• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هناك وقفات وأسئلة؟


يا أخي العزيز! قد كان ببالي عدّة أسئلة، كلّما سألت إخواننا أهل السنّة فلم يجيبوني بما تقنع به نفسي وأتفحّص عمّن يجيبني متجرّداً عن العصبيّة ومستنداً إلى الأدلّة فأقول:

1 ـ كيف يوثّق من سبّ عليّاًً(عليه السلام)؟
كيف يمكن توثيق من لعن علي بن أبي طالب(عليه السلام)والرواية عنه في الصحاح التي هي الملاك في سنّة الرسول (صلى الله عليه وآله) والمدار في استنباط الأحكام؟
فأين ذهب قول رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): "من سبّ عليّاً فقد سبّني".
وكيف خفي عنهم ما ورد عن أمّ سلمة، قالت لعبد اللّه الجدلي:أيسبّ رسول اللّه(صلى الله عليه و سلم)فيكم؟ قلت معاذ اللّه!! أو سبحان اللّه!! أو كلمة نحوها! قالت: سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه و سلم)يقول: من سبّ عليّاً فقد سبّني(1). رواه الحاكم قائلاً:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه(2) رواه الهيثمي وتعقبّه:رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد اللّه الجدلي وهو ثقة(3).
وما رواه الطبراني عنها، قالت: "أيسبّ رسول اللّه فيكم على رؤوس الناس؟ فقلت: سبحان اللّه! وأنّى يسبّ رسول اللّه؟ فقالت: أليس يسبّ علي بن أبي طالب ومن يحبّه، فأشهد أنّ رسول اللّهكان يحبّه"(4).
قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الثلاثة وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبد اللّه وهو ثقة. وروى الطبراني بعده بإسناد رجاله ثقات إلى أمّ سلمة عن النبيّ قال مثله"(5).
وما ذكره ابن عبد ربّه عن أمّ سلمة زوج النبيّ إلى معاوية:إنّكم تلعنون اللّه ورسوله على منابركم، وذلك أنّكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبّه، وأنا أشهد أنّ اللّه أحبّه ورسوله. فلم يلتفت إلى كلامها(6).
وبعد ذلك كلّه فانظر ما قيمة كلام ابن كثير، قائلاً:أسانيدها كلّها ضعيفة لا يحتج بها؟(7) فهل هذا إلاّ جرح غير مفسّر مردود، ويا ليته كان يعيّن أيّ من الرواة كان ضعيفاً فصارت الرواية به ضعيفة!
ولكنّه قد نقل بعد ذلك: ما رواه مسلم عن زرّ بن حبيش قال: "سمعت عليّاً يقول: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيّ إلي أنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق، ثمّ قال: وهذا الذي أوردناه هو الصحيح من ذلك واللّه أعلم"(8).

2 ـ كيف أفتي بقتل من سبّ أبا بكر ووثقّ من سبّ علياًً(عليه السلام)؟
ما الفرق بين علي بن أبي طالب وأبي بكر وعمر؟ حيث إنّهم وثّقوا من سبّ عليّاً(عليه السلام)!! ولكن حكموا بكفر من سبّ أبا بكر وعمر، وأفتوا بقتلهم; كما عن الفاريابي: "من شتم أبا بكر فهو كافر، لا أصلّي عليه، قيل له: فكيف تصنع به وهو يقول لا إله إلا اللّه؟ قال: لا تمسّوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتّى تواروه في حفرته"(9).

3 ـ هل خرج علي بن أبي طالب(عليه السلام) عن الصحابة؟
هل إنّ علي بن أبي طالب لم يكن من الصحابة؟ حتى يشمله فتوى أبي زرعة: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) فاعلم أنه زنديق"(1). وقول السرخسي: "من طعن فيهم فهو ملحد، منابذ للإسلام، دواؤه السيف، إن لم يتب"(11).
أو أنهم أفتوا بذلك لتكون وسيلة لقتل الشيعة فقط؟ كما قال ابن الأثير في حوادث (سنة 47 هـ): وفي هذه السنة قتلت الشيعة في جميع بلاد أفريقيا وجعل سبب ذلك اتّهامهم بسبّ الشيخين(12).
ولكن غير الشيعة حرٌّ في سبّ علي بن أبي طالب(عليه السلام)وشتمه ولعنه في أعقاب الصلوات في الجمعة والجماعات، وعلى صهوات المنابر في شرق الأرض وغربها، حتّى في مهبط وحي اللّه، كما قال الحموي: "لُعن علي بن أبي طالب على منابر الشرق والغرب... منابر الحرمين مكّة والمدينة"(13).
قال الزمخشري والحافظ السيوطي: "إنّه كان في أيّام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك"(14).
وهل سمع معاوية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)حديثاً في فضل سبّ علي بن أبي طالب(عليه السلام)، بحيث كان يقول لسعد: "ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟"(15).
هذا في صحيح مسلم; ولكن فيما رواه ابن عساكر وابن كثير: "قال سعد لمعاوية: أدخلتني دارك وأقعدتني على سريرك ثم وقعت فيه تشتمه"(16).
وفي كلام ابن أبي شيبة: "فأتاه سعد فذكروا عليّاً فنال منه معاوية فغضب سعد"(17).
وهل يجب لنا أن نقول بأنّ نهي النبيّ (صلى الله عليه وآله)عن سبّ أصحابه عموماً وأما سبّ علي بن أبي طالب خصوصاً فيختصّ بغير المخاطبين في وقت خطاب النهي؟!

4 ـ كيف صار قاتل عثمان ملعوناًولكن قاتل علي(عليه السلام) مجتهد متأوّل؟
ما الفرق بين الذين قتلوا عثمان والذي قتل علي بن أبي طالب(عليه السلام)، حيث صار قتلة عثمان عند ابن حزم:هم فسّاق، ملعونون، محاربون، سافكون دماً حراماً عمداً(18) وعند ابن تيمية:قوم خوارج مفسدون في الأرض، لم يقتله إلاّ طائفة قليلة باغية ظالمة، وأمّا الساعون في قتله فكلّهم مخطئون، بل ظالمون باغون معتدون(19) وعند ابن كثير:أجلاف أخلاط من الناس، لا شكّ أنّهم من جملة المفسدين في الأرض، بغاة خارجون على الإمام، جهلة، متعنتون، خونة، ظلمة، مفترون(20).
ولكن قاتل علي بن أبي طالب كان مجتهداً متأوّلاً كما صرّح ابن حزم بقوله: "ولا خلاف بين أحد من الأمّة في أنّ عبد الرحمن ابن ملجم، لم يقتل عليّاً(رضي الله عنه)إلاّ متأوّلاً مجتهداً مقدراً أنّه على صواب، وفي ذلك يقول عمران بن حطان شاعر الصفرية:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه
إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضواناً
أوفى البريّة عند اللّه ميزاناً(21)
وهكذا في كتاب الأمّ للشافعي ومختصر المزني والمجموع للنووي ومغني المحتاج والجوهر النقي(22).
حتى بلغ الأمر إلى ما صار قوام حكومتهم بسبّ علي بن أبي طالب(عليه السلام)كما روى ابن عساكر عن علي بن الحسين، قال: "قال مروان بن الحكم: ما كان في القوم أحد أدفع عن صاحبنا من صاحبكم يعني علياً عن عثمان، قال قلت: فما لكم تسبونه على المنبر، قال: لا يستقيم الأمر إلا بذلك"(23).
قال البلاذري: "قال مروان لعلي بن الحسين: ما كان أحد أكفّ عن صاحبنا من صاحبكم. قال: فلم تشتمونه على المنابر؟!! قال: لا يستقيم لنا هذا إلا بهذا!!"(24).
فأين ذهب قول الرسول (صلى الله عليه وآله) "سِباب المسلم فسوق"(25) أو يحكمون بعدم إسلامه أو خروجه عن الإسلام نستجير باللّه من شرور أنفسنا.


____________
(1) مسند أحمد: ج6 ص323؛ السنن الكبرى، النسائي: ج5 ص133، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 99، فيض القدير للمناوي: ج6 ص190، تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص266، 533، أنساب الأشراف للبلاذري: 182.
(2) المستدرك: ج3 ص121.
(3) مجمع الزوائد: ج9 ص130.
(4) المعجم الصغير: ج2 ص21، المعجم الأوسط: ج6 ص74، المعجم الكبير: ج23 ص323، مسند أبي يعلى: ج12 ص444، تاريخ بغداد: ج7 ص413، تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص267، المناقب للخوارزمي: 149، البداية والنهاية: ج7 ص391.
(5) مجمع الزوائد: ج9 ص130.
(6) العقد الفريد: ج5 ص108، بتحقيق محمد سعيد العريان، ط. مكتبة الرياض الحديثة. (ج2 ص301، ج4 ص366)، الوثائق السياسيّة والإداريّة العائدة للعصر الأموي: 166، للفاضل المعاصر الدكتور محمد ماهر حمادة، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
(7) البداية والنهاية: ج7 ص391.
(8) البداية والنهاية: ج7 ص391.
(9) المغني لابن قدامه: ج2 ص419، بتحقيق جماعة من العلماء، طبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت، والشرح الكبير له: ج10 ص64، الصارم المسلول لابن تيميّة: 575.
(10) الكفاية في علم الرواية: 67.
(11) أصول السرخسي: ج2 ص134.
(12) الكامل: ج9 ص110.
(13) معجم البلدان: ج3 ص191، في كلمة "سجستان".
(14) ربيع الأبرار للزمخشري: ج2 ص186، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: 79، عن السيوطي.
(15) صحيح مسلم ج7 ص120، ط. صبيح و1871 ط. محمد فؤاد، ج2 ص360 ط. الحلبي بمصر. باب فضائل علي.
(16) تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص119 والبداية والنهاية: ج7 ص376.
(17) المصنّف لابن أبي شيبة: ج7 ص496.
(18) الفصل لابن حزم: ج4 ص161.
(19) منهاج السنة: ج3 ص189، 206.
(20) تاريخ ابن كثير: ج7 ص176، 186، 187، 198، 208، حوادث سنة 35 هـ".
(21) المحلى لابن حزم: ج10 ص484.
(22) كتاب الأمّ للشافعي: ج4 ص229، مختصر المزني لإسماعيل المزني: 256، المجموع للنووي: ج19 ص197، مغني المحتاج لمحمد بن الشربيني: ج4 ص124، الجوهر النقي للمارديني: ج8 ص58.
(23) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج42 ص438، الصواعق المحرقة ص33، النصائح الكافية ص114 عن الدارقطني، شرح نهج البلاغة: ج13 ص220.
(24) أنساب الأشراف ص184.
(25) صحيح البخاري: ج1 ص17، ح48، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page