قلتم تحت عنوان "نماذج من عقائد الشيعة الإمامية" في ص45 رداً على ما أرسلته إليكم من الجواب حول بعض المقارنات التي ذكرتموها بين عقيدة الشيعة والسنة: "لا أظن أن المعنى غير واضح من كلامي، فإني لم أنسب الكلام إلى أحد ولا إلى كتاب من كتبكم، وإنما قلت لكم: (يفهم من عقيدة الشيعة كذا) ولم أقل: قال فلان، ولعلكم لو رجعتم إلى العبارة لتبين لكم المراد".
قلت: مع أنكم تكلمتم كثيراً في كتابكم عن صحة المنهج وخطئه إلا أنكم لم تلتزموا بما ذكرتموه، وهذا ما يتجلّى فيما نبينه من النقاط التالية:
أولاً: ترك المصادر الشيعية
إنّ المعنى المراد من كلامكم وإن كان واضحاً كما ذكرت، إلا أن المؤسف فيه أنه تضمن الجزاف من التهم والدعاوى من دون أن تستندوا فيها إلى مصدر أو مقال أو كتاب من كتب الشيعة الإمامية، ولا أدري كيف فهمت من عقيدة الشيعة كذا وكذا من دون أن تأخذه من أحد علمائنا أو كتاب من كتبنا؟!
وإنا لنربأ بجنابكم أن تحكم حكماً مسبّقاً على طائفة كبيرة من الطوائف الإسلامية من دون الرجوع إلى مصادرها المعتمدة في بيان عقائدها وأحكامها.
ثانياً: الاستنتاجات الشاذّة في الفكر الوهابي عن المذهب الشيعي
لقد صدقتم فيما قلتموه من أن فهمكم عن عقيدة الشيعة لم تكن منسوبة إلى كلام أحد ولا إلى كتاب من كتبنا؛ لأن النتائج التي استنتجتموها من عقائد الشيعة لا تمت إلى عقيدتهم بصلة، كقولكم: إن النبي(صلى الله عليه وآله) بعث إلى علي، فإن هذا لا يؤمن به مسلم يتلوا قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}(1)، وقولكم هذا ينم عن قلّة اطلاعكم على حقيقة الإمامة عند الشيعة وأبعادها، والتي تعني قيادة الإمام المعصوم للأمة في أمور الدين والدنيا، وحفظ مسيرة الرسالة الخاتمة عن التلاعب والتحريف.
ومما استنتجتموه قولكم: "إن أهل الشيعة تشترط وجود معصوم يرجع إليه، وهذا يعني لابد أن يكون في كل بقعة معصوم ليرجع إليه" إلى آخر كلامكم.
ونحن نجل شخصكم الكريم عن هذا الاستنتاج الضحل الذي لا يتناسب ومكانتكم العلمية، فإن المسلمين بكافة فرقهم يؤمنون بضرورة وجود النبي(صلى الله عليه وآله) في زمانه وضرورة عصمته لإبلاغ الشريعة لجميع الأمة وكل من أراد الإسلام، مع أنه لم يلزم من ذلك القول بضرورة وجود نبي في كل بقعة ليرجع إليه؟!
إلى آخر استنتاجاتكم الشاذة التي أجبنا عنها في الرسالة التي أرفقناها مع كتابنا هذا، وستأتي الإجابة عن كثير منها في ثنايا بحوث الكتاب.
____________
(1) سبأ: 28.
المنهج الخاطئ في فهم العقائد الشيعية
- الزيارات: 728