إن الذي يقرأ هذا الكتاب يلاحظ فيه الكثير التناقضات، ونشير فيما يلي إلى بعضها:
1ـ قال في صفحة 77 من كتاب حوار هادىء:إنَّ المطلع على جميع كتب الشيعة بدون استثناء لا يرى إلاَّ التكفير أو التفسيق لهؤلاء العظماء<.
كما قال أيضاً في صفحة 55: "ولم يبقَ منهم [أي الصحابة] أحد لم يُكفَّر أو يُفسّق إلاَّ أربعة أشخاص".
وقال في صفحة 66: "إنَّ ادعاء كفر الصحابة أو فسقهم أو خيانتهم عن بكرة أبيهم ما عدا أربعة أشخاص أشد غرابة من القول بعدالتهم".
وفي صفحة 84: "ولمَّا كان معتقد الشيعة أنَّ جميع الصحابة كفروا أو فسقوا إلاَّ أربعة أشخاص أو نحوهم فلم ييقَ إذن إلاَّ ذلك العدد".
وفي صفحة145: "كتب الشيعة الروائية لا يكاد يخلو كتاب من كتب الآثار المروية في العقائد أو التفاسير أو الرجال من تضليل الصحابة أو تكفيرهم إلاَّ أربعة أشخاص".
وفي صفحة 222: "هذا الجزء اليسير [أي الشيعة] اختار تكفير جميع الصحابة أو تضليلهم ما عدا أربعة أشخاص".
أقول: لا شكّ أن هذا الكلام مضافاً إلى أنّه افتراء وكذب، يعرفه كل من اطلع على كتب الشيعة، قد التزم بمضمونه في كتابه هذا، ومن نماذج ذلك:
أـ قوله في صفحة 74: "ثمّ إنَّ الناس الذين لم يتربوا على مائدة النبوة ممَّن أسلم من أهل القرى والبوادي البعيدة اهتز إيمان كثير منهم، وجَهِل كثير منهم فرائض الدين، فحدثت رِدَّة عن دين اللّه عزّ وجل من بعضهم، وامتناع عن دفع الزكاة من البعض الآخر، ولم يبقَ على الدين سوى ثلاث مدن: (المدينة، ومكَّة، والطائف)، وما عداها فقد أعلنوا عصيانهم".
فهل أن المرتدّين الذين يعيشون في غير هذه المدن الثلاث من الصحابة أم لا؟!
ب ـ ما نقل في صفحة 75 عن ابن كثير للاستدلال على ما ادّعِي في العبارة الآنفة, وهو قوله: "وقد ارتدَّت العرب إمَّا عامة وإمَّا خاصة، في كل قبيلة...ثمَّ إنَّ الصدِّيق (رض) أخذ يجهِّز الجيوش لحرب المرتدِّين ".
ج ـ قوله في صفحة 244 ـ 245:وقد حدثت ردة بعد موت النبيّ (صلى الله عليه وآله) من كثير من العرب ثمَّ إن اللّه عزّ وجل أقام أبا بكر (رضى الله عنه) لهذه الردة ومعه إخوانه من عظماء الصحابة فقاتلوا المرتدين حتَّى أعادوهم إلى الدين.
فإن قال الشيعة: إنَّ الردة قد وقعت وهي هذه وأقروا بالحقيقة فقد اعترفوا بفضل الصدِّيق (رضى الله عنه).
وإن أنكروا فلا يستحقون المناظرة لأنَّ إنكار البديهيات يسقط أهلية المخالف للحوار<.
فهل أن هؤلاء المرتدين، كانوا من الصحابة العدول ثمّ ارتدّوا أم من غيرهم؟