قال: مسألة التقية من المسائل الأساسيّة عند الشيعة.
قلت: من محاسن الصدف، إنّني اليوم قد اقتنيت برنامجاً من سوق مكّة المكرمة، فيه فتاوى ابن تيمية، وإحداها: من دخل إلى مسجد، تقام الصلاة فيه بإمامة إمام ظالم، فلو لم يصلّ خلفه لم يأمن على نفسه الضرر، فيجب عندئذ الاقتداء به، ثمّ إعادة الصلاة(1).
قلت: وفي الحقيقة إنّ هذا هو عين ما تعتقده الشيعة في التقيّة، وإذا لم يوجد مورد للخوف على النفس والمال فلا تقية حينئذ.
وقد رآني هؤلاء الإخوة من الطلاب في هذه الليلة كيف أني أقمت الصلاة خلف الإمام في المسجد، لكني لم أصلّ التراويح؛ لأنّها ليست من عقائدنا، وانشغلت بقراءة القرآن الكريم بدلاً منها، ثمّ وافيناكم إلى بيتكم الكريم، فسأل الدكتور الطلاب عن ذلك وأجابوه بنعم، فأبدى تعجبه واستغرابه.
____________
(1) قال السرخسي في المبسوط عن النزال بن سيدة، قال: "جعل حذيفة يحلف لعثمان على أشياء باللّه ما قالها، وقد سمعناه يقولها، فقلنا له: يا أبا عبد اللّه، سمعناك تحلف لعثمان على أشياء ما قلتها وقد سمعناك قلتها، فقال: إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كلّه".
وعقّب السرخسي قائلاً: "وإن حذيفة من كبار الصحابة وكان بينه وبين عثمان بعض المداراة، فكان يستعمل معاريض الكلام فيما يخبره به" المبسوط: ج30 ص214.
روى ابن أبي شيبة بإسناده عن النزال بن سبرة، قال: "دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان، فقال عثمان لحذيفة: بلغني أنك تقول كذا وكذا؟ قال: لا واللّه ما قلته، فلما خرج قال له عبد اللّه: ما لك فَلِمَ تقوله ما سمعتك تقول؟ قال: إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كلّه" المصنف لابن أبي شيبة: ج7 ص643.
التقية شعار الشيعة
- الزيارات: 676