قلتم في ص59: وكتب الشيعة الأصول مملوءة بما يقرر عدة عقائد، كل واحدة منها كافية لجعل الشيعة مذهباً خارجاً في نظر السنة عن الإسلام، ثم زعمتم أن كتبنا بعد أن قررت إمامة علي(عليه السلام) نصت على كفر الصحابة بتركها.
قلت
أولاً: الفهم السلفي الخاطئ للعقيدة الشيعية
إنّ الكثير من الإشكالات والشبهات التي أثرتموها وأثارها بعض المدافعين عن الفرقة الوهابية، ناشئة من القصور والجهل بمخطط البناء الفكري والمنظومة العقدية لأصول المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري، فنراكم تستغربون بعض الأمور وتستوحشونها، بل وتسخرون وتستهزئون بها، للجهل بأنها مبتنية ومرتكزة على أسس وقواعد محكمة معتمدة على الأدلة الواضحة، فتؤخذ مبتورة ومجتزأة عن محيطها وسياقها العام، فعندما تطبق على تلك الفكرة المقطوعة من محلّها وفق الموازين التي أسسها الوهابيون لأنفسهم تبدوا غريبة وهجينة، وهذا ما وقعتم فيه في كثير من مباحث كتابكم (حوار هادئ)، ومن أهم تلك المباحث هو: معتقد الإمامة، تلك العقيدة الأصيلة في الإسلام، والتي تستند على ركائز رصينة لا يمكن فهمها واستيعابها خارج إطارها الصحيح.
فإنّ الإمامة عند الشيعة سفارة إلهية وامتداد طبيعي للنبوة والرسالة الخاتمة، فهي السبيل الذي تتكفل بحفظ الشريعة وتجسيد مبادئها وهي قيادة معصومة للأمة توصلهم إلى سبيل الحق والعدل الذي بعثت من أجله الأنبياء والرسل، مستندين في ذلك كله إلى أدلة عقلية ونقلية مستقاة من الكتاب والسنة النبوية المباركة، فمن الطبيعي أن تأخذ هذه العقيدة بذلك الحجم وتلك الخطورة دوراً واسعاً في مبادئ الرسالة الخاتمة، وتكون ركيزة من ركائز الإيمان، ويفقد منكرها درجة من درجات الإيمان وهذا ما يقابله درجة من درجات الكفر والإنكار أيضاً.
أولاً: الفهم السلفي الخاطئ للعقيدة الشيعية
- الزيارات: 588