• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الشيخ عبد الله القاري

المتوفي ١٣١٢
خلّها تقطع البسيط وخيدا
وتجوب القفار بيداً فبيدا
فهي حرف متى سرت لا تبالي
أحزونا تجوبها أو نجودا
ما تراها لدى السرى تترامى
طرباً كالنزيف تشأو وخيدا
ولعت بالسرى وبالسير حتى
أمنت أن ترى اليها نديدا
بل ولولا الزمام يمسكها لم
يعيها مفرق السماك صعودا
شفّها كثرة الوجيف فعادت
مثل سنّ المزاد مرّاً زهيدا
وعلى رامة وأكناف حزوى
لا تعرّج بها وجانب زرودا
وإلى كربلا فأمَ بها إذ
ما سواها غدى لها المقصودا
وأنخها بها فثمّ مقام
يحتذي النيرات فخراً مشيدا
وابتدر تربها بلثمك وأخضع
وعلى عفره فعفّر خدودا
واسع رسلاً به لدارة قدس
قد حوت نيّر الوجود الشهيدا
الحسين القتيل نجل عليٍّ
خير من ساد سيداً ومسودا
واستلم قبره الشريف وسلّم
وأبك شجوا حتى تروّي الصعيدا
يوم جاشت عليه فيها جيوش
تخجل الرمل والعداد عديدا
حيث أن تسخط الاله وترضي
ابن زياد بقتله ويزيدا
فانتضى همة لاحمد تُنمى
وانتضى للوصي بأساً شديدا
غير ما أنه يزور صحابا
أحرزوا المجد طارفا وتليدا
عاهدوه على الوفاء وعافوا
دونه الأهل والداً ووليدا
وانثنوا للوغى سواغب اسد
قد تراءت من النعام برودا
والتقى جيشهم بقوة بأس
ثابت يرهق الجبال الميدا
مستميتين يلتقون المنايا
مثل لقياهم الحسان الغيدا
لا ترى منهم سوى كل ندب
أريحيٍّ يرى الملاحم عيدا
وتقيٍ سميدع لوذعيٍ
فاضل يخجل السحائب جودا
لست أنساهم ونار الوغى لم
تفتَ تذكو على الكماة وقودا
كلهم يصطلى لظاها إلى أن
غادرتهم على الصعيد خمودا
لهف نفسي لقطب دائرة الأكوان
إذ صار للطغاة فريدا
حرّ قلبي لصحبه مذ رأهم
كالأضاحي على التراب رقودا
فاتكى بينهم على قائم
السيف وناداهم وليس مفيدا
أأحباي ما لكم قد هجرتم
لي وواصلتم ثرى وصعيدا
لمَ صيرتم التراب وساداً
وافترشتم صحاصحا وكديدا
هل سئمتم لصحبتي أم سقاكم
طارق الحتف من رداء ورودا
ومضى للوغى يدير رحاها
بيد لم تزل تدير الوجودا
يلتقيها بهمة لو أرادت
طوت الدهر غيبة وشهودا
مستطيلاً عليهم والعفرنى
ليس يخشى وقد أهاج القرودا
لم يزل بالسنان يفري كبودا
وبماضي الشبا يقدّ قدودا
وإذا بالنداء من حضرة القدس
ـ الينا تجد مقاما حميدا
فرماه الدعيّ شلّت يداه
عيطلا للهدى أصاب وريدا
فهوى للصعيد ملقى ولكن
نال في المجد في الهويّ صعودا
يا مليك الأقدار والسيد المسدي
إلى الخلق والعباد الجودا
عجباً للمهاد والشهب والسبع
السماوات مذ غدوت فقيدا
كيف قرّت بأهلها واستنارت
واستقامت وقد فقدن العميدا
لست أنسى العليل في الأرض ملقى
ناحل الجسم لا يطيق القعود
بأبي بل وبي اقيه البلايا
ضارعاً مبتلى يعاني القيودا
كم أراد العدا به الحتف لكن
حفظ الله في بقاه الوجودا
حيث لولا بقاه في الأرض عادت
نقطة الكائنات بالعدم عودا
حوله من نسائه ثاكلات
بمقام تسيء فيه الحسودا
يتجاوبن بالمناح كأن قد
علّم الورق نوحها التغريدا
من ثكول تبثّ شكوى لثكلى
وولود تنوح حزناً وليدا
بينها زينب الفجائع ولهى
غادرالحزن قلبها مقدودا
تكتم الحزن من حياء فتبديه
دموع تخدّ منها الخدودا
تنظر السبط بالعرا ونساها
في السبا لم تجد ولياً ودودا
وعليلا بأسره ، وخباها
صار نهباً وللحريق وقودا
واليتامى بربقة الأسر غرثى
قد أذاب الضماء منها الكبودا
أيها الراكب المجد بحرف
ما لوت عن بلوغها القصد جيدا
قف لك الخير ساعة وتحمّل
لي شكوى وسر بها لي بريدا
وامض حثاً إلى الغرى ففيه
أصيد صاد بالفخار الصيدا
وإذا مان حللت ناديه سلّم
وبه ناد لا تخف تفنيدا
يا عليّ الفخار والفارس
المغوار لا هائباً ولا رعديدا
عظّم الله في الحسين لك الأجر
فقد مات مستظاما شهيدا
أدركت منه وترها آل حرب
حيث أشفت أظغانها والحقودا
قتلوه بغيّهم واستحلوا
فيه لله حرمة وحدودا
قطعوا رأسه الشريف وعلّوه
سنانا مثقفا أملودا
حوله من رؤوس أبنائك الغر
نجوما تعلو العوالي الميدا
يتهادى أمامها مثل بدر
التمّ يتلو بها الكتابَ المجيدا
والعوادي بجسمه تتعادى
فوجت منه صدره المحمودا
يا لها العقر ما درت أيّ جسم
تركته بوطئها مهدودا
ومعرّىً على الثرى ألبسته
شفر البيض والرياح برودا
ونساه على النجائب مهما
تُطوَ بيدٌ بها تقابل بيدا
معجلات بهن لابن زياد
ويزيد أسرى تحاكى العبيدا
يا لها نكبة إلى الحشر لم يبلَ
الجديدان من جواها جديدا (١)
هو عبد الله بن علي من شعراء القرن الرابع عشر. ترجم له صاحب أنوار البدرين في شعراء الاحساء فقال : هو من ادبائها الكاملين الخيرين الشيخ عبد الله بن علي الاحسائي رحمه‌الله ، كان من الأخيار الأتقياء الأبرار ومن شعراء أهل البيت الأطهار عليهم‌السلام ، له ديوان شعر في مجلدين أو أكثر ، وله قصيدة هائية جارى بها ملحمة الملا كاظم الأزري تبلغ ثلاثة آلاف بيت عدّد فيها مواقف أهل البيت في المغازي وذكر فضائلهم ، وأكثر أشعاره في مراثي الحسين عليه‌السلام وأنصاره. كان من المعاصرين ، توفي رحمه‌الله في سيهات ( قرية من قرى القطيف ) وصلى عليه شيخنا العلامة. ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع) :
الا بأبي أفدي الغريب الذي قضى
وما بلّ منه بالورود أوامُ
غداة عليه جاش في طف كربلا
لهم جيش بغيٍ كالخضم لهام
برغم العلى يا بن النبيين تغتدي
ثلاث ليال لا تُوارى بساتر
رواهما الشيخ حسين الشيخ علي البلادي البحراني في ( رياض المدح والرثاء ) وقال : للتقي الأواه الشيخ عبدالله القاري الاحسائي.
وذادوه عن ورد الفرات وما دروا
بأن نداه للوجود قوام
وراموه قسراً أن يضام بسلمه
يزيد وهل رب الأباء يضام
فهبّ للقياهم وجرّد عزمة
لها الحتف عبدٌ والقضاء غلام
وقابلهم من نفسه بكتائب
عليهم بها كادت تقوم قيام
وثارت لديه غلمة مضرية
لها بقراع الدارعين غرام
اسود لها البيض المواضي براثنٌ
كما أن لها السمر اللدان أُجام
تهش إلى الحرب العوان كأنها
به البيض بيض والدماء مدام
وسمر العوالي إذ تاوّد عطفها
قيان ونقع الصافنات خيام
لهم لفنا الهيجا ابتدار كأنهم
خماص حداها للورود هيام
يخوضون تيار الحمام ضواميا
وقد شبّ للحرب العوان ضرام
حماة أياديها شواظ لمعتد
ولكنها للسائلين غمام
تفرّ الأعادي خيفة من لقائهم
كما فرّ من خوف البزاة حمام
إذا ركعت في الدارعين سيوفهم
سجدن لها الهامات وهي قيام
إلى أن اريقت في الصعاد دماؤهم
وفاجأهم بالمرهفات حمام
وخروا على عفر التراب كأنهم
بدور هوت في الترب وهي تمام
وآب فتى العلياء وابن زعيمها
له عن حماه في الطعان صدام
فريد ونبل القوم من كل وجهة
اليه فرادى رشقها وتُوام
إلى أن يقول :
فيا عجباً للدهر يسقيك حتفه
ولولاك منه ما استقام نظام
ولم لا هوت فوق البسيط سماؤها
وأنت لها يا بن الوصي دعام
وللأرض لم قرّت وأنت اشمتها
وقد هدّ منه بالعراء شمام
وتقضي بجنب النهر ظام ولم تزل
بجدواك تستجدي الفيوض أنام
فيا فلك العلياء كيف تحملت
قواك وهادٌ للثرى واكام
برغم المعالي أن تظل على الثرى
تريب المحيا قد كساك رغام
وتترك في حرّ الظهيرة ثاويا
يسومك من لفح الهجير سوام
وفي الحصون المنيعة للشيخ علي كاشف الغطاء رحمة الله عليه في الجزء الثاني منه صفحة ١٦٨ ذكر مرثية أخرى رثى بها الإمام الحسين (ع) وأولها :
حتى مَ قلبكِ لا يرقّ لشاك
ويعود ممنوحاً بوصل لقاك
__________________
١ ـ هذه القصيدة واخرى مطلعها


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page