) والتثليث معا إن شاء الله.




________
(1) معجم اللاهوت المسيحي: 33.
(2) المسيح في الفكر الاسلامي الحديث وفي المسيحية: 249.
(3) نفس المصدر.
(4) المسيح في الفكر الاسلامي: 233.
(5) معجم اللاهوت المسيحي: 24.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page