• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

- 5 - الخلاف حول الاحتفال بذكرى الانبياء وذكرى عباد الله الصالحين

يستدل من يرى استحباب الاحتفال بذكرهم بأن جل مناسك الحج احتفال بذكرى الانبياء والاولياء كما سنذكر أمثلة منها فيما يأتي :
 أ - مقام ابراهيم : قال سبحانه وتعالى : " واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى . . . " ( البقرة / 125 ) .
وفي صحيح البخاري ( 1 ) ما ملخصه : ان ابراهيم واسماعيل عليهما السلام لما كانا يبنيان البيت : جعل اسماعيل يأتي بالحجارة وابراهيم يبنى حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني واسماعيل يناوله الحجارة .
وفي رواية بعدها حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ على نقل الحجارة فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة . ان الله سبحانه أمر الناس كما هو واضح أن يتبركوا بموطئ قدمي ابراهيم ( ع ) في بيته الحرام ويتخذوا منه مصلى احياء لذكرى ابراهيم وتخليدا وليس فيه شئ من أمر الشرك بالله جل اسمه .
 ب - الصفا والمروة : قال الله سبحانه : " ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " ( البقرة / 158 ) .
وروى البخاري ما ملخصه : ان هاجر لما تركها ابراهيم عليه السلام مع ابنها اسماعيل بمكة ونفد ماؤها وعطشت وعطش ابنها وجعل يتلوى فانطلقت إلى جبل صفا كراهية أن تنظر إليه فقامت عليه تنظر هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي سعت سعي الانسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا ، فلم تر أحدا ، فعلت ذلك سبع مرات . قال ابن عباس ، قال النبي ( ص ) فذلك سعي الناس بينهما . . .الحديث ( 2 )
جعل الله السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج احياء لذكرى سعي هاجر بينهما واحتفالا بعملها هاجر واستحباب الهرولة في محل الوادي الذي سعت فيه هاجر سعي الانسان المجهود احياء لذكرى هرولتهاهناك .
 ج - رمي الجمار : روى أحمد والطيالسي في مسنديهما عن رسول الله ( ص ) أنه قال : " ان جبريل ذهب بابراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ، ثم أتى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ . . . ( 3 ) .
هكذا جعل الله احياء ذكرى رمي ابراهيم الشيطان والاحتفال بذكره من مناسك الحج
 د - الفدية : قال الله سبحانه في قصة ابراهيم واسماعيل : " فبشرناه بغلام حليم " ، " فلما بلغ مع السعي قال يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين " ،" فلما أسلما وتله للجبين " ، " وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين " ، " ان هذا لهو البلاء المبين " ، " وفديناه بذبح عظيم " ( الصافات / الآيات 101 - 107 ) .
وكذلك جعل الله احياء ذكر فداء ابراهيم ابنه اسماعيل وارسال الله الكبش فدية له والاحتفال بها من مناسك الحج ، وأمر الحجاج بالفدية في منى اقتداء بإبراهيم واحتفالا بذكر موقفه من طاعة الله .
 في مقام ابراهيم انتشرت البركة من قدمي ابراهيم عليه السلام إلى موطئ قدميه . وامر الله باتخاده مسجدا في بيته الحرام وجعله الله احياءا لذكره .
وفي ما يأتي نذكر انتشار البركة من آدم ( ع ) أبي البشر . انتشار البركة من آدم عليه السلام والاحتفال بدكره وفي بعض الاخبار أن الله جل اسمه تاب على آدم عصر التاسع من ذي الحجة بعرفات ثم أفاض به جبرائيل عند المغيب إلى المشعر الحرام وبات فيه ليلة العاشر يدعو الله ويشكره على قبول توبته ثم أفاض منه صباحا إلى منى وحلق فيه رأسه يوم العاشر امارة لقبول توبته وعتقه من الذنوب فجعل الله ذلك اليوم عيدا له ولذريته وجعل كل ما فعله آدم أبد الدهر من مناسك الحج لذريته يقبل توبتهم عصر التاسع بعرفات ويذكرون الله ليلا بالمشعر الحرام ويحلقون رؤوسهم يوم العاشر بمنى ، ثم أضيف إلى هذه المناسك ما فعله بعد ذلك ابراهيم واسماعيل وهاجر وتم بها مناسك الحج للناس ، إذا فان أعمال الحج كلها تبرك بتلك الازمنة والامكنة التى حل بها عباد الله الصالحون أولئك وكلها احتفال بذكرهم أبد الدهر وفي ما يأتي نضرب مثالا لانتشار الشؤم إلى المكان من المكين .
انتشار الشؤم إلى المكان من المكين روى مسلم أن رسول الله ( ص ) عام تبوك نزل بالناس الحجر عند بيوت ثمود فاسستقى الناس من الابار التي كان يشرب منها ثمود فعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم فأمرهم رسول الله ( ص ) فاهرقوا القدور وعلفوا العجين الابل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا ، قال أني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم ( 4 ) .
وفي لفظ مسلم : ولا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم الا أن تكونوا باكين ، حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر وأسرع حتى خلفها .
وفي لفظ البخاري : ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي . وفي رواية أخرى بمسند أحمد وتقنع بردائه وهو على الرحل ( 5 ) .

منشأ الشؤم والبركة في المكان .

من اين نشأ شؤم بلاد ثمود وآبار ثمود وانتشر إليها عدا أنه نشأ من قوم ثمود ؟
وانتشر منهم إلى بلادهم وآبارهم وبقي فيها إلى عصر خاتم الانبياء والى ما شاء الله ، و من أين نشأ فضل بئر ناقة صالح ؟
عدا ما كان من شرب ناقة صالح منها وانتشر الفضل منها إلى البئر وبقي فيها إلى عصر خاتم الانبياء والى ما شاء الله . وليست ناقة صالح وبئرها بأكرم على الله من اسماعيل وبئره زمزم بل كذلك جعل الله البركة في زمزم من بركة اسماعيل أبد الدهر .
وكذلك شأن انتشار البركة مما يفيضه الله على عباده الصالحين في أزمنة خاصة مثل بركة يوم الجمعة . بركة يوم الجمعة . في صحيح مسلم : " أن الله خلق آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجمعة . . . " ( 6 ) هذا وغيره مما أفاضه الله على عباده الصالحين في يوم الجمعة خلد البركة في يوم الجمعة أبد الدهر .

 البركة في شهر رمضان

وكذلك الشأن في بركة شهر رمضان فقد قال سبحانه " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان " ( البقرة / 185 ) .
وقال سبحانه : " انا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر . . . " ( القدر ) .
إذا فقد انتشرت البركة من ليلة القدر التي أنزل فيه القرآن على خاتم أنبياء الله إلى جميع أزمنة شهر رمضان وتخلدت البركة في ذلك الشهر من تلك الليلة إلى أبد الدهر .
بعد انتهائنا من الاشارة إلى رجحان الاحتفال بذكرى أصفياء الله نؤكد أننا نقصد من الاحتفال بذكر أصفياء الله - مثلا - قراءة سيرة رسول الله ( ص ) الصحيحة غير المنحرفة في ليلة ميلاده وإطعام الطعام في سبيل الله وإهداء ثوابه لرسول الله ( ص ) مع الاجتناب من القيام بأعمال ابتدعها بعض المتصوفة .
ونشير في ما يأتي اشارة عابرة إلى الخلاف حول مسألة البناء على القبور واتخاذها محلا للعبادة .




___________
(1) صحيح البخاري : كتاب الانبياء ، باب يزفون النسلان في المشي ، ج 2 / 158 و 159 . ( * )
(2) صحيح البخاري : كتاب الانبياء ، باب يزفون النسلان في المشي ، ج 2 / 158 ، وراجع معجم البلدان ، مادة زمزم ، بذكر تاريخ اسماعيل من تاريخ الطبري وابن الاثير .
(3) مسند أحمد 1 / 306 ، وقريب منه في 127 ومسند الطيالسي الحديث 2697 ، وراجع مادة الكعبة من معجم البلدان وتاريخ ابراهيم واسماعيل من تاريخ الطبري وابن الاثير . ( * )
(4) أورده مسلم باختصار في صحيحة ، كتاب الزهد والرقايق ، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم . . . الحديث : 40 ، واللفظ لمسند أحمد ج 2 / 117 ، صحيح البخاري ، كتاب المغازي باب نزول النبي ( ص ) الحجر .
(5) مسند أحمد ج 2 / 66 .
(6) صحيح مسلم : كتاب الجمعة ، باب فضل الجمعة ، الحديث : 17 و 18 . ( * )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page