وهذا البحث خارج أيضاً عن الحوار، بل ادرجه هنا للفائدة؛ لإثبات أن مسألة إحياء الموتى أو التصرف التكويني في الأشياء هي أمور ليست ممتنعة عقلاً ولا يختص بها الأنبياء، وقد اعتقد بها حتى مثل ابن تيمية:
قال ابن تيمية:>وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء عليهم السلام كما وقع لطائفة من هذه الأمة ومن أتباع عيسى. فإنّ هؤلاء يقولون: نحن إنّما أحيى اللّه الموتى على أيدينا لاتّباع محمد أو المسيح، فبإيماننا بهم وتصديقنا لهم، أحيى اللّه الموتى على أيدينا(1).
وقال أيضاً:>فإنّه لا ريب أنّ اللّه خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم، ولا ريب أنّ من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء عليهم السلام، بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر، فإنّ هذا لم يكن لغير موسى، وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد (ص) من الأنبياء عليهم السلام، وكالناقة التي لصالح(عليه السلام) فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض، بخلاف إحياء الموتى فإنّه اشترك فيه كثير من الأنبياء، بل ومن الصالحين(2).
وقال أيضاً:>فإنّ أعظم آيات المسيح عليه السلام إحياء الموتى، وهذه الآية قد شاركه فيها غيره من الأنبياء كإلياس وغيره، وأهل الكتاب عندهم في كتبهم أنّ غير المسيح أحيا اللّه على يديه الموتى(3).
وقال أيضاً:>ونحن لا نحس من أنفسنا عجزاً عن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو هذه الأمور(4).
____________
(1) كتاب النبوات، ص 213.
(2) كتاب النبوات، ص 218.
(3) الجواب الصحيح، ج4 ص17.
(4) النبوات، ص32.
ابن تيمية وإحياء الموتى من غير الأنبياء
- الزيارات: 920