• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في سبيل طاعة الخليفة

مسير جيش الخلافة إلى مكة ومناجاة أميره ساعة الاحتضار ووصيته :

قال الطبري وغيره : ولما فرغ مسلم من قتال أهل المدينة وانهاب جنده أموالهم ثلاثا ، شخص بمن معه من الجند متوجها إلى مكة حتى إذا انتهى إلى المشلل ، نزل به الموت وذلك في آخر المحرم من سنة 64 ه‍ فدعا حصين بن نمير السكوني فقال له : يا ابن برذعة الحمار ! أما والله لو كان هذا الأمر إلي ما وليتك هذا الجند ولكن أمير المؤمنين ولاك بعدي وليس لأمر أمير المؤمنين مرد ، فأحفظ ما أوصيك به ! عم الأخبار ولا ترع سمعك قرشيا أبدا ! ولا تردن أهل الشام عن عدوهم ! ولا تقيمن الا ثلاثا حتى تناجز ابن الزبير الفاسق ! ثم قال : اللهم اني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أحب ولا أرجى عندي في الآخرة ( 1 ) .
وفي لفظ ابن كثير : أحب إلي من قتل أهل المدينة وأجزى عندي في الآخرة وان دخلت النار بعد ذلك إني لشقي ! ثم مات ( 2 )
وفي تاريخ اليعقوبي : قال : اللهم ان عذبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد بن معاوية وقتل أهل الحرة فاني إذا لشقي ( 3 )
وفي فتوح ابن أعثم أن مسلم بن عقبة قال في وصيته للحصين بن نمير : فانظر أن تفعل في أهل مكة وفي عبد الله بن الزبير كما رأيتني فعلت بأهل المدينة . ثم جعل يقول : اللهم انك تعلم أني لم أعص خليفة قط ، اللهم إني لا اعمل عملا أرجو به النجاة الا ما فعلت بأهل المدينة . ثم اشتد به الأمر فمات فغسلوه وكفنوه ودفنوه ، وبايع الناس للحصين بن نمير السكوني من بعده ، وسار القوم يريدون مكة ، وخرج أهل ذلك المنزل فنبشوه من قبره وصلبوه على نخلة . قال : وبلغ ذلك أهل العسكر فرجعوا إلى أهل ذلك المنزل فوضعوا السيف فيهم ، فقتل منهم من قتل وهرب الباقون ، ثم أنزلوه من النخلة فدفنوه ثم أجلسوا على قبره من يحفظه ( 4 ) .

جيش الخلافة يحرق الكعبة في حرب ابن الزبير وينشد الأراجيز :

قال المسعودي : فسار الحصين حتى أتى مكة وأحاط بها وعاذ ابن الزبير بالبيت الحرام ونصب الحصين في من معه من أهل الشام المجانيق والعرادات على البيت ورمى مع الأحجار بالنار والنفط ومشاقات الكتان وغير ذلك من المحروقات فانهدمت الكعبة واحترقت البنية .
ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المنجنيق أحد عشر رجلا فكان ذلك يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول وقبل وفاة يزيد بأحد عشر يوما واشتد الأمر على أهل مكة وابن الزبير ، واتصل الأذى بالأحجار والنار والسيف فقال راجزهم :

ابن نمير بئسما تولى * قد أحرق المقام والمصلى ( 5 )

وقال اليعقوبي : رمى حصين بن نمير بالنيران حتى أحرق الكعبة ، وكان عبيد الله بن عمير الليثي قاص ابن الزبير إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة فنادى بأعلى صوته يا أهل الشام هذا حرم الله الذي كان مأمننا في الجاهلية يأمن فيه الطير والصيد ، فاتقوا الله يا أهل الشام ، فيصيح الشاميون : الطاعة الطاعة ، الكر الكر ، الرواح قبل المساء ، فلم يزل على ذلك حتى احترقت الكعبة فقال أصحاب ابن الزبير : نطفئ النار . فمنعهم وأراد أن يغضب الناس للكعبة .
فقال بعض أهل الشام إن الحرمة والطاعة اجتمعتا فغلبت الطاعة الحرمة ( 6 ) ! !
وفي تاريخ الخميس وتاريخ الخلفاء للسيوطي : واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فدى الله إسماعيل وكان معلقا في الكعبة ( 7 ) ! !
وقال الطبري وغيره : أقاموا عليه يقاتلونه بقية المحرم وصفر كله حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول يوم السبت سنة 64 ه‍ قذفوا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار وأخذوا يرتجزون ويقولون :

خطارة مثل الفنيق المزبد * نرمى بها أعواد هذا المسجد

ويقول راجزهم :

كيف ترى صنيع أم فروة * تأخذهم بين الصفا والمروة

يعني ب‍ " أم فروة " المنجنيق .
قالوا : واستمر الحصار إلى مستهل ربيع الآخر حين جاءهم نعي يزيد وأنه قد مات لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ( 8 ) .
وفي تاريخ الطبري وغيره : بينا حصين بن نمير يقاتل ابن الزبير إذ جاء موت يزيد ، فصاح بهم ابن الزبير وقال : ان طاغيتكم قد هلك فمن شاء منكم أن يدخل في ما دخل فيه الناس فليفعل ، فمن كره فليلحق بشامه فغدوا عليه يقاتلونه فقال ابن الزبير للحصين بن نمير : ادن مني أحدثك فدنا منه فحدثه فجعل فرس أحدهما يجفل ، الجفل : الروث ، فجاء حمام الحرم يلتقط من الجفل فكف الحصين فرسه عنهن ، فقال له ابن الزبير : مالك ؟ قال : أخاف أن يقتل فرسي حمام الحرم ، فقال له ابن الزبير ، أتحرج من هذا وتريد أن تقتل المسلمين ؟ فقال : لا أقاتلك فاذن لنا نطف بالبيت وننصرف عنك . ففعل ، قالوا : فأقبل الحصين بمن معه نحو المدينة .
قالوا : واجترأ أهل المدينة وأهل الحجاز على أهل الشام ، فذلوا حتى كان لا ينفرد منهم رجل الا أخذ بلجام دابته ثم نكس عنها ! فكانوا يجتمعون في معسكرهم فلا يفترقون ، وقالت لهم بني أمية : لا تبرحوا حتى تحملونا معكم إلى الشام ففعلوا ، فمضى ذلك الجيش حتى دخل الشام ( 9 ) .
 



___________
1 ) تاريخ الطبري 7 / 14 ، وابن الأثير 3 / 49 ، وابن كثير 8 / 225 .
2 ) تاريخ ابن كثير 8 / 225 .
3 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 251 ( * ) .
4 ) فتوح ابن أعثم 5 / 301 .
5 ) مروج الذهب 3 / 71 - 72 .
6 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 251 - 252 ( * )
7 ) تاريخ الخميس 2 / 303 ، تاريخ السيوطي ص 9 .
8 ) تاريخ الطبري 7 / 14 - 15 ، وابن الأثير 4 / 49 ، وابن كثير 8 / 225 .
9 ) تاريخ الطبري 7 / 16 - 17 في ذكر حوادث سنه 65 ه‍ . ذكر الطبري وغيره محادثات أخرى بين ابن الزبير والحصين لم تكن ثمة حاجة لذكرها وانما ذكرنا رجوع الجيش إلى الشام بايجاز . ( * )


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page