• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

على عهد معاوية

روى الطبري ان معاوية لما استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وأمره عليها دعاه وقال له : قد اردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك .
ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تترك شتم علي وذمه ، والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لاصحاب علي والاقصاء لهم ، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم ، فقال له المغيرة : قد جربت وجربت ، وعملت قبلك لغيرك ، فلم يذممنى وستبلو فتحمد أو تذم ، فقال : بل نحمد إن شاء الله 1 .
وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة : أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب واهل بيته وكان أشد البلاء حينئذ اهل الكوفة 2 .
وفى هذا السبيل قتل حجر بن عدى وأصحابه صبرا وقتل وصلب رشيد الهجري وميثم التمار 3 .
هكذا خنقت مدرسة الخلفاء أنفاس الصحابة والتابعين وقضت على من خالف سياستهم ، وفي مقابل ذلك فتحت الباب لآخرين أن يتحدثوا بين المسلمين كما يشاؤن وكما نشير إليه في ما يأتي :

فتح الروافد الاسرائيلية

ان مدرسة الخلفاء حين أغلقت على المسلمين باب التحديث عن رسول الله ( ص ) كما أشرنا إليه في ما مضي ، فتحت لهم باب الاحاديث الاسرائيلية على مصراعيه .
وذلك بالسماح لامثال تميم الداري الراهب النصراني 4 ، وكعب أحبار اليهود . وكانا قد أظهرا الاسلام بعد انتشار الاسلام ، وتقربا إلى الخلفاء بعد الرسول ففسحت مدرسة الخلفاء لهما ولامثالهما المجال أن يبثوا الاحاديث الاسرائيلية بين المسلمين كما يشاؤن ، وقد خصص الخليفة عمر للاول ساعة في كل اسبوع يتحدث فيها قبل صلاة الجمعة بمسجد الرسول ، وجعلها عثمان على عهده ساعتين في يومين .
أما كعب أحبار اليهود 5 فكان الخلفاء عمر وعثمان 5 ومعاوية يسألونه عن مبدأ الخلق وقضايا المعاد ، وتفسير القرآن ، إلى غير ذلك .
وروى عنهما صحابة أمثال أنس بن مالك وأبي هريرة 6 و عبد الله بن عمر بن الخطاب و عبد الله بن الزبير ومعاوية ونظرائهم من الصحابة والتابعين . ولم يقتصر نقل الاسرائيليات بهذين العالمين من علماء أهل الكتاب وتلاميذهما فحسب ، بل قام به ثلة معهما ومن بعدهما كذلك وامتد حتى عهد الخلافة العباسية ما عدا فترة حكم الامام علي الذي طردهم من مساجد المسلمين ، وسمي هؤلاء بالقصاصين .
وأثروا على الفكر الاسلامي بمدرسة الخلفاء أثرا عظيما ، ومن ثم دخلت الثقافة الاسرائيلية في الاسلام وصبغته في جانب منه بلونها ، ومن هنا انتشر بمدرسة الخلفاء الاعتقاد بأن الله جسم ، وأن الانبياء تصدر منهم المعاصي ، والنظرة إلى المبدأ والمعاد إلى غيرها من أفكار اسرائيلية ، وعظم نفوذ هؤلاء على العهد الاموي وخاصة في سلطان معاوية ، حيث اتخذ بطانة من النصارى أمثال كاتبه سرجون ، وطبيبه ابن اثال 7 ، وشاعره الاخطل 8 من نصارى عصره ، ومن المعلوم ان هؤلاء عندما شكلوا البلاط الاموي لم يتركوا أفكارهم المسيحية وأعرافهم خلفهم ، بل حملوها معهم إلى بلاط الخلافة الاموية .
أضف إلى هذا ان عاصمة معاوية الشام كانت قبل ذلك عاصمة لنصارى الروم البيزنطيين ، وكانت ذات حضارة عريقة . هذا ما كان من أمر المحيط الذي انتقل إليه معاوية .
أما معاوية نفسه ، فكان قد نشأ في وسط أغلظ الجاهليات القبلية التي حاربت الاسلام وأعرافه حتى أخضعها الاسلام بقوة السيف . نشأ فيها حتى صلب عوده ، وانتقل على كبر سنه من مكة بعد فتحها إلى المدينة ، ومن الجاهلية إلى الاسلام 9 ، ولم يمكث في المجتمع الاسلامي الناشئ إلا وقتا قصيرا لا يكفي ليتطبع فيه بالطابع الاسلامي الجديد عليه ويتمرن به ليستطيع أن يؤثر على ذلك المجتمع الذي امتدت حضارته إلى آماد بعيدة في الدهر ، بل هو الذي تأثر بها .
وكان معاوية يبعد من ذلك المجتمع من كان يعترض سبيله من صحابة تطبعوا بالطابع الاسلامي الاصيل نظراء ابي ذر وابي الدرداء وقراء اهل الكوفة 10 .
كل تلكم كانت عوامل أدت إلى صبغ مدرسة الخلفاء منذ عصر معاوية بطابع ثقافة أهل الكتاب ، ولم تدرس تلك العوامل حتى اليوم دراسة موضوعية ليعرف مدى اثرها على تلكم المدرسة .
وكان معاوية بالاضافة إلى ما ذكرنا متطبعا بالطابع الجاهلي ملتزما بأعرافه من التعصب القبلي ، وإحياء آثاره 11 ، وكانت له مع ذلك أهداف أخرى من قبيل توريث السلطة في عقبه ، وكسر شوكة المعارضين له من المحافظين الذي يشهرون في وجهه سلاح سيرة الرسول ، وكان لابد له في علاج كل ذلك للوصول إلى أغراضه الجاهلية وأهدافه الخاصة أن يصنع شيئا ، فاستمد في هذا السبيل من بعض بقايا الصحابة ممن كان في دينه رقة ، وفي نفسه ضعف من أمثال عمرو بن العاص ، وسمرة بن جندب 12 ، وأبي هريرة . فاستجابوا له ووضعوا له من الحديث ما يساعده ، ثم رووه عن رسول الله ( ص ) .
مثال ذلك ما رواه المدائني في كتاب الاحداث قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة 13 أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب واهل بيته .
وكتب إليهم ان انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم ، وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي بكل ما يروى كل رجل منهم وإسمه وإسم أبيه وعشيرته . ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع ويفيضه في العرب منهم والموالي فكثر ذلك وتنافسوا في المنازل والدنيا فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب إسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حينا .
ثم كتب إلى عماله : إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الاولين ولا تتركوا خبرا يرويه احد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة فان هذا أحب إلي ، وأقر لعيني ، وادحض لحجة أبي تراب وشيعته ، واشد عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها . وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، والقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن وحتى علموهم بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله .
فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة ، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤن والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك ،فيفتعلون الاحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به الاموال والضياع والمنازل ، حتى انتقلت تلك الاخبار والاحاديث إلى أيدى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق ولو علموا انها باطلة لمارووها ولا تدينوا بها14.
وقد سمى ابن ابي الحديد قوما من الصحابة والتابعين ممن وضعهم معاوية لرواية الاخبار ، وأخرجنا بعضها في كتابنا أحاديث عائشة 15 .
وقد سموا كل تلكم الاحاديث الموضوعة بسنة النبي والويل لمن أنكرها ولم يؤمن بها ولم يصدقها 16 .
 
 



___________    
1 ) في ذكر حوادث سنة 51 ه‍ من كل من الطبري 2 / 112 - 113 و 2 / 38 ، وابن الاثير 3 / 102 .
والمغيرة بن شعبة بن ابي عامر الثقفي ، امه امامة بنت الافقم ، اسلم عام الخندق وكان سبب اسلامه ما ذكره الواقدي في مغازيه 2 / 595 - 598 قال كان قد خرج مع اربعة عشر إلى المقوس فأثرهم عليه . فلما رجعوا وكانوا بين خيبر والمدينة ، شربوا خمرا فكف المغيرة عن بعض الشراب فسكر ثلاثة عشر من حلفائه فوثب عليهم وقتلهم عن آخرهم وهرب الرابع عشر فأخذ أمتعتهم وأموالهم ولحق بالنبي واظهر الاسلام . فقال النبي لا اخمسه هذا غدر ، فدفع عمه عروة بن مسعود ثلاثة عشر دية عنه وفي زمن ولايته على البصرة شهدوا عليه بالزنى وأثر الخليفة عمر على احدهم فحرف شهادته فدرأ عنه الحد ، كما اوردناه في فصل زناء المغيرة من " عبد الله بن سبا ج 1 " ومات في ولايته على الكوفة سنة 50 ه‍ . روى عنه اصحاب الصحاح 136 حديثا . ترجمته باسد الغابة وجوامع السيرة ص 278 . ( * )
2 ) برواية ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة عنه .
3 ) حجر بن عدي بن معاوية الكندي المعروف بحجر الخير. وفد على النبي وشهد القادسية وشهد مع على الجمل وصفين ، وكان على كندة وعلى الميسرة بنهروان . ولما انكر على زياد بن أبيه لعن الامام علي وحصبه يوما لتأخيره الصلاة فبعثه وجماعة بأمر من معاوية إلى الشام فأمر معاوية بقتل من لم يتبرأ من الامام وقتل على ذلك حجر " بمرج عذراء " سنة احدى وخمسين ه‍ . راجع تفصيل قصته في عبد الله بن سبأ ج 2 فصل حقيقة ابن سبأ والسبائية . و
رشيد الهجري نسبة إلى مدينة هجر باليمن . قيل هو رشيد الفارسي مولى بني معاوية من الانصار ترجمته في الاستيعاب واسد الغابة وفي لغة الهجري من اللباب عداده في أهل الكوفة كان يؤمن بالرجعة وتكلم في ذلك بالكوفة ، فقطع زياد لسانه وصلبه ، ترجمته برجال الكشي ص 78 . وميثم بن يحيى التمار ، كان عبدا لامرأة من بني اسد فاشتراه الامام علي وأعتقه ولما جلبه ابن زياد قال : سلوني قبل ان اقتل فلما سأله الناس وحدثهم ارسل ابن زياد من ألجمه بلجام وهو اول من ألجم في الاسلام . خبره في رجال الكشي ص 81 - 84 .
4 ) أبو رقية تميم بن أوس الداري كان نصرانيا من علماء أهل الكتابين وراهب أهل عصره وعابد فلسطين . قدم المدينة بعد غزوة تبوك وأظهر الاسلام بعد سرقة ثبتت عليه ليدفع باسلامه ما ادين به ، وذلك انه خرج مع رجل من بني سهم
وعدي بن بداء في تجارة إلى الشام ، فمات السهمي واوصى ان يبلغا متاعه إلى أهله وكان قد دس فيه وصيته واخذا من متاعه ما اعجبهما وكان في ما أخذا اناء من فضة فيه ثلاثمائة مثقال منقوشا مموها بالذهب . فلما دفعا بقية المال إلى ورثته فقدوا بعض متاعه فنظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيه تاما لم يبع منه - > ( * )
 < - ولم يهب ، فرفعوا امرهما إلى النبي فحلفهما النبي عند المنبر بعد صلاة العصر ، فحلفا انهما لم يخونا فخلى سبيلهما . ثم وجدا الانية عند تميم فرفعوهما إلى النبي ثانية فنزلت الآيات : " يا ايها الذين آمنوا شهادة بينكم " فحلف السهميان ان الانية من متاع صاحبنا فأخذوها وبقية المتاع من تميم وصاحبه ثم اعترف تميم بالخيانة فقال له النبي ويحك يا تميم اسلم يتجاوز الله عنك فأسلم . عاش هذا في المدينة إلى عصر عمر وعلى عهده كان يعظمه عمر ويقول فيه خير أهل المدينة وألحقه بأهل بدر في العطاء ، ولما سن قبام شهر رمضان في العام الرابع عشر أمره وأبيا أن يصليا بالناس ، وبعد قتل عثمان انتقل إلى الشام وعاش في كنف معاوية وتوفي في سنة اربعين للهجرة قد اوردنا قصة تميم وترجمته بايجاز في كتاب ( من تاريخ الحديث ) وهناك تفصيل قضاياه ومصادرها .
5 ) أبو اسحاق كعب بن مانع . كان من كبار علماء أهل الكتاب ومن أحبار اليهود باليمن . قدم المدينة ، وأظهر الاسلام على عهد عمر وبقى بها بطلب منه . وارتحل منها إلى الشام عندما ظهرت أمارات الثورة على عثمان . وعاش في كنف معاوية مرعى الجانب . ومات بحمص سنة 34 ه‍ بعد ان بلغ اربعا ومائة سنة . راجع ترجمته بكتابنا من تاريخ الحديث . وان كعب أحبار اليهود هذا والمعلوم وجوده هو الذي أثر على الفكر الاسلامي في بعض جوانبه وليس عبد الله بن سبا المختلق هو الذي اثر على الصحابة والتابعين كما زعموا . ارجع كتاب عبد الله بن سبأ للمؤلف .
6 ) عثمان بن عفان بن ابي العاص القرشي الاموي ، وامه اروى بنت كريز الاموي . وام اروى البيضاء ، بنت عبد المطلب عمة النبي ، وتزوج من رقية بنت رسول الله وهاجرا إلى الحبشة ثم المدينة . وبعد وفاتها ، تزوج من أختها ام كلثوم التي توفيت على أثر التعذيب ولم يعقب منهما . وبايعه عبد الرحمن بن عوف لما أبى علي من شرط العمل بسيرة الشيخين غرة محرم 24 ه‍ وفي خلافته ، اساء بنو امية ولاته على الولايات السلوك مع المسلمين فثاروا عليه بقيادة قريش في ذي الحجة سنة 36 ه‍ ومنعوا دفنه في البقيع فدفن في حش كوكب .
روى عنه اصحاب الصحاح 146 حديثا جوامع السيرة ص 277 ، واحاديث عائشة فصل في عصر الصهرين . 3 ) أبو هريرة الدوسي اختلفوا في اسمه ونسبه رووا عنه 5374 حديثا ، وتوفي سنة 57 أو 58 راجع جوامع السيرة 276 ، وكتاب شيخ المضيرة لعالم مصر الراحل الشيخ محمود أبو رية . ( * )
7 ) سرجون ، في ذكر اخيار معاوية من تاريخ الطبري ج 2 / 205 ، وابن الاثير ج 4 / 7 . وكان كاتبه وصاحب سره سرجون بن منصور الرومي . وكتب بعده ليزيد ، وفي الاغاني ج 16 / 68 كان يزيد ينادم على شرب الخمر سرجون النصراني مولاه وهو الذي اشار على يزيد ان يولي على الكوفة ابن زياد لما بلغه خبر مسلم بن عقيل بها .
الطبري ج 2 / 228 و 239 ، وابن الاثير ج 4 / 17 ، وكتب ابنه لعبد الملك . التنبيه والاشراف للمسعودي ص 261 ، وراجع الخطط للمقريزي ج 1 / 159 . ابن أثال ، لما أراد معاوية ان يبايع لابنه يزيد بولاية العهد من بعده ، رآى ميل أهل الشام إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد . فأمر طبيبه ابن أثال ان يسمه ، ووعده ان يضع عنه الخراج لمدة سنة ويوليه على خراج حمص ، ففعل وبر بوعده معاوية فقتله خالد بن عبد الرحمن أو ابن أخيه المهاجر .
الاغاني 15 / 12 - 13 ، وتاريخ الطبري 2 / 82 - 83 ، وابن الاثير 3 / 378 ، وقال اليعقوبي في ج 2 / 223 من تاريخه : استعمل معاوية ابن اثال النصراني على خراج حمص لم يستعمل النصارى أحد من الخلفاء قبله . . . الحديث .
8 ) أبو مالك غياث بن غوث الاخطل من نصارى تغلب . ولد في أوائل خلافة عمر ، وتوفي سنة 95 ه‍ . ذكر الجاحظ في سبب تقربه للامويين ، أن معاوية أراد أن يهجو الانصار لان اكثرهم كانوا أصحاب علي بن أبي طالب ، ولا يرون رأى معاوية في الخلافة . فطلب ابنه يزيد من كعب ابن جعيل ان يهجوهم فأبى ذلك وقال : ولكني ادلك على غلام منا نصراني كان لسانه لسان ثور لا يبالي ان يهجوهم فدلهم على الاخطل ، البيان والتبيين ج 1 / 86 .
وفي الاغاني 13 / 142 عن كعب بن جعيل ، قال : ان يزيد بن معاوية قال له : ان ابن حسان قد فضح عبد الرحمن بن الحكم وفضحنا - كانت له قصة مع زوجة ابن الحكم - فاهج الانصار ، فقال له : أرادى انت في الشرك ؟ أأهجو قوما نصروا رسول الله وآووه ولكني ادلك على غلام منا نصراني . . . الحديث . وفى رواية اخرى بعدها : ان معاوية دس إلى كعب وأمر بهجائهم فدله على الاخطل . . . فهجاهم وكان في شعره :
ذهبت قريش بالمكارم والعلا * واللؤم تحت عمائم الانصار
وروي ان الانصار استعدوا على الاخطل معاوية فقال : لكم لسانه الا ان يكون ابني قد أجاره ودس إلى يزيد من وقته : " اني قد قلت للقوم كيت وكيت فأجره . . . " ج 13 / 147 . - > ( * )
< - وفي ج 8 / 299 قالوا فيه : " نصراني كافر يهجو المسلمين وكان يجئ وعليه جبة خز وحرزخز في عنقه سلسلة ذهب فيها صليب ذهب تنفض لحيته خمرا حتى يدخل على عبد الملك بن مروان بغير اذن . وكذلك انشد شعرا بباب مسجد الكوفة ج 8 / 321 . وكان ينادم يزيد ويسكر معه ج 16 / 68 ، وخرج مع يزيد عام حج به . الاغانى ج 8 / 301 .
9 ) راجع باب مع معاوية من كتاب احاديث عائشة .
10 ) راجع احاديث عائشة فصل مع معاوية ص 237 ، وشرح النهج للمعتزلي ط . مصر الاولى 1 / 159 - 160 .
11 ) في الاغاني ط . دار الكتب 2 / 241 - 251 . عند ما كان مروان واليا لمعاوية على المدينة ، حد عبد الرحمن بن أرطاة على شرب الخمر . وكان في الجاهلية حليف حرب جد معاوية ، فكتب إليه معاوية أما بعد فانك جلدت حليف
حرب امام الناس ثمانين جلدة ، ولو كان حليف ابيك مروان لما فضحته . اما والله اما ان تفسد حدك وتعلن خطأك وترد اعتباره ، أو ان  - >
 < - ابطل حدك وآمره بجلدك ثمانين قصاصا . . . ففعل مروان ما أمره معاوية ، الحديث . ومن ذلك ايضا الحاقه زيادا بنسب أبيه وفقا للاعراف الجاهلية ، وخلافا للاحكام الاسلامية ، والتي تنص على ان الولد للفراش وللعاهر الحجر . راجع احاديث ام المؤمنين عائشة وفصل استلحاق زياد من عبد الله بن سبأ ج 1 .
وروى ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 3 / 413 ان معاوية دعا الاحنف بن قيس وسمرة بن جندب فقال : " اني رأيت هذه الحمراء ( لقب يطلق على غير العرب ) قد كثرت ، واراها قد طعنت على السلف وكأني انظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان ، فقد رأيت ان أقتل شطرا وادع شطرا لاقامة السوق وعمارة الطريق . . . " . فخالفه الحنف ورد عليه وقال سمرة " اجعلها الي ايها الامير فانا اتولى ذلك منهم وابلغ إلى ما تريد منه " واخيرا عدل معاوية عن رأيه في قتلهم .
12 ) سمرة بن جندب بن الهلالي الفزاري . قدمت به امه المدينة بعد موت أبيه ، فتزوجها شيبان بن ثعلبة الانصاري . وحالف سمرة الانصار قال رسول الله لبعض اصحابه وفيهم سمرة : آخركم موتا في النار . فكان سمرة آخرهم موتا .
مات سنة 59 في البصرة . ترجمته باسد الغابة والنبلاء ، اخرج له جميع اصحاب الصحاح واخباره مع معاوية وما وضع له من حديث وعدد من قتل في امارته بكتاب احاديث عائشة ص 297 - 298 ..
13 ) عام الجماعة يأتي تفسيره . ( * )
14 ) ابن ابي الحديد في شرح " من كلام له ( ع ) وقد سأله سائل عن أحاديث البدع " رقم / 208 ج 3 / 15 - 16 ، واحمد امين في فجر الاسلام 275 .
15 ) في شرح : ومن كلام له ( ع ) لاصحابه " اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل " ج 1 / 358 .
وفي كتاب احاديث عائشة فصل نتائج البحث من باب مع معاوية ص 295 - 297 .
16 ) روى الخطيب في ج 14 / 7 من تاريخ بغداد ، انه ذكر عند الرشيد وعنده رجل من وجوه قريش حديث ابي هريرة " ان موسى لقي آدم فقال : انت آدم الذي أخرجتنا من الجنة . " فقال القرشي : اين لقي آدم موسى قال : فغضب الرشيد
وقال : النطع والسيف زنديق والله يطعن في حديث رسول الله ، فما زال الراوي - أبو معاوية - يسكنه ويقول : كانت منه بادرة ولم يفهم يا أمير المؤمنين ، حتى سكنه . ( * ) 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page