وهي فرقة متولدة من الوهابية وقد انتشرت في بقاع كثيرة من العالم الإسلامي تحت اسماء ومسميات مختلفة، وكانت قد برزت على الساحة المصرية في فترة السبعينيات.
وهذه الفرقة تلتزم بنهج السلف من أهل السنة وعقائدهم دون التقيد بفرقة من الفرق القديمة.
ويدور نشاطها في المحيط العلمي التقليدي فهي لا تتبنّى أية توجهات سياسية أو حركية مناهضة للواقع ولا ترى فكرة الخروج على الحكام وتعتبرها مخالفة لنهج السلف، فمن ثم تنتقد بقوة الفرق الجهادية أو التكفيرية أو الصوفية التي تعتبر في منظورها خارجة عن عقيدة السلف.
أما المفاهيم التي تقوم عليها فرقة السلفيين فهي:
ـ أن كل عقيدة تخالف كتاب الله وسنة رسوله عقيدة باطلة يجب حربها والقضاء عليها.
ـ أن كل زيادة أو نقص في تشريع العبادات والسلوك يراد بها التقرب إلى الله وإصلاح النفس إنما هو بدعه مرفوضة.
ـ إن الهدى هو ما كان من الله ورسوله فقط.
ـ الجهاد إنما يكون وراء الخليفة المسلم.
ـ الالتزام بنهج السلف عقيدة وفقهاء وسلوكاً.
ـ الاهتمام بالعلم الشرعي.
ـ مقاومة البدع والضلالات.
ولفرقة السلفيين الكثير من المؤلفات التي تصدر عن رموزها في مصر وغيرها، وهي تتناول قضايا تقليدية لا صلة لها بحياة المسلم اليومية، وتدور حول عذاب القبر وأهوال القيامة والجنة والنار والسحر والقبور والجنائز والتصوير وأحوال النساء والتحذير من كتابات الفرق المخالفة التي تعتبر في منظورها فرقاً مبتدعة وضالة كذلك أصدرت الفرقة الكثير من الردود على المخالفين.
والفرقة السلفية على صلة وثيقة بالمؤسسة الوهابية في الجزيرة العربية تستمد منها الفتوى والدعم والإرشاد.
وقد انشقت عن التيار السلفي في مصر مؤخراً فرقة متطرفة تبنت فكرة التكفير على أسس سلفية.
وكان السبب المباشر في ظهور هذه الفرقة وانشقاقها هو الموقف من الإسلاميين الذين شاركوا في الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب المصري، حيث كان موقف الفرقة الأم عدم تكفيرهم بينما رأت الفرقة المنشقة أنّهم كفار وقامت بإصدار منشور تدعم من خلاله أفكارها تحت عنوان: القول السديد في أن دخول مجلس الشعب مناف للتوحيد.
وقد كثرت الفرق السلفية مؤخراً في بقاع كثيرة وضاق بها فقهاء الفرق الأخرى من أهل السنة حيث أن هذه الفرق لا تستقطب إلاّ الشباب من صغار السن الذين يتميزون بقلة الخبرة والتهور والاندفاع في إصدار الأحكام وعدم التأدب بأدب السلف مع المخالفين(1).
____________
1- كان عناصر هذه الفرقة يسخرون من كبار رموز فرق أهل السنة المخالفة لهم، وكذلك الرموز المستقلة من الدعاة والمفكرين الإسلاميين، وقد حظى الشيخ محمد الغزالي بنصيب كبير من الهجوم والمحاربة وكتبت ضده الكثير من الردود.
انظر لنا الحركة الاسلامية في مصر.