والحقيقة تكمن في أن العقل بنفسه يعرف بطلان الاعتقاد بوجود إله آخر مع الله مستقل في تأثيره على الكون وهو ما يعرف بشرك الربوبية ، كما أنه مستقل في معرفة بطلان أن يقصد الإنسان غير الله بالعبادات أي ما يعرف بشرك الألوهية .
وعليه إذا أدرك العقل تحقق ضابطة شرك أكبر في مورد سواء كان شركا في الربوبية أو شركا في الألوهية فلا يمكن أن يأتي النص كي يجيز ذاك الشرك كيف وقد قال عز وجل ( وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (1) ، كما إنه استقل بعدم تحقق ضابطة الشرك لا شرك ربوبية ولا شرك ألوهية لا يمكن للنص الشرعي أن يجعله شركا .
ففي مثل موردنا إذا استقل العقل بالحكم على أن دعاء المسألة ليس من الشرك في شيء ، فلا يمكن أن يأتي بعد ذلك دليل أو نص يعتبره شركا في خصوص ما لا يقدر عليه المدعو دون ما يقدر عليه ، وإذا استقل بالحكم على أن دعاء المسألة شرك فلا يمكن أن يأتي الدليل ويجيزه في خصوص ما يقدر عليه المدعو ، كما هو الحال في دعاء العبادة الذي لا يمكن أن يجيزه الشرع في أية حالة ما دام العقل متحققا من شركيته .
تنبيهان لا بد منهما
لمتابعة الموضوع اضغط على الصفحة التالية أدناه
_______
(1) آل عمران : 80 .