ليلة الأربعاء المصادف الخامس عشر من شهر رمضان، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح ذهبنا إلى مكتب الاتصالات ومنه انطلقنا مع الشيخ محمد وثلاثة من طلابه المتخرجين من جامعة أم القرى في سيارته إلى بيت الشيخ محمد بن جميل بن زينو الواقع في شارع العزيزية.
وبعد أن وصلنا وجدنا عنده عدداً من علماء اليمن، وهم يسألون الشيخ محمد بن جميل بن زينو عن مسائل عدّة، وهو يجيب عن أسئلتهم، وهم يكتبون ما يجيب بدقة.
في البداية استقبلنا بكل حرارة، وقد أهدى لي أحد تأليفاته، وقال: رأيت في يوم من الأيام في مكة أحد علماء إيران، وقد جمع إلى جانبه عدّة من الأفراد وهو يتحدث إليهم.
وقد أعطاني بعض أشعاره، وكانت أشعاراً جميلة جداً وقد ذكرت هذه الأشعار في نهاية كتابي هذا الذي بين يديك.
فطلب مني الشيخ جميل بن محمد بن زينو أن أقرأ هذه الأشعار المذكورة في كتابه، وفعلاً قرأت جميع تلك الأبيات التي كانت بحدود صفحتين، وقد سألني عن بعض الأبيات فقمت بتوضيحها له، فكان مسروراً بذلك.
ثم قال لي الشيخ محمد بن جميل بن زينو: لماذا يسموننا بالوهابية مع أنّ القاعدة تقتضي أن يسمونا محمدية لأننا من أتباع محمد بن عبد الوهاب؟
قلت: لعله بلحاظ أنّ (وهاب) هو اسم من أسماء الله تعالى.
فسره ذلك، وربت على كتفي وقال: بارك الله.
ثم سألني: لماذا تقدم المفعول به على الفعل في جملة (إياك نعبد)؟
قلت: لأنّ تقديم المفعول به على الفعل من أساليب الحصر.
ورأيته قد سر بالإجابة على ذلك أيضاً.
قلت: يا شيخ، اسمح لي بأن أطرح بعض الأسئلة عليك وأرجو ألاّ تتهمني بالشرك والزندقة بسبب ذلك.
فتبسم الشيخ وقال: لماذا نتهمك بالشرك؟!
قلت: لأنيّ قد حاورت الكثير من إخواننا أهل السنة، فحينما يعجزون عن الإجابة يتهمون الشخص بالشرك والزندقة، أو يوجهون له عبارات مهينة، ومن الأمثلة على ذلك ما حصل ليّ في سفري الأخير إلى المسجد النبوي الشريف.
ثم شرعت بحكاية قصة الشخصين اللذين كان قد دار بيني وبينهما حوار ونقاش حول بعض المسائل الخلافية في المسجد النبوي.
فقال لي: إنّ تصرفهما ليس صحيحاً وهو بعيد عن أخلاق المسلمين.
وبعدها قال: سل عما بدا لك فإني سوف أجيبك عنه.