المتوفى حدود ١٣٠٧
يرثى الحسين :
أما ومَن نوّر الأكوان في الظلم
وأخرج الزهر من سفح ومن أكم
إني وان بكيت عيني بعبرتها
دمعاً جرى شبه سيل سال من عرم
أو سال منحدراً في الخد يجرحه
حتى غدى لونه المبيض لون دم
فلم أكن لحسين قد وفيت ولم
أكن كمن بايعوه عند مصطدم
لحرب أهل عنادٍ كان شأنهم
بغض الذي كان أوفى الخلق بالذمم
ولست أنسى حسينا حين راسله
أهل النفاق وأهل الغدر والنمم
ان سر الينا وعجّل يابن بجدتها
ويا بن حيدرة المخصوص بالعصم
فسوف تلحض منا حال متبع
وسوف تنظرنا من أطوع الخدم
نوالي كل فتى والي وليّكم
ومن أبى حبكم أو كان عنه عمي
نريد بالبيض ضربا ليس يحسبه
إلا زلازل قد صيغت من النقم
واستمر ينظم الوقعة كما جاءت بها كتب المقاتل وفي آخرها قال :
ومنشيِ الشعر راثيكم له أمل
بأن تزيدوه من علم ومن حكم
هو الملقب بالإسلام عبدكم
( محمد ) فهبوه أرفع الهمم
فإن قبلتم فيا طوبى لمنشئها
وإن رددتم فقل يا زلة القدم (١)
قال الشيخ محمد حرز الدين في كتابه ( معارف الرجال ) : الشيخ محمد ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محسن الحلفي الحويزي النجفي المعاصر ، ولد ونشأ في النجف وكان من العلماء والفقهاء الأجلاء ، اشتهر بالأدب الواسع والظرافة وحسن الأخلاق والسيرة الجميلة بين الاخوان ، وكان شاعراً فقد رثى العلماء والوجوه وهنأهم ، وأرخ كثيراً من الحوادث والوقائع بشعره ، ويروى أنه أرخ باب الصحن الغروي ـ المعروف بباب الفرج ـ باسم السلطان ناصر الدين شاه بقوله :
قد فتح السلطان من يمنه
لدى البرايا باب حصن أمين
باب حمى حامي الجوار الذي
من حلّه كان من الآمنين
أن تدخلوها فادخلوا سجداً
فتلك باب حطة المذنبين
أكمل نظمي الفرد تاريخها
ذا باب سلطان الورى أجمعين
اساتذته ، مؤلفاته :
تتلمذ على علماء منهم اليشخ مهدي ابن الشيخ علي نجل كاشف الغطاء كما حضر على صاحب التأليف والتصنيف السيد مهدي القزويني المتوفى سنة ١٣٠٠ ألّف في الفقه والأصول كتباً ، وله الرحلة المحمدية والنقلة الإسلامية ابتدأ بها عام ١٢٧٥ وفرغ منها ١٤ محرم الحرام ١٢٧٦ ، ومن مؤلفاته مجموع أدبي علمي يشبه الكشكول بجزئين حدود ٨٠٠ صفحة وقد اشتمل على نظمه وحكاياته في الحويزة والنجف في التهاني والمديح والرثاء والتواريخ والطرائف. هذه
الرحلة أهدها للسلطان ناصر الدين شاه القاجاري.
وفاته : توفي في النجف حدود عام ١٣٠٧ وأعقب الشيخ عبد الحسين يقيم في بلد ( قم ) المشرفة.
ترجم له في ( شعراء الغري ) فقال : وآل شرع الإسلام اسرة كريمة لها شهرة في العلم والأدب وقد لحق اللقب جدها الأعلى وهو الشيخ جعفر وكان من مشاهير الفقهاء ومن كتبه شرح شرايع الإسلام في عشرة مجلدات ولمقامه العلمي سافر إلى ايران واتصل بالسلطان القاجاري وتحدث معه فلقبه ب ( شرع الإسلام ).
كما ترجم له السيد الأمين في ( الأعيان ) وذكره الشيخ الجليل الشيخ هادي كاشف الغطاء في كشكوله قال : رأيناه آخر عمره وكان من أهل الكمال والضرف ومن شعره في المدفئة التي يصنعها الايرانيون المسماة ب ( الكرسي ) و ( البخاري ) :
صح عندي يا بن ودي
باختيار واختبار
آية الكرسي خير
من أحاديث ( البخارى )
__________________
١ ـ عن الرحلة من مخطوطات الشاعر نفسه توجد بمكتبة كاشف الغطاء العامة رقم ٨٧٥ قسم المخطوطات.
الشيخ محمد شرع الاسلام
- الزيارات: 3260