• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

علي بن أبي طالب(عليه السلام) مدينة باب علم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأعلم الصحابة


أمّا قولكم: فلا يجوز أخذ العلم إلاّ منه(رضي الله عنه)، إذن كلّ الدين المبلّغ من غيره ليس ديناً.


فنقول أوّلاً: هذا نصّ كلام النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأنّ عليّاً باب علمه فمن أراده فليأت منه كما روى الطبراني بإسناده عن ابن عباس قال: "قال رسول اللّه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه"(1). وذكره الحاكم بعدّة طرق وصحّحه(2) وهكذا ذكره المتقي في كنز العمال مع القول بصحّته(3).
وهكذا قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: "أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي".
رواه الحاكم عن أنس بن مالك، ثمّ عقّبه: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"(4).
ونزول قوله تعالى "وتعيها أذن واعية" فيه، كما ذكره الطبري والسيوطي والقرطبي وغيرهم(5).
وروى ابن عساكر عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام): "نشدتكم باللّه، أفيكم أحد دعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)له في العلم، وأن تكون أذنه الواعية مثل ما دعا لي؟ قالوا: اللهم لا"(6).


وثانياً: روى البخاري عن عمر(رضي الله عنه)، قال: "أقرؤنا أبيّ وأقضانا عليّ"، ولا شكّ بأنّ كونه أقضى الناس يدلّ على أوسعيّة علمه.
كما قال سعيد بن المسيب:لم يكن أحد من الصحابة يقول (سلوني) إلاّ عليّ بن أبي طالب(7) وقال ابن عباس: "لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وأيم اللّه لقد شاركهم في العشر العاشر"(8).
وقال ابن عباس: "أعطي علي تسعة أعشار العلم، وواللّه لقد شاركهم في العشر الباقي"(9).
وعن ابن عباس أيضاً: "إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره"(10).


وثالثاً: لم يجرؤ أحد من الصحابة أن يقول: سلوني غير على بن أبي طالب(عليه السلام) كما روى الحاكم روى عامر بن واثلة، قال: "سمعت علياً(رضي الله عنه)قام فقال: سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي... هذا حديث صحيح، عال"(11).
وقال سعيد بن المسيب: "لم يكن أحد من الصحابة يقول: سلوني إلاّ عليّ بن أبي طالب"(12).


ورابعاً: كان عمر يتعوذّ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن(13).
وقال: "لولا علي لهلك عمر"(14).
وخامساً: قال النووي: "وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات، مشهور"(15).


رجوع الأصحاب إلى علي(عليه السلام) وعدم رجوعه إليهم
وسادساً: ما ذكروا من جهل الأصحاب وكبارهم بالأحكام ورجوعهم إلى غيرهم، وعدم رجوع علي إلى أحد من القوم، كما قال ابن حزم: "ووجدناهم (الصحابة) رضي اللّه عنهم يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم كثير من السنن، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم، وهكذا قال البراء: أما كل ما تحدثتموه سمعناه من رسول اللّه، ولكن حدّثنا أصحابنا وكانت تشغلنا رعيّة الإبل.
وهذا أبو بكر(رضي الله عنه)لم يعرف فرض ميراث الجدّة، وعرفه محمد بن مسلمة، والمغيرة بن شعبة، وقد سأل أبو بكر(رضي الله عنه)عائشة في كم كفّن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
وهذا عمر(رضي الله عنه)يقول في حديث الاستذان: أخفي علي هذا من أمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، ألهاني الصفق في الأسواق.
وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره... وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في صلاتي الفطر والأضحى. وهذا وقد صلاّهما رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أعواماً كثيرة. ولم يدر ما يصنع بالمجوس، حتّى ذكره عبد الرحمن بأمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)فيهم"(16).
ومع الغضّ عن جميع ذلك فلا شكّ عند أهل العلم المنصفين بأنّ علي بن أبي طالب أوّل من أسلم وتربّى في حجر النبيّ وعاش تحت كنفه قبل البعثة واشتدّ ساعده في حضنه وظلّ معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، لم يفارقه لا في حضر ولا في سفر، وهو ابن عمّه وزوج ابنته فاطمة سيّدة نساء العالمين وشهد المشاهد كلّها سوى تبوك، ولو كان علي قد حفظ كلّ يوم عن النبيّ - وهو الفطن اللبيب الذكي الحافظ- حديثاً واحداً، وقد مضى معه رشيداً أكثر من ثلث قرن، لبلغ ما كان يجب أن يروي أكثر من اثني عشر ألف حديث.
ومع الغضّ عن جميع ذلك فلا شكّ في ذلك عند أهل العلم المنصفين كأبي ريّة، حيث قال: "أوّل من أسلم وتربّى في حجر النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعاش تحت كنفه قبل البعثة واشتدّ ساعده في حضنه وظلّ معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، لم يفارقه، لا في سفر ولا في حضر، وهو ابن عمّه وزوج ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)... ولو كان علي(رضي الله عنه)قد حفظ كلّ يوم عن النبيّ وهو الفطن اللبيب الذكيّ الحافظ، ربيب النبيّ، حديثاً واحداً وقد قضى معه رشيداً أكثر من ثلث قرن، لبلغ ما كان يجب أن يرويه أكثر من اثني عشر ألف حديث... قد أسندوا له كما روى السيوطي 586 حديثاً، وقال ابن حزم: لم يصحّ منها إلاّ خمسون حديثاً، ولم يرو البخاري ومسلم منها إلاّ نحواً من عشرين حديثاً"(17).
ومع الأسف الشديد لم يرو البخاري عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) إلاّ تسعة وعشرين حديثاً (18) وروى عن أبي هريرة أربعمائة وستة وأربعين حديثاً (19).

____________
(1) المعجم الكبير: ج11 ص55، وابن الأثير أسد الغابة: ج4 ص22، الخطيب في تاريخ بغداد: ج3 ص181، السيوطي في الجامع الصغير: ج1 ص415، وج3 ص60.
(2) المستدرك: ج3 ص127ـ126.
(3) كنز العمال: ج13 ص149.
(4) المستدرك: ج3 ص122، ويراجع أيضاً: تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص387، المناقب للخوارزمي: 329.
(5) جامع البيان: ج29 ص69، ح 26955، الدر المنثور: ج6 ص260 (عن سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول، تفسير القرطبي: ج18 ص264، تفسير الرازي: ج30 ص107، تفسير ابن كثير: ج4 ص413، روح المعاني: ج29 ص3.
(6) تاريخ دمشق: ج3 ص116.
(7) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ج2 ص646، أسد الغابة: ج4 ص22، تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص399، تاريخ الخلفاء: 115، تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص317، المناقب للخوارزمي: ص90.
(8) أسد الغابة: ج4 ص22، تفسير الثعالبي: ج1 ص52.
(9) الاستيعاب: 11044، تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص317.
(10) الاستيعاب: ج3 ص1104، أسد الغابة: ج4 ص22. تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص344 - 346 - دار الكتب العلميّة - بيروت (ط. دار الفكر: ج1 ص317).
(11) المستدرك: ج2 ص353 بتحقيق المرعشلي، (ج2 ص383، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا) السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المقرئ المتوفى 444: ج4 ص838، ج6 ص1196، تهذيب الكمال: ج17 ص335، تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص400 و397.
(12) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ج2 ص646، بتحقيق ط. وصي اللّه، أسد الغابة: ج4 ص22، تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص399، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 135، تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص317.
(13) تهذيب التهذيب: ج7 ص337، الطبقات الكبرى: ج2 ص339، أسد الغابة: ج3 ص22 23، تاريخ الخلفاء: 135، ذخائر العقبى: ص82.
(14) تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: ج1 ص162.
(15) تهذيب الأسماء واللغات: ج1 ص317 ط. دار الفكر ـ بيروت.
(16) الأحكام: ج2 ص143 ـ 145.
(17) أبو هريرة: 128. ثمّ قال في الهامش: هذا ما في البخاري ومسلم ولا نعلم شيئاً عن مقدار أحاديثه التي روتها الشيعة عنه، ولكلّ قوم سنّة وإمامها.
(18) مقدمة فتح الباري: 476.
(19) مقدمة فتح الباري: 477.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page