فليست الحياة وليدة الاتّفاق الاحتمالي ، وليست بلا هدف وليست عبثاً ، ولن تنتهي قصّة الحياة الإنسانيّة بتحلّل الجسد بعد الموت إلى مجرّد مركّبات كيميائيّة ، يقول الله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ )(1) . ( وَمَا خَلَقْنَا السّماءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ )(2) . (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالْإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ) (3) .
والإنسان موكول إليه ـ فترة عبادته لله ـ خلافة الله في أرضه ،[ يقول تعالى ] : ( وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )(4) .
وهكذا تتشابك مفاهيم النظرة الكلّية للوجود مع أهداف التواجد الإنساني مع مقتضيات السلوك البشري اليومي ، بحيث تنعدم أسباب الفصل كلّيةً ، وتصبح الحياة كلّها وحدة واحدة يتخلّل خلاياها جميعاً مفهوم الواحدانيّة المُطلقة .
ـــــــــــــــ
(1) سورة المؤمنون / 115 .
(2) سورة الدخان / 38 .
(3) سورة الذاريات / 56 .
(4) سورة البقرة / 30 .
غائيّة الحياة
- الزيارات: 940