وبعد أن أتم كلامه قلت له: لديّ عدّة اعتراضات على كلامكم، وأودّ أن أبيّنها لكم قبل الدخول بالموضوع.
فقال: تفضل.
فقلت: قلتم إنّ العرب هم أفضل قوميّة في العالم، ولكنّ القرآن الكريم يقول: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ}(1).
فقال: ما هو المراد من الآية؟
قلت: تقول الآية إنّ العرب قوم معاندون، ولو أنزل على غيرهم لما آمنوا به، فما رأيك في ذلك ؟
فقال: عليّ أن أرجع إلى التفاسير، وانتفض قائماً ليجلب تفسير ابن كثير وبدأ بالقراءة، فقال: ورد في هذا التفسير أنّ القرآن لونزّل على غير العرب ـ وبما أنّهم لا يعرفون العربيّة ـ لم يكونوا ليعرفوا معاني الآيات ويفهموها.
قلت: فلِمَ نزّل بالعربيّة، وقد آمن به غير العرب، كما هو المعمول به حاليّاً من ترجمة الكلمات العربيّة وتفسيرها إلى غير العربيّة، فبالإمكان أن تترجم باقي اللغات إلى العربية أيضاً.
فلم يحر جواباً، وقال: لنبدأ ببحث آخر، فهذا البحث لا فائدة فيه.
____________
(1) الشعراء: 199.
اعتراضي على الدكتور أحمد الغامدي
- الزيارات: 680