طباعة

مقتل إخوة الحسين

( 1 )أبو بكر بن علي ( ع ) :

ثم تقدم إخوة الحسين ( ع ) عازمين على أن يقتلوا من دونه فأول من تقدم منهم أبو بكر بن علي ، واسمه عبد الله ، وأمة ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي بن مسلم بن جندل بن نهشل بن دارم التميمية فبرز أبو بكر وهو يقول :

شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الصدق الكريم المفضل
هذا الحسين ابن النبي المرسل * نذود عنه بالحسام الفيصل
تفديه نفسي من أخ مبجل * يا رب فامنحني الثواب المجزل

فحمل زحر بن قيس النخعي فقتله : عمر بن علي ( ع ) : ثم خرج من بعد أبي بكر بن علي ، أخوه عمر بن علي ، فحمل وهو يقول :

أضربكم ولا أرى فيكم زحر * ذاك الشقي بالنبي قد كفر
يا زحريا زحر تدان من عمر * لعلك اليوم تبوء بسقر
شر مكان في حريق وسعر * فانك الجاحد يا شر البشر

ثم قصد قاتل أخيه فقتله ، وجعل يضرب بسيفه ضربا منكرا ويقول في حملاته :

خلوا عداة الله خلوا عن عمر * خلوا عن الليث العبوس المكفهر
يضربكم بسيفه ولا يفر * وليس يغدو كالجبان المنجحر


ولم يزل يقاتل حتى قتل .

عثمان بن علي ( ع ) :

ثم خرج من بعده عثمان بن علي وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد ، من بني كلاب وهو يقول :

إني أنا عثمان ذو المفاخر * شيخي علي ذو الفعال الطاهر
صنو النبي ذو الرشاد السائر * ما بين كل غائب وحاضر

ثم قاتل حتى قتل .
جعفر بن علي ( ع ) :

ثم خرج أخوه جعفر بن علي وأمه أم البنين أيضا فحمل وهو يقول :

إني أنا جعفر ذو المعالى * نجل علي الخير ذو النوال
أحمي حسينا بالقنا العسال * وبالحسام الواضح الصقال

ثم قاتل حتى قتل .

عبد الله بن علي ( ع ) :

ثم خرج من بعده أخوه عبد الله بن علي ، وأمه أم البنين أيضا ، فحمل وهو يقول :

أنا ابن ذي النجدة والأفضال * ذاك علي الخير في الفعال
سيف رسول الله ذو النكال * وكاشف الخطوب والأهوال

فحمل وقاتل حتى قتل ( 2 ) .
وروى الطبري عن حميد بن مسلم قال : سمعت الحسين يومئذ وهو يقول : اللهم أمسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الأرض اللهم فان متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض عنهم الولاة أبدا . فانهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا قال : وضارب الرجالة حتى انكشفوا عنه ، قال : ولما بقي الحسين في ثلاثة رهط أو أربعة ، دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر يماني محقق ففزره ونكثه لكي لا يسلبه فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبانا قال ذلك ثوب مذلة ولا ينبغي لي أن ألبسه قال : فلما قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إياه فتركه مجردا .
قال أبو مخنف : فحدثني عمرو بن شعيب عن محمد بن عبد الرحمن أن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء ينضحان الماء وفي الصيف ييبسان كأنهما عود .

مقتل العباس بن أمير المؤمنين ( ع ) :

في مقاتل الطالبين : كان رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض ، وكان يقال له : قمر بني هاشم ، وكان لواء الحسين معه يوم قتل ، وهو أكبر ولد أم البنين وهو آخر من قتل من أخوته لامه وأبيه ( 3 ) .
وفى مقتل الخوارزمي : ثم خرج العباس وهو السقاء فحمل وهو يقول :

أقسمت بالله الأعز الأعظم * وبالحجون صادقا وزمزم
وبالحطيم والفنا المحرم * ليخضبن اليوم جسمي بدمي
دون الحسين ذي الفخار الأقدم * إمام أهل الفضل والتكرم ( 4 )

وفى الإرشاد ومثير الأحزان واللهوف ( 5 ) : واشتد العطش بالحسين ( ع ) فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد .
وفي مناقب شهر آشوب : مضى يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وهو يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت رقى * حتى أوارى في المصاليت لقا
نفسي لابن المصطفى الطهروقا * انى أنا العباس أغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى

ففرقهم فكمن له زيد بن الورقاء الجهني من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليه وهو يرتجز :

والله ان قطعتموا يميني * إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين

فقاتل حتى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه على شماله ، فقال :

يا نفس لا تخشي من الكفار * وأبشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار * قد قطعوا ببغيهم يسارى
فأصلهم يا رب حر النار

فقتله الملعون بعمود من حديد ( 6 ) .
وفي مقتل الخوارزمي : فقال الحسين : الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي ( 7 ) .




__________
1 ) إلى آخر هذا الفصل أوردناه بلفظ الخوارزمي 2 / 28 - 29 ( * ).
2 ) أورد الطبري ومن تبعه خبر مقتل أخوة الحسين بايجاز ، وفى مناقب ابن شهر آشوب أورد ارجاز أخوة العباس لامه وما اوردناه هنا نقلناه من مقتل الخوارزمي 2 / 28 - 29 وبلفظه . ( * )
3 ) مقاتل الطالبيين ص 84 .
4 ) مقتل الخوارزمي 2 / 29 - 30 .
5 ) الإرشاد ص 24 ، واعلام الورى ص 244 ، ومثير الأحزان ص 53 ، واللهوف ص 45 ( * ).
6 ) مناقب ابن شهر آشوب 2 / 221 - 222 .
7 ) مقتل الخوارزمي 2 / 30 ( * ).