• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الطريق لنصب الإمام بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الطريق لنصب الإمام بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

 

الأول: الشورى([1]): والبحث فيها يتضمن:

أ ـ معنى الشورى: وهي مأخوذة من التشاور والمشاورة ومعناها في لغة العرب إستخراج الرأي بمراجعة البعض البعض الآخر، وذهب فريق من المسلمين إلى أن الشورى في الحكم تعني إتفاق جماعة من أهل الحل والعقد أو عامّة المسلمين على تعيين إمام أو حاكم لهم وهذا الإتفاق في التعيين يكون ملزماً للآخرين في إمامة الشخص المنتخب.

ب ـ الأدلة على الشورى: ومن أبرز أدلتهم:

1 ـ قوله تعالى: (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله). آل عمران / 159، فإن الله سبحانه يأمر نبيه بأن يشاور من حوله، وذلك تعليماً للأمّة بأن تتشاور في مهام الأمور، ومنها الخلافة.

غير أن التأمل في مفاد الآية يكشف عن أن الخطاب فيها موجه إلى الحاكم الذي إستقرت حكومته بوجه من الوجوه، فإن الله يأمر بأن يشاور أفراد الأمّة ويستضيء بأفكارهم وينتفع بمشاورتهم وهو بعد ذلك غير ملزم بإتباعهم، فلا إرتباط للآية بتعيين الخليفة.

2 ـ قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم). الشورى / 38، فإن إضافة المصدر «أمر» إلى الضمير «هم» يفيد العموم والشمول لكل أمر بما فيه الخلافة والإمامة، فالمؤمنون يتشاورون في جميع أمورهم حتى الخلافة.

ويلاحظ في هذه الآية أنه إنما يصح إسناد مهمة تعيين الإمام والخليفة للمؤمنين إذا أثبتنا أن هذه المهمة من شؤونهم وبما أن الصحيح في الإمامة والخلافة إنها تحتاج إلى نصب وتعيين إلهي فإن الشورى لا تشملها.

3 ـ كلام الإمام علي (عليه السلام): «إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان، على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى»([2]).

والحقيقة أن هذا الكلام في الإمام وما يجري مجراه هو من باب الجدل والإستدلال بما هو موضع قبول الخصم، وللإمام (عليه السلام) كلمات عديدة في تخطئة الشورى التي تمت بها خلافة الخلفاء من قبله منها ما ورد في الخطبة الشقشقية: «أمّا والله لقد تقمصها إبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إليَّ الطير»([3])، ومنها قوله (عليه السلام): «إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم»([4]).

4 ـ بيعة أبي بكر وشورى عمر بن الخطاب، وهاتان الحادثتان يورد عليهما:

أولاً: إن المشاورة في حدها الأدنى «وهم أحل الحل والعقد» لم تتحقق لعدم مشاركة الإمام علي (عليه السلام) وعدد من الصحابة.

ثانياً: إن الشورى في تعيين الخليفة لم تثبت شرعيتها.

ثالثاً: إن عمر بن الخطاب كان يقول عن بيعة أبي بكر: «كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت، ولكن الله وقى شرها»([5]).

رابعاً: إن خلافة عمر لم تثبت بالشورى وإنما تمت بالوصية من أبي بكر عليه.

خامساً: لو كانت الشورى طريقاً شرعياً لتعيين الخلفية بعد النبي (صلى الله عليه وآله)لورد التوضيح من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بالنظر لأهمية هذا الموضوع.

الثاني: النص والتعيين: فكما أن الله تعالى هو الذي إختار الأنبياء وعينهم ممثلين عنه في عباده، كذلك الأمر بالنسبة للأئمة (عليهم السلام) أو الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)وفي هذا المجال نذكر جملة من النصوص القرآنية والنبوية التي تعرضت لتحديد الأئمة والخلفاء بعد النبي (صلى الله عليه وآله) مباشرة وهي ضمن النقاط الأتية:

أ ـ الخليفة الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله): وهو الإمام علي (عليه السلام) وقد نص النبى محمد (صلى الله عليه وآله) على إمامته في مناسبات عديدة منها:

1 ـ بيعة الدار([6]): حين أنزل الله تعالى على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قوله: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، فدعاهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبولهب، وقال لهم الرسول (صلى الله عليه وآله): «يا بني عبد المطلب إنّي والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟»، فأحجم القوم عنه غير علي (عليه السلام) وكان أصغرهم إذ قام فقال: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) برقبته وقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فإسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع.

2 ـ بيعة الغدير([7]): وذلك عندما نزل قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس). المائدة / 68

فقد أخرج الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، وكشح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن تضرب خيمة لمبايعة الإمام علي (عليه السلام) فيها، وبعد تبليغ النبي (صلى الله عليه وآله) نزل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). المائدة / 3

ب ـ في عامة الخلفاء والأئمة (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله): من حيث عددهم وأسماؤهم حيث نص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على إمامتهم في مناسبات عديدة منها:

1 ـ عندما نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). النساء / 59

عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: «لما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فقلت: يا رسول الله عرفنا الله فأطعناه وعرفناك فأطعناك فمن أولو الأمر الذين أمرنا الله بطاعتهم، قال: هم خلفائي يا جابر وأولياء الأمر من بعدي: أولهم أخي علي، ثم من بعدي الحسن ولده، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، وستدركه يا جابر فإذا أدركته فإقرءه مني السلام، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن  (عليهم السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»([8]).

2 ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله): «الأئمة بعدي إثنا عشر خليفة أولهم أنت يا علي وآخرهم المهدي»([9]).

3 ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله) للحسين (عليه السلام): «هذا ابني إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم إسمه إسمي وكنيته كنيتي، يملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»([10]).

 

 

________________________________________________

 

[1] العسكري، مرتضى، معالم المدرستين: 200.

الصدر، محمد باقر، نشأة التشيع والشيعة: 23 ـ 69.

سبحاني، الإلهيات: 2 / 558 ـ 563.

[2] نهج البلاغة، الكتاب: 6.

[3]نهج البلاغة، الخطبة: 3.

[4] نهج البلاغة، الخطبة: 142.

[5] شرف الدين، المراجعات: 431.

[6] شرف الدين، المراجعات: 203 ـ 204.

[7] شرف الدين، المراجعات: 310 ـ 311.

[8] إثبات الهداة: 1 / 501.

[9] إثبات الهداة: 1 / 707.

[10] إثبات الهداة: 1 / 650.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page