• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حوار حول التوسل


بعد تناول طعام الإفطار جرى بيني وبينه حوار حول التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) والصالحين.
حيث قال الدكتور أحمد الغامدي: باب اللّه مفتوح للجميع فلا نحتاج إلى الواسطة، كما قال اللّه تعالى: }وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
ثمّ قال: فإذا قال الملك بأنّ بابي مفتوح لمن أرادني فلايحتاج أن نتوسّل إلى رئيس مكتبه أو إلى أحد من الضباط لمقابلته، بل يعد ذلك التوسل من الحماقات.
فأجبته: بأنّ هذا الكلام غير صحيح، بل الكتاب والسنّة يثبتان خلاف ذلك حيث، نرى أنّ إخوة يوسف طلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم، بقولهم: }يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}، فأجابهم: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ} (1). ولم يقل لهم إنّ باب اللّه مفتوح فاستغفروا اللّه ليغفر لكم.
وهكذا قال اللّه عزّ وجلّ في حقّ النبيّ المكرم (صلى الله عليه وآله): }وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}(2).
فقال الدكتور أحمد الغامدي: بأنّ هذه الآية نزلت في حقّ المنافقين.
قلت: هل أن باب اللّه المفتوح، مغلق على المنافقين ]وكتب عليه: "ممنوع دخول المنافقين"[.
ثم قال الدكتور: أنّ هذا مختصّ بمن يأتي إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ويطلب منه أن يستغفر له، بقرينة قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ} ولا يشمل الغائب، ولا الذين يتوسلون به بعد وفاته; لأنّه بعد وفاته لايقدر على شيء.
قلت: إنّ كلامكم هذا مخالف لقولكم: "بأنّ باب اللّه تعالى مفتوح ولا يحتاج أحد أن يتوسّل بالنبي أو غيره للوصول إليه ".
مضافاً إلى أنّ جميع المسلمين يقولون في صلاتهم: "السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة اللّه ورحمة"، والنبى (صلى الله عليه وآله) بإذن اللّه وقدرته تعالى يسمع سلام المصلين ويجيبهم.
فاللّه الذي أعطاه هذه القدرة قادر على أن يعطيه القدرة ليسمع استغاثة الناس من بعيد ليستغفر اللّه لهم.
فأجاب: عندنا روايات بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: "ما من أحد يسلم عليّ إلاّ ردّ اللّه عزّ وجل إليّ روحي حتى أرد عليه السلام"(3).
فقلت: يا دكتور ألا تشعر بأنّ في هذا القول إهانة وزجر للنبي (صلى الله عليه وآله)؛ لأنّه في كلّ يوم يصلّي ملايين المسلمين ويسلّمون على النبي (صلى الله عليه وآله)في صلاتهم، وعلى قولكم هذا فإن الله تعالى سوف يرّد إليه روحه في كلّ آن ملايين المرات ثمّ يرجعها إلى مكانها.
فقال: عندنا رواية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول فيها: "إنّ للّه ملائكة سيّاحين يبلّغون عن أمّتي السلام"(4).
قلت: يا دكتور! إن الملائكة السياحين الذين يأخذون سلام الناس ويبلغونه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ويردّون جوابه للمسلمين، غير عاجزين عن تبليغ توسل المتوسلين إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله).
مضافاً إلى وجود روايات في كتبكم تدل على توسل الأصحاب بقبر النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وهي تدلّ على مشروعيّة التوسل، مثل هذه الرواية:
"أصاب الناس قحط في زمن عمر (رض)، فجاء رجل إلى قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول اللّه هلك الناس، استسق لأمّتك، فأتاه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في المنام، إئت عمر فاقرأه مني السلام، وأخبره أنهم مسقون، وقل له: عليك الكيس.
قال: فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر رض، وقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه"(5).
فأجاب: لا يمكن تصحيح العقيدة بهذه الروايات الضعيفة.
قلت: لقد اعترف ابن حجر في فتح الباري بصحّة الرواية، قائلاً:وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح(6) وقال ابن كثير في تاريخه بعد نقل الحديث:وهذا اسناد صحيح(7).
فقال: أنا لا أقبل تصحيح ابن حجر وابن كثير وعندي دليل على ضعف الرواية.
قلت: ماهو دليلك على ضعف الرواية.
فلمّا بلغ الأمر إلى هذا، قال الدكتور: لقد قرب وقت صلاة العشاء، فلنقم لنتوضأ ونتهيّأ للصلاة.
وفي هذه الأثناء ودّعتهم ورجعت إلى الفندق.
وبعد مضيّ عدة ليال إلتقيته وأعطيته كرّاسة فيها أقوال علماء أهل السنّة على مشروعيّة التوسل، ولم يجب عنها لحدّ الآن، وهذه هي الكراسة:


____________
(1) يوسف: 97.
(2) النساء: 64.
(3) مسند أحمد بن حنبل: ج2 ص527؛ سنن أبي داود: ج1 ص453.
(4) مجمع الزوائد: ج9 ص24، عبد الرزاق، المصنف: ج2 ص215، المعجم الكبير للطبراني: ج10 ص219.
(5) البيهقي، دلائل النبوّة: ج7 ص47، باب ما جاء فى رؤية النبى (صلى الله عليه وآله) في المنام؛ ابن أبي شيبة، المصنّف: ج7 ص482؛ تاريخ دمشق: ج44 ص346 وج56 ص489؛ الاستيعاب: ج3 ص1149؛ تاريخ الإسلام: ص273، أحداث سنة ثلاث وعشرين؛ البداية والنهاية: ج7 ص105، واقعة سنة ثماني عشرة؛ الإصابة: ج6 ص216؛ فتح الباري: ج2 ص412، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا؛ كنز العمال: ج8 ص431.
(6) فتح الباري: ج2 ص412، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.
(7) البداية والنهاية: ج7 ص105، واقعة سنة ثماني عشرة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page