المتوفى ١٣٠٦
قال من قصيدة مطوّلة في رثاء الحسين (ع) :
لله آل الله تسرع بالسرى
وإلى الجنان بها المنايا تسرع
منعوا الفرات وقد طما متدفعا
يا ليت غاض عبابه المتدفع
أترى يسوغ به الورود ودونه
آل الهدى كاس المنون يجرعوا
أم كيف تنقع غلة بنميره
والسبط غلته به لا تنقع
ترحا لنهر العلقمي فانه
نهر بأمواج النوائب مترع
وردوا على الظماء الفرات ودونه
البيض القواطع والرماح الشرع
أسد تدافع عن حقايق أحمد
والحرب من لجج الدما تتدفع
حفظوا وصية أحمد في آله
طوبى لهم حفظوا به ما استودعوا
واستقبلوا بيض الصفاح وعانقوا
سمر الرماح وبالقلوب تدرعوا
فكأنما لهم الرماح عرائس
تجلى وهم فيها هيام ولع
يمشون في ظلل القنا لم تثنهم
وقع القنا والبيض حتى صرعوا
تنقض من أُفق القتام كأنها
فوق الرغام نجوم افق وقع
أجسادهم للسمهرية منهل
ونحورهم للمشرفية مرتع
وجسومهم بالغاضرية جثم
ورؤسهم فوق الأسنّة ترفع
لله سبط محمد ظامى الحشا
فرداً يحوم على الفرات ويمنع
ما انقض كوكب سيفه إلا انطوى
للنقع ثوب بالسيوف مجزع
يرتاح ان ثار القتام وللقنا
مرح وورقاء الحمام ترجع
ما أحدث الحدثان خطبا فاضعا
إلا وخطب السبط منه أفضع
دمه يباح ورأسه فوق الرماح
وشلوه بشبا الصفاح موزع
بالمائدات مرضض بالمائسا
ت مظلل بنجيعه متلفع
يا كوكب العرش الذي من نوره
الكرسي والسبع العلى تتشعشع
كيف اتخذت الغاضرية مضجعا
والعرش ودّ بأنه لك مضجع
لهفي لآلك كلما دمعت لها
عين بأطراف الأسنة تقرع
تدمى جوانبها وتضرم فوقها
أبياتها ويماط عنها البرقع
وإلى يزيد حواسراً تهدى على
الأقتاب تحملها النياق الضلع
السيد صالح القزويني النجفي البغدادي ولد في النجف الأشرف ١٧ رجب سنة ١٢٠٨ ه وتوفي ٥ ربيع الأول سنة ١٣٠٦ ه وبها نشأ وترعرع ودرس العلوم الدينية على جماعة من العلماء أكبرهم وأعمقهم أثراً في نفسه استاذه الشيخ محمد حسن صاحب جواهر الكلام. وشاعرنا من أعلام العلماء والشعراء نشأ على حبّ العلم إلا أنه اشتهر بمقارضة الشعر ، وكان وقوراً جميل الهيئة قوي العارضة حسن المعاشرة لطيف المحاظرة ولاجتماع الفضائل فيه صاهره مرجع الشيعة واستاذه صاحب جواهر الكلام وانتقل إلى بغداد سنة ١٢٥٩ وتوفي بها ونقل جثمانه للنجف الأشرف فدفن في المقبرة المعدة لهم في وادي السلام وأعقب خمسة بنين وست بنات اشتهر من أولاده بالشعر اثنان : السيد راضي والسيد حسين المشهور بالسيد حسون ، كما اشتهر بالفضل والعلم ولده السيد مهدي. ولشاعرنا ديوان مخطوط في شتى المقاصد من مدح ورثاء وتهنئة ووصف وله كتاب ( تاريخ أحوال سيد الوصيين ). وهذه الاسرة عريقة في العراق نبغ فيها العلماء الأعلام والشعراء العظام واليكم سلسلة النسب : السيد صالح بن المهدي
ابن الرضا بن مير محمد علي بن أبي القاسم محمد بن محمد علي بن مير قبا بن أبي القاسم محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسن بن ابي الحسن علي بن أبي الحسين بن علي بن زيد بن أبي الحسن علي الغراب بن يحيى المدعو عنبر بن أبي القاسم علي بن ابي البركات محمد بن أبي جعفر احمد بن محمد صاحب دار الصخرة في الكوفة بن زيد بن علي الحماني الشاعر بن محمد الخطيب بن جعفر الملقب بالشاعر ابن محمد بن زيد الشهيد بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).
وشاعرنا المترجم له هو ناظم ( الدرر الغروية في مدح ورثاء العترة المصطفوية ) تحتوي على أربعة عشر قصيدة مطولة في المعصومين الأربعة عشر ، أما ديوانه الكبير فقد جمعه العالم الشاعر الشيخ ابراهيم صادق العاملي وكتبه بخطه وترجم للشاعر ترجمة مُفصلة ، وهذه النسخة اشتراها الأب انستاس الكرملي ثم انتقلت بعد موته إلى مكتبة دار الاثار العامة ببغداد مع الف وخمسمائة ونيف من مخطوطات كتب انستاس ، رأيته في مكتبة دار الاثار برقم ١٢٢٠ لعله يحتوي على عشرة آلاف بيت ، هذا وقد جمع ديوانه البحاثة الشيخ محمد السماوي أيضاً ، كما جمع ديوان السيد راضي ابن السيد صالح المتوفى في حياة أبيه سنة ١٢٨١ في جملة ما جمع من عشرات الدواوين.
وأخيراً طبعت خمس قصائد من شعره وهي التي تخص الخمسة أهل الكساء صلوات الله عليهم.
السيد صالح القزويني النجفي
- الزيارات: 3592