(1)في معرض ردوده على أحمد أمين في افتراءاته على الشيعة الاِمامية التي أوردها في كتابه (ضحى الاِسلام) وتراجع عن بعضها في أواخر حياته.
يقول أحمد أمين: وأمّا الرجعة، فقد بدأ قوله ـ أي ابن سبأ ـ بأنّ محمداً يرجع، ثم تحول إلى القول بأنّ عليّاً يرجع، وفكرة الرجعة أخذها ابن سبأ من اليهودية، فعندهم أنّ النبي إلياس صعد إلى السماء، وسيعود فيعيد الدين والقانون، ووجدت الفكرة في النصرانية أيضاً في عصورها الاُولى(2).
يقول السيد محسن الاَمين قدس سره في مقام الاحتجاج والاِلزام: فكرة الرجعة أول من قال بها عمر بن الخطاب، روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن ابن عباس، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً»، قال عمر: من لفلانة وفلانة ـ مدائن الروم ـ إنَّ رسول الله ليس بميت حتى نفتحها، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى.
وقال الطبري وابن سعد وغيرهما: لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عمر: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فليقطعنَّ أيدي رجالٍ وأرجلهم زعموا أنّه قد مات(3).
____________
(1) هو العالم الكبير السيد محسن بن عبدالكريم الاَمين الحسيني العاملي، من أشهر علماء عصره، ولد في شقراء بلبنان نحو سنة 1284 هـ، وتوفي في بيروت 1371 هـ، له كتاب أعيان الشيعة، والرحيق المختوم «شعر»، والحصون المنيعة، والمجالس السنية، وغيرها.
(2) ضحى الاِسلام 1: 356.
(3) أعيان الشيعة 1: 53. وراجع السيرة النبوية، لابن هشام 4: 305. والطبقات الكبرى، لابن سعد 2: 266.
5 ـ احتجاج السيد محسن الاَمين العاملي
- الزيارات: 880