النقد الذاتي
ولو أنّنا خصّصنا في كلّ عام ليلة القدر لإعادة النظر في حياتنا، وفي علاقتنا بالله جل وعلا، وفي مجمل سلوكنا ومناهجنا وطرق تفكيرنا، لتعوّدت أنفسنا على أن تفعل ذلك في كلّ عام بمجرّد أن ندخل في ليلة القدر. أمّا إذا تركنا هذه الأمور للصدف، واشتركنا مثلاً في مجلس روحيّ وكان الخطيب بارعاً واستطاع أن يوقظنا من نومنا، وأن يجعلنا نفكّر في أن نغيّر حياتنا لفترة موقّتة، فنقول سنحاول أن نغيّر أنفسنا إن شاء الله. فانّ مثل هذا التفكير غير منطقيّ، وغير مقبول شرعاً. فالإنسان يجب أن يكون هو واعظ نفسه بالدرجة الأولى، وأن لا ينتظر من الآخرين أن يفعلوا له ذلك، لأنّ ذلك مشروط بأن يبادر الإنسان نفسه الى تغيير ذاته وخصوصاً في ليالي القدر المباركة التي هي بمثابة الوقود الذي نتـزوّد به لتحصين أنفسنا ضد الأهواء.