وهذه الفرقة تنتسب إلى المؤسسة الدينية الحكومية في مصر، وهي مؤسسة الأزهر، وعناصر هذه الفرقة لهم زي خاص من بقايا العصر المملوكي العثماني، ويضعون على رؤوسهم قلنسوة حمراء ملفوفة بعمامة بيضاء.
والنهج الحنفي هو النهج السائد بين عناصر هذه الفرقة، وهو من موروثات العصر العثماني الذي كان يدين بهذا النهج.
وقد أقام الأزاهرة الكثير من التحالفات مع الفرق الأخرى المختلفة مثل الإخوان والوهابيين والشيعة، ثم انقلبوا على هذه الفرق وأعلنوا الحرب عليها تحت ضغط الحكومة.
وفرقة الأزاهرة لا تحكمها عقيدة ثابتة فهي مع الحكومة ورهن إشارتها لكونها ربة المؤسسة الأزهرية، وهي التي تختار رموزها وتعين مشايخها وتنفق عليهم، فمن ثم هي تتقلب بصورة مستمرة مع سياسة الحكومة لا مع الدين.
وفي الفترة الملكية من حكم مصر كانت هذه الفرقة تبارك الملك وتضفي المشروعية على سياساته ومواقفه، وفي الفترة الجمهورية في عهد عبد الناصر كانت تناهض الوهابية والإخوان والكيان الصهيوني.
وفي عهد السادات تحالفت مع الوهابية والإخوان وباركت التقارب مع الكيان الصهيوني والاعتراف به، وأعلنت الحرب على إيران والشيعة ولا تزال على هذا الموقف لكون سياسة الحكومة لم تتغير تجاهه.
إن فرقة الأزاهرة قد أسهمت بدور كبير في تشويه الدين وجعله في خدمة الحكام ليس في مصر وحدها بل في بقاع أخرى كثيرة وصلتها بعثاتهم المضللة الباحثة عن الدولار والريالات.