المتوفى ١٣٠٥ ه
من شعره في الحسين :
قلب يذوب اسى ووجدٌ مُعنف
وجوانح تذكى وعينٌ تذرفُ (١)
ماكنتُ أحسب قبل طرفك سافحا
حمر الدما أن النواظر ترعف
فكأنما بمذاب قلبك قد جرت
تلك الدموع فبلّ منك الموقف
أفهل ترى أصما فؤادك أهيفٌ
حاشاك أن يصمي فؤادك أهيف
بل قد دهاك مصاب آل محمد
فعلتك منها زفرة وتلهّف
تالله لا أنسى الحسين بكربلا
وعليه أجناد العراق تعطّفوا
يدعو وليس يرى له من ناصر
إلا المثقف والحسام المرهف
والصائبات من السهام كأنها
الاقدار لا تنبو ولا تتخلّف
لهفي على آل الرسول وحرمةٍ
هتكت ورأس قد علاه مثقّف
وعلى الشفاه الذابلات وأضلع
عجف يطير لهنّ نصلُ أعجف
لهفي على جثث تركن تزورها
وحش الفلا وتحوزهنّ الصفصف
تالله لا أنسى الحسين وقد دنا
بين الجحافل راكباً يستعرف
قال انسبوني في أبي ومحمد
جدي وفاطمة البتول وانصِفوا
وكأن معجزة الكليم بكفه
ما تلتقي من قوم موسى تلقف
لما تنزّل نصر رب محمد
صمّت حيارى والملائك وقّف
لم يرضه إلا الوفاء بعهده
ولقاء مَن هو وعده لا يخلف
لهفي لزينب إذ رأته مرملا
وبه جنود الأدعياء تكنّفوا
نادت بأعلى صوتها أمحمدٌ
هذا حسينك بالعراء مدفف
عجباً لهذي الشمس لما أشرقت
تلك الشموس حواسراً لا تكسف
يا أهل ذي البيت المقدس إنكم
نور العوالم والسنام الأشرف
( فرهاد ) آنس حبكم فبحبكم
لا زال يذكر فضلكم ويؤلف
كم كان عظّم من شعائر فيكم
بمناقب ومأثر لا توصف
وبنى لموسى والجواد شعائراً
تبنى بتلك له القصور ورفرف
اليوم الّف ذا الكتاب بحبكم
يرجو غداً بيمينه يتخطّف
خضعت جبابرة الملوك لأمره
لكنه بولائكم يتشرف
تنسوه أو تردوه أو تقصوه أو
تحموه فهو بحبكم يتعرف
صلى الاله عليكم ما ناحت
الورقاء أو نعب الغراب الأسدف
معتمد الدولة فرهاد ميرزا ابن ولي العهد عباس ميرزا ابن فتحعلي شاه القاجاري ، توفي سنة ١٣٠٥ ه في ايران وحمل إلى الكاظمية ودفن فيها عالم فاضل له كتاب ( زنبيل ) في فوائد متفرقة بالعربية والفارسية جمعه الميرزا محمد حسين المنشي العلي آبادي المازندراني من خطوط المذكور أيام ولايته على فارس سنة ١٢٩٣ « مطبوع » وله ( القمقام الزخار ) و ( الصمصام البتار ) في مقتل الحسين (ع) وأحواله ، فارسي في مجلدين « مطبوع » وله ( جام جم ) في الجغرافيا مترجم عن الانكليزية مع زيارات فارسي « مطبوع ».
وفي الكنى والالقاب : الحاج فرهاد ميرزا بن نائب السلطنة عباس بن فتح علي شاه القاجار ، كان فاضلاً كاملاً أديباً مؤرخاً جامعاً للفنون له مصنفات كثيرة شهيرة منها ( القمقام ) و ( جام جم ) و ( هداية السبيل ) وغير ذلك. ذكره صاحب الذريعة وقال : من آثاره الخيرية تعمير صحن الكاظمين عليهماالسلام وتذهيب مناراته في سنة ١٢٩٨ وتوفي سنة ١٣٠٥ وبعد سنة حمل إلى مقبرته المشهورة بالمقبرة الفرهادية في سنة ١٣٠٦ أقول : مقبرته في الباب الشرقي من أبواب صحن الكاظمين (ع) مدفون بجنب الباب المعروف باسمه في حجرة عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف.
ذكر الشيخ الطهراني في الذريعة فقال : جام جم في الجغرافية لتمام الكرة الأرضية وتواريخها في ماية واربعين بابا. والقمقام الزخار فارسي في سيرة الإمام الحسين عليهالسلام وشهادته وفرهنك جغرافياي ايران.
__________________
١ ـ اخذناها عن كتاب القمقام لمؤلفه المرحوم فرهاد ميرزا.
فرهاد ميرزا القاجاري
- الزيارات: 2673