الحوار الأول: شيعي وسني يترافعان عنده.
الحوار الثاني: بين الشيخ الأنطاكي وأحد علماء الأزهر من مصر.
الحوار الثالث: مناظرة الشيخ الأنطاكي مع كبير علماء الشافعية في حلب.
شيعي وسني يترافعان عند قاضي القضاة الشيخ الأنطاكي الذي تشيع.
يقول الشيخ الأنطاكي:
دخل علي يوما في حلب نفران من أهل حمص: أحدهما شيعي مستبصر والآخر سني مستهتر، وكانت بينهما مناقشة، أولوية علي عليه السلام بالخلافة فقال لي الشيعي، يقول صاحبي هذا وهو من أهل السنة: ليس هناك نص على علي عليه السلام بأنه الخليفة بعد رسول الله بلا فصل!
فسألني السني هل هناك نص صريح؟
فأجبته: نعم، بل نصوص صريحة في كتبكم ومصادركم، وأحلته على تاريخ الطبري، وابن الأثير والتفاسير أجمع. ذكرت له تفسير آية (وأنذر عشيرتك الأقربين).
من تاريخ الكامل لابن الأثير والحديث بطوله، وقد رواه ابن الأثير بزيادة ألفاظ على ما رواه الطبري إلى أن انتهيت إلى قول النبي صلى الله عليه وآله:
(أيكم يا بني عبد المطلب يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي، وخليفتي من بعدي؟).
وأجابه علي عليه السلام لما لم يجبه أحد منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(هذا أخي، ووزيري، ووصيي، وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا) (1).
ثم قلت له: أيها المحترم، أتطلب نصا أصرح من هذا النص؟
فقال إذا ما صنعوا؟ ففهمت من قوله (ما صنعوا) يشير إلى اجتماعهم في السقيفة، وتنازعهم فيمن يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله أمهاجرون أم أنصار فقلت له:
هذا ما وقع، فقال: عجبا، عجبا، وانتهى الأمر وقال قولا في هذا المقام، ولا أريد ذكره، ثم استبصر وتشيع وذهب حامدا شاكرا.
وقد بلغني من بعض الثقات أنه قام بالدعوة إلى المذهب الحق فتشيع على يده جماعات، والحمد لله على هذه النعمة، وهي نعمة الولاء والبراء.
____________
(1) تاريخ الطبري: ج 3 - ص 560.
الحوار الأول شيعي وسني يترافعان عنده
- الزيارات: 756