طباعة

الخُطّة والواقع


تزخر كتب التاريخ بالأحداث التي يُمكن إيرادها للتدليل على صحّة افتراضنا السابق ، ولكنّنا نتخيّر منها بعضها ذا الدلالة المباشرة على تكوين الحزب ، وأهدافه وطبيعة نشاطه على مدى طويل .
وإيرادنا لهذه الأحداث على هذا النحو ، لا يعني بحال اتّباعنا لمنهج انتقائي متعسّف ـ كما قد يظنّ البعض ـ لإثبات صحّة الفرض ، وإنّما يحكم هذا الاختيار عدّة اعتبارات تتّصل بطبيعة الأحداث ذاتها ، ومدى أهميّتها على المسار العام لحركة التاريخ ، ثمّ الأطوار المختلفة التي مرّ بها الحزب ، ثمّ طبيعة العلاقات والارتباطات بين هذه الأحداث وغيرها ، ممّا يمكّن في النهاية من رصد العلاقات الأساسيّة بين هذه الأحداث مجتمعة .
وربما كان عاصماً لنا من احتمال الزلل إلى الاجتزاء المتعسّف مناقشة الآراء المختلفة ـ المؤيّدة والمُعارضة ـ المرتبطة بهذه الأحداث جُملةً وتفصيلاً ، وإيراد حجج كلّ بما يضمن نظرة كلّية إلى الموضوع بكامله .
وأوّل ما ينبغي إمعان النظر فيه , خبر تقصّه كتب السير وتقف به على مفتاح لباب رئيسي لهذا الأمر ، وسرّ العداء المُستحكم لهذا الدين الجديد ، وذاك هو طلب السلطة والرياسة بما يشمله من تحكم في المقدّرات العامّة .
يقول الخبر(1) : إنّ أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلةً ليسمعوا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وهو يُصلّي بالليل في بيته ، فأخذ كلّ رجل منهم مجلساً ليستمع منه ، وكلّ لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له حتّى إذا أصبحوا وطلع الفجر ، تفرّقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا ، وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً . إلاّ أنّهم عادوا وكرّروا فعلتهم ثلاث ليالٍ متواليات ، ثمّ تعاهدوا ألاّ يعودوا لمثلها , فلمّا أصبح الأخنس بن شريق سأل صاحبيه عن رأيهما فيما سمعا ، فقال أبو الحكم بن هشام : تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطمعنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتّى إذا تجاثينا على الراكب وكنّا كفرسي رهان , قالوا : منّا نبيّ يأتيه الوحي من السماء ، فمتى نُدرك هذه ؟ والله ، لا نسمع به أبداً ولا نصدّقه .
بينما كان ردّ أبي سفيان : والله ، لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يُراد بها .
وفي رواية اُخرى عن المغيرة بن شعبة(2) : أنّ أبا جهل قال : والله ، إنّي لأعلم أنّ ما جاء به ـ يقصد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ حقّ ، ولكن لا أفعل .
فأبو جهل لمْ يرَ في الدعوة الجديدة إلاّ أنّها مقام فضل لبني عبد مناف لا قبل له به ، وذلك رغم أنّ بني عبد مناف وبني مخزوم ـ جدّ أبي جهل ـ يشتركون في جدّ واحد هو مرّة بن كعب . وقد كان حريّاً ـ إذاً طِبقاً لمنطقهم ذاك ـ بأبي سفيان أنْ يسعد بهذا الفضل الذي أصاب أحد بني عبد مناف ، ولكن إذا كان أبو جهل قد رآه فضلاً عامّاً لبني عبد مناف ، فإنّ أبا سفيان قد رآه فضلاً خاصّاً ببني هاشم دون بني اُميّة ، وكلّهما من بني عبد مناف ، وهذا ما يأباه أبو سفيان رغم إقراره في ردّه السابق على الأخنس : أنّه قد عرف وفهم ما سمعه من الرسول (صلّى الله عليه وآله) .وأبو جهل وأبو سفيان لمْ يكونا في موقفهما ذاك بدعاً من بين العرب ، وإنّما كانت تلك سمة النظام الجاهلي بأكمله كما أسلفنا في بحث أنساقه ، لا سيّما نسق القرابة منها ، وهنالك توقّعنا أنْ يوطّئ بحث الأنساق لفهم ما يلي من أحداث .
ألمْ ترَ بني عامر يأبون نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ أنْ يكون الأمر فيهم من بعده .
 يروي الطبري(3) : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أتى بني عامر بن صعصعة ، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه ، فقال رجل منهم يُقال له بيحرة بن فارس : والله ، لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب . ثمّ قال له : أرايت إنْ تابعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على مَن خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال (ص) : (( الأمر إلى الله ، يضعه حيث يشاء )) . فقال : لله أفنهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا , لا حاجة لنا بأمرك . فأبوا عليه .
فالأمر إذاً أمر رياسة وسيادة طلباً للجاه وتحقيقاً للمنفعة ؛ فأمّا الجاه ، فقد عرفت تفاخرهم بكلّ شيء بأنسابهم وسؤددهم وأيّامهم ، بل تعاظمهم حتّى في المصائب ؛ وأمّا المنفعة ، فأيّ شيء أقرب لإدراكها والحفاظ عليها من قوّة الحكم ؟ فقديماً مثلما هو الأمر حديثاً ، وأيّاً ما كان النظام السائد ـ في ظلّ غياب نسق متكامل للقيم ـ فإنّ القوّة الاقتصاديّة السائدة تجد تعبيرها المباشر في السياسة ، ومن ثمّ تصبح هي القوّة الحاكمة والفعاليّة المؤثّرة في المجتمع ، ويصير نظام التشريع سنداً لهذه القوى المهيمنة اقتصاديّاً .
وعلى هذا النحو مضى أمر القوم ، فهم يُشرّعون لأنفسهم من عند أنفسهم ، ثمّ يلصقون هذه الشرائع بالله ، كيْما تكتسب قوّةً وقداسةً ، يصبح معها مجرّد التكفير في انتهاكها إثماً يستوجب غضب الله والنّاس جميعاً .
فقد شرّعت قريش ـ وبالأحرى شيوخها وكهّانها ـ شريعة تجعل لله نصيباً من زروعهم وأنعامهم ، ونصيباً آخر لشركائهم , ولمْ تكن هذه الأنصبة بالطبع تصل إلاّ إلى هؤلاء المشرّعين والقائمين على تنفيذها .
كذلك حرّموا حرثاً وأنعاماً بأعينها ، زعموا أنّهم وحدهم الذين لهم حقّ تحديد مَن يُطعمها , يقول الله تعالى : ( وَجَعَلُوا للّهِ‏ِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هذَا للّهِ‏ِ بِزَعْمِهِمْ وَهذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ للّهِ‏ِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى‏ شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )(4) . ( وَقَالُوا هذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَ يَطْعَمُهَا إِلّا مَن نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )(5) .
ثمّ إنّ قريشاً حرّمت على غيرها إنْ هُم أرادوا الحجّ ارتداء ثياب غير مُشتراة من قريش ، فإذا حجّوا بها صارت حراماً عليهم ، وعليهم أنْ يتركوها لقريش ، فإنْ أبوا ، فليس أمامهم إلاّ أنْ يطوفوا بالبيت عراياً(6) .
وهكذا تأتلف سلطة الحكم مع سطوة الكهان مع هيمنة المشرّعين على صعيد واحد من المنفعة .
وبعد ، فقد حقّق أبو سفيان ـ أحد الزعماء المؤسّسين للحزب ـ ثروة وفرّت له مكانةً عاليةً بين قومه ، وانعكست مباشرةً في نفوذ سياسي يحسم الخيارات النهائيّة لمجتمعه ، ويتحكّم في مسار أحداثها .
وأبو سفيان ومعه شيبة وعتبة ابنا ربيعة ، وكلّهم بنو عبد شمس , شكلّوا وحدهم ربع عدد المؤتمرين من قريش بدار الندوة حين قرّروا قتل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتفريق دمه بين القبائل .
ولمْ يرتضِ أبو سفيان بأقلّ من عقد اللواء له في حروب قريش للرسول (صلّى الله عليه وآله) , حدث أنْ استفزّ بني عبد الدار أصحاب اللواء يوم بدر بقوله لهم : إنّكم ولّيتم لواءنا يوم بدر ، فأصابنا ما قد رأيتم ، وإنّما يُؤتى الناس من قبل راياتهم ، إذا زالت زالوا ، فإمّا أنْ تكفونا لواءنا ، وإنّما أنْ تخلّوا بيننا وبينه فسنكفيكموه(7) .
فكان له ما أراد من قيادة قريش في غزوات أُحد والسويق والأحزاب .
ولقد كان أمراً طبيعيّاً لرجل يتعلّق بالجاه والسلطان والسيادة تعلّق أبي سفيان أنْ يوغر صدره ، ويحفظ قلبه ما يراه من طاعة وانقياد أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له . استمع إليه وهو يحاور زيد بن الدثنة عندما أمسكوا به في مكّة وقدّموه ليقتلوه ، فيحاول أبو سفيان انتزاع كلمةً من زيد لعلّها تشفي غليله ، فيقول له(8) : أنشدك الله يا زيد ، أتُحبّ أن مُحمّداً (ص) عندنا الآن مكانك نضرب عنقه ، وأنّك في أهلك ؟ قال : والله ، ما أحبّ أن محمّداً (ص) الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكة تُؤذيه ، وأنا جالس في أهلي . فقال أبو سفيان : ما رأيت في الناس أحداً يُحبّ أحداً كحبّ أصحاب محمّدٍ محمّداً (ص) . ثمّ قدّم زيد فقُتل .
ثمّ تمعّن وقفة أبي سفيان متعجباً أشدّ التعجب من أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله) في قصّة لقاء أبي سفيان بهرقل ، حين استدعاه ليعرف منه أمر النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فيعلّق هرقل بعد مقالة طويلة قائلاً : ليغلبن على ما تحت قدميّ هاتين ، ولوددت أنّي عنده فأغسل قدميه . فيعجب أبو سفيان لمقالة هرقل قائلاً : فقمت من عنده وأنا أضرب بإحدى يدي على الاُخرى وأقول : يا لعباد الله ! لقد أمِرَ ـ عظُم ـ أمر ابن أبي كبشة ـ يعرّض بالرسول (صلّى الله عليه وآله) ـ أصبحت ملوك بني الأصفر ـ الروم ـ يهابونه في مُلكهم وسلطانهم(9) .
وكما لمْ يرَ أبو سفيان في حربه لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ أنّ الأمر أمر ملك وسيادة ، فكذلك كانت رؤيته له حين دخل الإسلام طليقاً ضمن المؤلّفة قلوبهم . فعندما أقبل الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعشرة آلاف من المسلمين لفتح مكّة , حذّر العبّاس أبا سفيان ومن معه ألا قبل لهم اليوم بالمسلمين ، وأردفه مُجيراً له إلى معسكر الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، ومع ذلك لمْ يَنطق لسانه بشهادة : أنّ محمّداً رسول الله (ص) إلاّ بشقّ الأنفس ، وبعد أن حذّره العبّاس تحذيره الأخير : ويلك ! تشهد شهادة الحقّ قبل والله أنْ تضرب عنقك .
إلاّ أنّ أبا سفيان وقف بعدها ليشهد دخول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مكّة في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار ، فلمْ يرَ في نفسه ذلك اليوم إلاّ ما رآه بالأمس ، فخاطب العبّاس قائلاً : يا أبا الفضل ، لقد أصبح مُلك ابن أخيك عظيماً . فردّ عليه العبّاس قائلاً : ويحك ! إنّها النبوّة(10).
ثمّ إنّ أبا سفيان ظلّ على هذا النحو حتّى مع قدم عهده بالإسلام ، فكان لسانه لا يَقوى دوماً على طي ما تخفي نفسه ، وكان يكشف عن حقيقة دخائله في كثير من المواقف التي يُوردها المؤرّخون ، ويستدلّون بها على عدم إخلاصه الإسلام . وممّا ذكره الأصفهاني(11) في هذا الباب ما رواه عن عبد الله بن الزبير ، إذ يقول : لمّا كان يوم اليرموك خلّفني أبي ، فأخذت فرساً له وخرجت فرأيت جماعة من الخفاء فيهم أبو سفيان بن حرب ، فوقفت معهم ، فكانت الروم إذا هزمت المسلمين ، قال أبو سفيان : إيه بني الأصفر . فإذا كشفهم المسلمون ، قال أبو سفيان :
وبنو الأصفر الكرام ملو        ك الروم لم يبق منهم مذكور
فلمّا فتح الله على المسلمين حدّثت أبي ، فقال : قاتله الله ! يأبى إلاّ نفاقاً , أو لسنا خيراً له من بني الأصفر ؟ ثمّ كان يأخذ بيدي فيطوف على أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : حدّثهم . فأحدّثهم ، فيُعجبون من نفاقه .
ويُروى أنّ أبا سفيان قال ـ لمّا وُلي أبوبكر ـ :
وأضـحت  قريش بعد عز ومنعة      خضوعاً لتيم لا بضرب القواضب
فـيا  لهف نفسي للذي ظفرت به      ومـا  زال مـنها فائزاً بالرغائب
وعندما ولي عثمان الخلافة ، دخل عليه أبو سفيان ، فقال : يا معشر بني اُميّة ، إنّ الخلافة قد صارت في تيم وعدي حتّى طمعت فيها ، وقد صارت إليكم فتلقّفوها بينكم تلقّف الكرة ، فو الله ، ما من جنّة ولا نار .
وإذا لمْ تصحّ هذه الأخبار عند البعض ، وخاصّة تذبذبه بين الروم والمسلمين في وقعة اليرموك(12) ـ كما أسلفنا ـ فإنّ الأمر الذي لا مراء فيه أنّه لطول عهده بالكبر والفخر والخيلاء والسيادة في قريش ، لمْ يتخلَّ يوماً عمّا في نفسه من هذه الصفات ، ولمْ يبرأ منها بدخوله الإسلام .
وقد علم الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك في نفسه ، فأجاب العبّاس يوم الفتح أنْ يجعل لأبي سفيان شيئاً بين قومه ، بأنْ قال (ص) : (( مَن دخل دار أبي سفيان ، فهو آمن ))(13) . ثمّ عدّه من المؤلّفة قلوبهم عسى أنْ يلين قلبه ويستجيب بهذا التألّف . ومع هذا لمْ يتحرّج من ذكر ما ظنّه منّاً على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتذكيره بمنزلته ، فيقول للرسول (صلّى الله عليه وآله)(14) : إن هو إلاّ أنْ تركتك فتركتك العرب ، فما انتطحت جماء ولا ذات قرن .

ـــــــــــــــ
(1) ابن كثير ، البداية والنهاية ، المرجع السابق 3 / 62 .
(2) المصدر السباق / 63 .
(3) تاريخ الطبري ، المرجع السابق 2 / 350 .
(4) سورة الأنعام / 136 .
(5) سورة الأنعام / 138 .
(6) ابن كثير ، المرجع السابق / 209 ، سيّد قطب ، مرجع سابق / 133 .
وكذلك يروي ابن هشام : أنّ قريشاً سمّت نفسها : حمساً لما زعمت غلوّها في التدين , ولذا جعلت لنفسها منزلةً تفوق غيرها من العرب ، فابتدعت شريعة الحمس هذه . ابن هشام ، السيرة النبويّة 1 / 199 , القاهرة , مؤسّسة علوم القرآن  .
(7) تاريخ الطبري ، مرجع سابق 2 / 512 .
(8) المرجع السابق / 542 .
(9) الأصفهاني ، مرجع سابق 6 / 364 .
(10) الطبري ، مرجع سابق 3 / 54 .
(11) المرجع السابق 6 / 370 .
(12) يروي الطبري : أنّ أبا سفيان كان يحثّ المسلمين في وقعة اليرموك . المرجع السابق 3 / 397 .
ويروي البعض : أنّه قد حسن إسلام أبي سفيان بدليل اشتراكه في غزوة حنين ، إلاّ أنّ ابن هشام يروي ، أنّه قال ساعة انهزام المسلمين أوّل الأمر : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإنّ الأزلام لمعه في كنانته . ابن هشام ، المرجع السابق 2 / 443 .
(13) يُذكر أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) حدّد ثلاثة خيارات للطلقاء ، كي يأمنوا على أنفسهم دخول المسجد أو دخول دار أبي سفيان أو إغلاقهم أبوابهم على أنفسهم ، ولعلّ في ذلك تمييزاً لدخائلهم ، فمَن لمْ يدخل المسجد ومَن لمْ يُغلق بابه على نفسه ، فهو لمْ يأمن على نفسه إلاّ باللياذ بأبي سفيان ، فكان كمَن لاذ به .
(14) الأصفهاني ، المرجع السابق 6 / 359 .