طباعة

الشبهة السادسة

الظاهر من قوله تعالى:(حَتَّى إذَا جَآءَ أحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ * لَعَلِّي أعمَلُ صَالِحاً فِيما تَرَكتُ كَلاَّ إنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قآئلُهَا وَمِن وَرآئهِم بَرزَخٌ إلى يَومِ يُبعَثُونَ)(1) نفي الرجوع إلى الدنيا بعد الموت، فكيف يمكن التوفيق بين القول بالرجعة وبين ما يدلّ عليه ظاهر الآية ؟
الجواب من عدّة وجوه:
أولاً: إنّه ليس في الآية شيءٌ من ألفاظ العموم، فلعلَّ المشار إليهم لا يرجع أحد منهم، لاَنَّ الرجعة خاصّة كما تقدّم.
ثانياً: إنَّ الذي يفهم من الآية أنّ المذكورين طلبوا الرجعة قبل الموت لا بعده، والذي نقول به ونعتقده هو الرجعة بعد الموت، فالآية لا تنافي صحّة الرجعة بهذا المعنى.
ثالثاً: إنَّ الظاهر من الآية هو إرادة الرجعة مع التكليف في دار الدنيا، بل يكاد يكون صريح معناها، ونحن لا نجزم بوقوع التكليف في الرجعة، وأنّ الدواعي معها متردّدة، وأنه أمر منوط بعلم الغيب، ولا يفصح عنه إلاّ المستقبل(2).



____________
(1) سورة المؤمنون 23: 99 ـ 100.
(2) راجع الايقاظ من الهجعة، للحر العاملي: 422.