• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل الغلو من عقائد الشيعة أم

كلّ هذا نرجع إلى موضوع الشهادة الثالثة لكي نرى هل أنّه يرتبط بهذا النحو من التفكير أم ذاك؟ وذلك بعد بيان جملة من المسائل حول الغلو والتفويض.
فمن الثابت المعلوم أنّ الإمام عليا عليه‌السلام رجل اتّفق عليه الجميع فالعامّة لا تشكّ في لياقته للإمامة وكونه من الخلفاء الراشدين ، والشيعة الإمامية تعتبره وصيّ رسول ربّ العالمين وخليفته بلا فصل. فقد ولد الإمام علي في الكعبة (١) واستشهد في محراب العبادة (٢) وهو المطهر الذي سكن مسجد رسول اللّه ‏(٣)وهو الصدّيق الذي آمن باللّه‏ وآدم بين الروح والجسد (٤)وهو الذي لم يسجد لصنم قط (5) وهو أولّ القوم إسلاما (6)وأسبقهم إيمانا (7) لم يسبقه إلى الصلاة إلاّ رسول اللّه ‏(8) وهو أخو الرسول (9) بل نفسه (10) ، وزوج البتول (11) ، وأبو السبطين الحسن والحسـين ، وهو الذي بذل مهجته في نصرة دين اللّه‏ وحماية رسول رب العالمين (12) ، ونام على فراشه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (13 ) واقيا له بنفسه وكان صاحب رايته في الحروب (14) وصاحب عَلَمِهِ (٢) ، وأحبّ الخلق إليه (٣) ، وأمينه (٤) ، ووزيره (٥) ، ووصيه (٦) ، والمؤدّي عنه دينه (٧) ، والمؤمن الذي لم ينقلب على عقبيه (٨) ، والمنتظِر الذي لم يبدّل تبديلا (٩).
إن شخصا كعلي بن أبي طالب اختصّه اللّه‏ بأُمورٍ لا تكون عند الآخرين لحريٌ أن يقع محطا للإفراط والتفريط ، حتّى قال هو عن نفسه : يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي : محبّ مفرط ومبغض مفرّط ، وإنّا لنبرأ إلى اللّه‏ عزّوجلّ ممن يغلو فينا ، فيرفعنا فوق حدّنا ، كبراءة عيسى ابن مريم من النصارى ، قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ اللّه‏ُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُوني وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِن دُونِ اللّه‏ِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُون لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَّ أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّه‏َ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دُمْتُ فِيهِم فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (10).
بلى قد وصل الأمر بالبعض أن يرفع عليا عليه‌السلام إلى حدّ الربوبية  وبالبعض الآخر أن ينكر فضائله التي هي أظهر من الشمس وضوحا عند الجميع بغضا وعنادا (11).
ولا يمكن تصوّر وجود حالة « مبغض مفرّط » بين الأصحاب من الشيعة نعم رُبَّ غلوّ وتفو يض قد سرى عند البعض منهم نتيجة لظروف مُعَيَّنة وملابسات خاصَّة ، واللافتُ هنا هو أنَّ المخالفين يعمّمون هذا الطعن إلى جميع الشيعة مع أنّا لو تحرَّينا الأَمرَ بدقَّةٍ وتجرُّد لرأينا فقهاءنا قاطبة يقولون بنجاسة الغلاة (12) ،
وعدم جواز التزاوج معهم (13) ، وعدم حلّية ذبائحهم (14) ، وعدم جواز تغسيلهم (15) والصلاة عليهم (16) ، وعدم جواز توريثهم (17) ، وقال العلاّمة الحلي بخروجهم عن الإسلام وإن أقرّوا بالشهادتين (18)والعجيب أنّ الآخرين يتهموننا بالغلو في حين لا ندري ما رأيهم بقول عمر بن الخطّاب المعصوم عند ابن العربي (19)بعد وفاة رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنَّ رجالاً من المنافقين يزعمون أنَّ رسول اللّه‏ توفّي وإنَّ رسول اللّه‏ ما مات ولكنّه ذهب إلى ربِّه كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثمَّ رجع بعد أن قيل : مات واللّه‏ ليرجعنَّ رسول اللّه‏ فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنَّ رسول اللّه‏ مات » (20)؟
وفي آخر : « من قال : إنّه مات ، علوت رأسه بسيفي ، وإنّما ارتفع إلى السماء » (21).
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم : يصيح : من قال نفس المصطفى قبضت     علوت هامته بالسيف أبريها (22)
وقال إمام الحرمين في كتابه ( الشامل )كما في ( جامع كرامات الاولياء ) للنبهاني : أن الأرض زلزلت في زمن عمر رضي‌الله‌عنه فحمد اللّه‏ وأثنى عليه والأرض ترجف وترتجّ ، ثمّ ضربها بالدرّة وقال : قَرِّي ، ألم أعدل عليك؟ فاستقرّت من وقتها.
قال :وكان عمر رضي‌الله‌عنه أمير المؤمنين على الحقيقة في الظاهر والباطن وخليفة اللّه‏ على أرضه فهو يعزّر الأرض ويُؤَدِّبُها بما يصدر منها كما يعزّر ساكنيها على خطئاتهم (23).
الثالث : وقعت الزلزلة في المدينة فضرب عمر الدرة على الأرض وقال : اسكني بإذن اللّه‏ ، فسكنت وما حدثت الزلزلة بالمدينة بعد ذلك.
وقد كان الفخرالرازي قد ذكر قبل ذلك : انّ عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمّر عليهم رجلاً يدعى سارية بن الحصين ، فبينما عمر يوم الجمعة يخطب جعل يصيح في خطبته وهو على المنبر : يا سارية ، الجبلَ ، الجبلَ ، فوصل الصوت إلى سارية وهو في المعركة ، فأسند ظهره بالجبل فهزم اللّه‏ الكفار ببركة ذلك الصوت. وله حكايات أخرى للصحابة من احب فليراجعها في تفسيره عند ذيل هذه الآية هذا هو الغلو فذاك غلو في النبيّ من عمر ، وهذا غلو في عمر من أتباعه ، لأنّ الزلازل تحكمها قوانين الطبيعة طبقا لتدبير اللّه‏ ، ولو كانت الأرض قد تأدّبت بتعزير عمر لما حدث زلزال بعد عمر!بلى  إنّه غلوّ وتشدّد من عمر حتّى تجاوز حدِّ التنز يل في صريح قوله تعالى : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) (24).
وقوله : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) (25) وبعد سماع عمر لصريح الآية المباركة
قال :  « فلكأنّي لم أقرأها إلاّ يومئذٍ » (26)!ونحوه ما حكاه العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص ١٣٤ : عن الشيخ زين العابدين البكري أنّه لمّا قُرِئَتْ عليه قصيدة جدِّه محمّد البكري ومنها : لئن كان مدح الأوَّلين صحائفا         فإنَّا لآيات الكتابِ فواتحُ
قال المراد : بأوَّل الكتاب : ( الم ذَلِكَ الْكِتَابُ ) فالألف أبو بكر ، واللام اللّه‏ ، والميم محمّد (27).
وفي السيرة الحلبية : روي أنّ أبا بكر رضي‌الله‌عنه لمّا حضرته الوفاة قال لمن حضره إذا أنا مت وفرغتم من جهازي فاحملوني حتى تقفوا بباب البيت الذي فيه قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقفوا بالباب وقولوا : السلام عليك يا رسول اللّه‏ ، هذا أبو بكر يستأذن ، فإن أذن لكم ـ بأن فتح الباب وكان الباب مغلقا بقفل ـ فأدخلوني وادفنوني ، وإن لم يفتح الباب فأخرجوني إلى البقيع وادفنوني به ، فلمّا وقفوا على الباب وقالوا ما ذكر سقط القفل وانفتح الباب وسمع هاتف من داخل البيت : أَدْخِلُوا الحبيبَ إلى
*************
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ٥٥٠ / ح ٦٠٤٤ ، مروج الذهب ٢ : ٣٤٩ ، السيرة الحلبية ٣ : ٤٩٨ ، خصائص الأئمة : ٣٩ ، نهج الايمان : ٦٦٠ / الفصل ٤٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٣:٣٣ ، مشاهير علماء الامصار:٦ ، المعجم الكبير ١:٩٧ / ح ١٦٨.
(٣) مسند أحمد ١ : ١٧٥ / ح ١٥١١ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٣٨ / ١٦٥ ، القول المسدد : ١٨ ، ذخائر العقبى : ٧٦ ، مناقب بن شهرآشوب ٢ : ٣٧ ، العمدة : ١٨٠.
(٤) الامالي للمفيد : ٦ / المجلس الاول / ح ٣ ، الامالي للطوسي : ٦٢٦ / ح ١٢٩٢ ، بحار
الانوار ٣٩:٢٤٠.
(5) تاريخ إربل ١ : ١٠١ ، ايضاح الفوائد ١ : ٦ ، بحار الأنوار ٤٢ : ٢٨٣ ، فتح المغيث ٢:١٨٤.
(6) مسند أحمد ١ : ٣٣٠ / ح ٣٠٦٢ ، ٤ : ٣٦٨ / ح ١٩٣٠٠ ، مسند البزار ٩ : ٣٢٢ / ح ٣٨٧٢ ، الاوائل للطبراني : ٧٨ / باب أول من أسلم علي بن أبي طالب / ح ٥١ و ٥٣ ، الاوائل لابن أبي عاصم : ٧٩ / ح ٧٠ و ٧٤ و ١٠٧ ، طبقات ابن سعد ٣ : ٢١.
(7) المعجم الكبير ١ : ٩٥ / ح ١٦٣ ، ٦ : ٢٦٩ / ح ٦١٨٤ ، مسند البزار ٩ : ٣٤٢ / ح ٣٨٩٨ / ح ١٩٣٠٣ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢ ، عن الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، الاستيعاب ٣ : ١٠٩١ ، ١٠٩٥ ، ٤ : ١٨٢٠.
(8) نهج البلاغة ٢ : ١٣ / الخطبة ١٣١ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٢١ ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ٥٠٠ ، قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٣ ، قال : رجاله رجال الصحيح عدا حبة العرني وقد وثقاه ، مصنف بن أبي شيبة ٨ : ٤٣ ، سنن ابن ماجه ١ : ٤٤ / ح ١٢٠.
(9) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ح ٣٧٢٠ ، مسند أبي يعلي ١ : ٤٣٧ / ح ٤٤٥ ، ١ : ٤٠١ / ح ٥٢٨ ، ٤ : ٢٦٦ / ح ٢٣٧٩ ، مسند أحمد ١ : ٢٣٠ / ح ٢٠٤٠ ، معجم الشيوخ ١٤٤ / ح ٩٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥ / ح ٤٢٨٨ ، المعجم الكبير ١٢ : ٤٢٠ / ح ١٣٥٤٩ الاصابة ٤ : ٥٦٥ ، تاريخ بغداد ٧ : ٣٨٧.
(10) تفسير السمعاني ١:٣٢٧ ، تفسير ابن كثير ١:٣٧٢ ، تفسير البغوي ١:٣١٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣:١٦٣ / ح ٤٧١٩ ، قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(11) سنن أبي داود ٢ : ٢٤٠ ، سنن النسائي ٦ : ١٢٩ ، ١٣٠ ، مسند أحمد ١ : ٨٠ ، مسند البزار ٢ : ١١٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ١٢٤ ، البداية والنّهاية ٧ : ٣٤٢.
(12) اُنظر كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة ١ : ١٠٥ ، الخطبة ٥٦ ، و ١ : ٢٠٠ ، الخطبة ١٠٤ وما ذكره ابن اعثم في كتاب صفين : ٣١٥ ، ٥٢٠ ، انظر تاريخ الطبري ٢ : ٦٥ ، الأغاني ١٥ : ١٨٧.
(13) تفسير الطبري ٩ : ٢٢٨ ، الدر المنثور ٤ : ٥١ ، ٥٣ ، المصنف عبدالرزاق ٥ : ٣٨٩ ، المعجم الكبير ١١ : ٤٠٧.
(14) اُنظر تاريخ الطبري ٢ : ٢٠ ، و ٢ : ٥٠ ، و ٢ : ١١٣ ، تاريخ خليفة : ٦٧.
(15) اُنظر المعجم الكبير ١١ : ٦٥ / ح ١١٠٦١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٧ ، ١٣٨ ، التفسير الكبير ٣ : ١٣٧ ، ١٣٨ ، ٨ : ٢٠ ، شرح المقاصد ٢ : ٣٠٠ ، ينابيع المودة ١ : ١٣٧ ، ٢٠٥٢ ، ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، وغيره.
(16) اُنظر سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ح ٣٧٢١ ، المعجم الكبير ١ : ٢٥٣ / ح ٧٣٠ ، و ٧ : ٨٢ / ح ٦٤٣٧ ، و ١٠ : ٢٨٢ / ح ١٠٦٦٧ ، سنن النسائي الكبرى ٥ : ١٠٧ / ح ٨٣٩٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤١ / ح ٤٦٥٠ ، و ٣ : ١٤٢ / ح ٤٦٥١ ، علل الشرائع ١ : ٦١ ، الفصول المختارة : ٩٦ ، كنز الفوائد : ٢٢٨ ، الامالي للطوسي : ٢٥٣ ، و ٣٣٣ ، و ٥٥٨ ، الاحتجاج للطبرسي ١ : ١٧٣ ، و ١٧٤ و ١٩٠.
(٤) مسند البزار ٣ : ١٠٥ / ح ٨٩١ ، السنة لابن أبي عاصم ٢ : ٥٩٩ / ح ١٣٣٠ المطالب العالية ٨ : ٣٨٤ / ح ١٦٨٥ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٥٦ ، خصائص علي للنسائي ١ : ٩٠ / ح ٧٣.
(17) السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٢٦ / ح ٨٤٥١ ، المعجم الكبير ١٢ : ٣٢١ ، الذيل على جزء بقي بن مخلد : ١٢٦ ، عيون اخبار الرضا ١ : ١٦ / ح ٣٠ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٨٦ / ح ٣٣٥٦٠ ، شرح الاخبار ١ : ١٢١ / ح ٤٨.
(18) بصائر الدرجات : ١٨٦ / ح ١٩ ، علل الشرائع ١ : ١٧٠ / ح ١ ، ٢ ، كنز الفوائد : ١٨٥ ، امالي الطوسي : ٥٨ / ح ٨٣ ، المعجم الكبير ٣ : ٥٧ / ح ٢٦٧٥ ، شرح النهج ١٣ : ٢١١ ، تاريخ الطبري ٢ : ٦٣ ، جواهر المطالب ١ : ٨٠.
(19) عيون أخبار الرضا ١ : ١٣/ح ٢٣ ، الخصال : ٤١٥/ح ٥ ، امالي الصدوق : ٢٥٠ / ح ٢٧٥ ، كفاية الأثر : ١٢١ ، كتاب السنة لابن أبي عاصم:٥٥١ / ح ١١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٠٧ / ح ٨٣٩٧ ، ٥ : ١٣٤ / ح ٨٤٧٩ ، وخصائصه : ١٠١ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٩.
(20) المعجم الكبير ١ : ١٠٧ / ح ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣٤ ، سنن النسائي الكبرى ٥ : ١٢٥ / ح ٨٤٥٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٦ / ح ٤٦٣٥ ، مناقب الكوفي ١ : ٣٣٩ / ح ٢٦٥ ، العمدة : ٤٤٤ / ح ٩٢٧.
(21) الخصال : ٣٧٦ ، الاختصاص : ١٧٤ ، بحار الأنوار ٣١ : ٣٤٩ ، و ٣٥ : ٤٥٠ ، و ٣٨ : ١٧٨ ، و ٦٤ : ١٩٠ ، ينابيع المودة ١ : ٢٨٥.
(22) عيون اخبار الرضا ١ : ٢١٧ وعنه في بحار الانوار ٢٥ : ١٣٥ / ح ٦ ، وانظر نهج البلاغة ٢ : ٨ / الخطبة ١٢٧ ، الغارات ٢ : ٥٨٩ ، شرح الاخبار ٢ : ٤٠٥ / ح ٧٤٨. والآيات من ١١٦ ١١٧ من سورة المائدة آية ١١٦ ـ ١١٧.
(23) انظر قول الشافعي في حلية الأبرار للبحراني ٢ : ١٣٦ ، إذ قيل له : ما تقول في علي؟ فقال : وماذا اقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا ، وأخفت اعداؤه فضائله حسدا ، وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.
(24) منتهى المطلب ١ : ١٤٨ / البحث الرابع من المقصد الاول من كتاب الطهارة ، تذكرة الفقهاء
١ : ٦٨ ، شرائع الإسلام ١ : ١٢ ، ١٣ ، والرسائل التسع : ٢٧٧ الذكرى للشهيد الاول ١ : ١٠٩ ، العراض الثامن من الفصل الاول من باب الطهارة ، الرسائل العشر لابن فهد الحلي : ١٤٦ ، في النجاسات وأحكامها ، جامع المقاصد ١ : ١٦٠ ، مسالك الافهام ١ : ٢٣.
(25) كشف اللثام ٢ : ١٩.
(26) قواعد الاحكام ، العلاّمة الحلي ٣ : ٣١٨.
(27) قواعد الاحكام ١ : ٢٢٣ ، شرائع الإسلام ١ : ٣٠.
(28) تذكرة الفقهاء ٢ : ٢٥.
(29) قواعد الأحكام ٣ : ٣٤٤ ، تحرير الأحكام ٢ : ١٧١.
(30) منتهى المطلب ١ : ١٥٢.
(31) الفتوحات المكّية ١ : ٢٠٠. الباب الثلاثون « في معرفة الطبقة الاولى والثانية من الاقطاب » الخ.
(32) تاريخ الطبريّ ٢ : ٢٣٢ ، سيرة ابن هشام ٦ : ٧٥ ، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول اللّه‏ ٢ : ٤٣٣ ، السيرة الحلبية ٣ : ٤٧٥ ، وفي صحيح البخاريّ ٣ : ١٣٤١ / ح ٣٤٦٧ / الباب الخامس ، قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو كنت متخذا خليلاً ، عن عائشة قالت : فقام عمر يقول : واللّه‏ ما مات رسول اللّه‏ ، قالت : وقال عمر : واللّه‏ ما كان يقع في نفسي إلاّ ذاك وليبعثنّه اللّه‏ فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم.
(33) تاريخ أبي الفداء ١ : ٢١٩ ، الغدير ٧ : ٧٤ ، وانظر تاريخ الطبري ٢ : ٢٣٣ وفيه كان عمر يتوعد الناس بالقتل.
(34) من ابيات القصيدة العمرية لحافظ إبراهيم. انظر ديوانه ١ : ٨١.
(35) جامع كرامات الاولياء : ١٥٦ ـ ١٥٨ المكتبة الشعبية بيروت لبنان ط سنة ١٩٧٤ م. وفي التفسير الكبير ٢١ : ٧٤ ـ ٧٥ في تفسير قوله تعالى «أم حسبت ان أصحاب الكهف» : روى أن نيل مصر كان في الجاهلية يقف في كلّ سنة مرة واحدة ، وكان لا يجري حتى يُلقَى فيه جارية واحدة حسناء ، فلما جاء الإسلام كتب عمرو بن العاص بهذه الواقعة إلى عمر ، فكتب عمر على خرقه : أيّها النيل إن كنت تجري بأمر اللّه‏ فاجر ، وإِن كنت تجري بأمرك فلا حاجة بنا إليك ، فألقيت تلك الخرقه في النيل فجرى ولم يقف بعد ذلك.
(36) الزمر : ٣٠.
(37) آل عمران : ١٤٤.
(38) سنن ابن ماجه ١ : ٥٢٠ / ح ١٦٢٧ ، تفسير القرطبي ٤ : ٢٢٣ ، السيرة الحلبية ٣ : ٤٧٤.
(39) الغدير للاميني ٨ : ٤٩ ط ٣ دار الكتاب العربي بيروت الحبيب  فإنّ الحبيب إلى الحبيب مشتاق (40).
إنّ ما حكي من موافقات الوحي لعمر ، كلّها حطّ لمقام النبوة على حساب رفع مقام عمر ، وإنّها أعلى مصاديق الغلوّ في الصحابة ، ففي تلك الروايات ترى عمر أكثر غَيرةً على العِرْضِ من النبي (41) ، وتراه أعرف بحكم الصلاة على المنافق من رسول اللّه ‏(42) ، إلى غيرها من الموافقات المغالية الاخرى.
وفي قبال نظرة عمر المغالية في النبي نرى مواقِفَ للأئمّة الأطهار عليهم‌السلام وأصحابهم تخالف مثل هذه التوجّهات التي لا تمتّ إلى روح وجوهر الشريعة بشيء ، وقد سجّلت الكتب أمثال هذه المواقف المتعلّقة في أبواب الفقه في مسائل النواصب الغلاة ، إضافةً إلى أنّ لأهل البيت روايات أُخرى بَيِّنة للردّ عليهما مذكورة ضمن مسائل الفقه والأحكام الشرعيّة الأُخرى والذي يهمّنا الآن هو : أنّا لا نقول إنّ رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رُفِعَ إلى السماء ، بل نقول جازمين : إنّه مات كما جزم به القرآن الكريم ، وقد حكت الرواية الآتية تفاصيل مفردات هذا المعنى بكلِّ بيان ووضوح :
لمَّا هَمَّ عليٌّ بغسل النبيّ سمعنا صوتا في البيت : إنّ نبيَّكم طاهرٌ مُطَهَّرٌ ، فقال عليُّ : غَسّلُوه واللّه‏ إنّه أمرني بغسله وكفنه وذلك سُنَّة ، قال : ثمّ نادى منادٍ آخر « يا علي! استر عورة نبيك ولا تنزع القميص » (43).
فمن الطبيعي جدّا أن يغسّل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ التغسيل من الأحكام الشرعية الجارية على جميع المكلّفين المسلمين على حدّ سواء ولا يستثنى منه نبي أو وصي ، ولو رجعت إلى كتب علمائنا في العقائد لرأيتهم يخالفون من أخذ بقول بعض شيوخ الأخبارية والشيخية من القول بطهارة دم الإمام (44) ، وذلك لاعتقادنا بجريان الأحكام على الجميع من غير استثناء  إذ أنّ إطلاق نجاسة الدم تشمل دم المعصوم وغيره وقد كانوا عليهم‌السلام يعملون بهذا الحكم ويرفعون الدم عن أجسامهم وملابسهم.
وقد سئل جدّي الأمّي الشيخ محمد علي الكرمانشاهي ابن الوحيد البهبهاني في كتابه ( مقامع الفضل ) فأفتى بعدم الطهارة (45) ، وادّعى عليه الشهرة من الخاصّة والعامّة.
ومثل الغلوّ ، القول بالتفو يض ، فإنّه لم يكن مختصّا بالشيعة ، فهناك طوائف من العامة تقول بذلك ، ففي كتاب ( التنبيه والردّ على أهل الأهواء والبدع ) قال : ومن القدرية صِنْفٌ يقال لهم المفوّضة زعموا أنّهم يقدرون على الخير كلّه بالتفويض قال : أتبرك به.
قال : اخذت أمانا من الأوجاع والأسقام والفقر والفاقة ولا تمسَّك النار. وغيرها من الروايات الدالة على فضيلة التبرك بدم النبي والإمام. اُنظر تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ( في الفقه الحنفي ) ٤ : ٥١ ، والموافقات في أصول الفقه ( الفقه المالكي ) ٤ : ٦٨ الاقناع للشربيني ( فقه شافعي ) ١ : ٨٩.
فالمسالة خلافية عند المسلمين ولا أثر عملى لها اليوم في عصر غيبة الإمام المهدي سلام اللّه‏ عليه ، وإذا اردت المزيد يمكنك مراجعة كتاب اللمعة البيضاء : ٨٤ ، للمولى محمد علي بن أحمد القراجة داغي التبريزي الانصاري ، حيث جمع فيه اراء العلماء وفتاواهم في هذه المسألة ، نترك الكلام عنها مكتفين بهذا التعليق.
الذي يذكرون دون توفيق اللّه‏ وهداه ، تعالى اللّه‏ عما يقولون علوّا كبيرا (46).
فإذن الغلوّ والتفو يض هما موجودان عند الآخرين كما هما موجودان عندنا ، فاتّهام طـرف دون آخر تجاوزٌ على المقاييس العلمية ، وكيل بمكيالين ، ونظر إلى الأمور بنظرة أحادية ضيّقـة غير موضوعية إنّ وجود مجموعة أو شخصيّات مغالية داخل مذهب معيّن لا يجيز لنا اتّهام الجميع بالتطرّف والغلوّ ، لأنّ التطرّف والغلوّ يصيبان الأفراد والجماعات معا ، ولا يختصان بطائفة دون أخرى أو مذهب ودين دون آخر ، والغلو مرفوض من قبل المسلمين الواعين ، وكان الأئمة من أهل البيت هم الأوائل من المسلمين الذين رفضوا فكرة الغلوّ ، فجاء عن ابن خلدون الناصبي قوله : وقد كفانا مؤونة هؤلاء الغلاة أئمّة الشيعة فإنّهم لا يقولون بها ويبطلون احتجاجاتهم عليها (47).
وإليك الآن بعض الروايات عن أهل البيت ، لتعرف موقفهم من الغلاة والمفوّضة وتأكيدهم على نفي الغلوّ عن أنفسهم وأنّهم ليسو بآلهةٍ ولا أنبياء (48) ، وليس بيدهم الخلق والرزق ، ولا يعلمون الغيب على نحو الاستقلال ، وهم بشر يأكلون ويشربون ويحتاجون في أُمورهم إلى الآخرين :
وفي خبر ثالث عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : جاء رجل إلى رسول اللّه‏ فقال : السلام عليك يا ربي ، فقال : مالك لعنك اللّه‏ ، ربّي وربك اللّه‏ ، أما واللّه‏ لكنت ما علمتك لجبانا في الحرب ، لئيما في السلم ، رجال الكشي ٢ : ٥٨٩ / الرقم ٥٣٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٩٧ / الرقم ٦١.
فعن مالك الجهني ، قال : كنّا بالمدينة حين أُجلِيَتِ [ أُجلبت ] الشيعة ، وصاروا فرقا ، فتنحَّينا عن المدينة ناحيةً ، ثمّ خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا بشي ، إذا نحن بأبي عبداللّه‏ عليه‌السلام واقف على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال : يا مالك ويا خالد متى أحدثتما الكلام في الربوبية؟
فقلنا : ما خطر ببالنا إلاّ الساعة.
فقال : آعْلَما أنّ لنا ربّا يكلاَءُنا باللّيل والنهارِ نعبده. يا مالك ويا خالد ، قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكرَّرها علينا مرارا وهو واقف على حماره (49).
وعن خالد بن نجيح الجوّاز ، قال : دخلت على أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام وعنده خلق ، فقنّعت رأسي وجلست في ناحية وقلت في نفسي : وَيْحَكُمْ ما أغفلكم؟ عند من تَكَلَّمُون ، عند رب العالمين؟ قال : فناداني : ويحك يا خالد ، إنيّ واللّه‏ عبدٌ مخلوق ، لي ربٌّ أعبده ، إن لم أعبده واللّه‏ِ عذّبني بالنار.
فقلت : لا واللّه‏ لا أقول فيك أبدا إلاّ قولك في نفسك (50).
وعن إسماعيل بن عبدالعزيز ، قال : قال أبو عبداللّه‏ : يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم ، فلن تبلغوا.
فقال إسماعيل : وكنت أقول : إنّه وأقول ، وأقول (51).
وعن سليمان بن خالد ، قال : كنت عند أبي عبداللّه‏ [ الصادق ] وهو يكتب كتبا إلى بغداد ، وأنا أُريد أن أُودّعه ، فقال : تجيء إلى بغداد؟ قلت : بلى.
قال : تعين مولاي هذا بدفع كتبه ، ففكرّت وأنا في صحن الدار أمشي ، فقلت : هذا حجة اللّه‏ على خلقه ، يكتب إلى أبي أيّوب الجزري ، وفلان ، وفلان يسألهم حوائجه!! فلمّا صرنا إلى باب الدار صاح بي : يا سليمان ، ارجِعْ أنت وحدك ، فرجعت ، فقال : كتبت إليهم لأخبرهم أنّي عبدٌ ولي إليهم حاجة (52).
وفي كشف الغمة : عن أيوب ، قال : قال فتح بن يزيد الجرجاني : ضمّني وأبا الحسن [ الهادي عليه‌السلام ] الطريقُ منصرَفي من مكّة إلى خراسان ، وهو صائر إلى العراق ـ والحديث طويل نقتطف منه بعض إخبارات الإمام لفتح عمّا يختلج في صدره فقال عليه‌السلام : وأمّا الذي أختلج في صدرك فإن شاءَ العالمُ أنباك ، إنّ اللّه‏ لم يظهر على غيبه أحدا إلاّ من ارتضى من رسول ، فكُلُّ ما كان عند الرسولِ كان عند العالم ، وكلُّ ما اطلَّع عليه الرسولُ فقد أَطْلَعَ أوصياءَهُ عليه ، لئلاّ تخلو أرضه من حُجّة ، يكون معه علم يدلُّ على صدق مقالته ، وجواز عدالته يا فتح ، عسى الشيطان أراد اللبس عليك ، فأوهمك في بعض ما أودعتك ، وشكّك في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق اللّه‏ وصراطه المستقيم ... معاذ اللّه‏ ، إنّهم مخلوقون مربوبون للّه‏ ؛ مطيعون ، داخرون راغبون ، فإذا جاءك الشيطان من قِبَلِ ما جاءك فاقمعه بما أنباتك به.
فقلت له : جعلت فداك فرّجت عني ، وكشفت ما لبّس الملعونُ عَلَيَّ بشرحك ، فقد كان أوقع في خَلَدي أنّكم أرباب.
قال : فسجد أبو الحسن وهو يقول في سجوده : راغما لك يا خالقي داخرا خاضعا قال : فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي.
ثم قال : يا فتح ، كدتَ أن تَهْلِكَ وتُهْلِكَ ، وما ضرَّ عيسى عليه‌السلام إذا هلك من هلك ، فاذهب إذا شئت رحمك اللّه‏.
قال : فخرجت وأنا فرح بما كشف اللّه‏ عنّي من اللبس ، بأ نّهم هم ؛ وحمدت اللّه‏ على ما قدرت عليه ، فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو مُتَّكٍ وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها ، وقد كان أوقع الشيطان في خَلَدِي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ويشـربوا إذ كان ذلك آفة ، والإمامُ غيرُ مَؤُوفٍ (53) ، فقال : اجلس يا فتح ، فإنّ لنا بالرسل أسوة ، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق ، وكلُّ جسم مَغْذُوٌّ بهذا إلاّ الخالق الرازق والحديث طو يل (54).
وعن ابن المغيرة ، قال : كنت عند أبي الحسن عليه‌السلام أنا ويحيى بن عبداللّه‏ بن الحسن عليه‌السلام ، فقال يحيى : جعلت فداك ، إنّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب ، فقال : سبحان اللّه‏ ، ضع يدك على رأسي ، فواللّه‏ ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي إلاّ قامت ، قال : ثمّ قال : لا واللّه‏ ما هي إلاّ رواية عن رسول اللّه ‏(55).
وعن سدير ، قال : قلت لأبي عبداللّه‏ : إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهةٌ ... قال : يا سدير ، سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء بُراءٌ ، برئَ اللّه‏ منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي ، واللّه‏ لا يجمعني اللّه‏ وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو عليهم ساخط قال : قلت : فما أنتم جعلت فداك؟
قال : خزّان علم اللّه‏ ، وتراجمةُ وحي اللّه‏ ، ونحن قوم معصومون ، أمر اللّه‏ بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض (56).
وعليه ، فإنّ مسألة وجود الغلوّ والغلاة والتفويض والمفوّضة كانت موجودة عند الطرفين ، وإنّها نشأت من المتطرّفين لا المعتدلين والمتفهّمين ، وكذا الأمر بالنسبة إلى المقامات ، فقد يُرمَى بعضُ العارفين بالتفويض أو الغلو لعدم تحمّل الآخرين سماع تلك المقامات ، وقد تستغلّ تلك المقامات وتُعطَى للاخرين زورا وبهتانا ، كل هذه الأمور جعلت من الغلو والمعرفة سلاحا ذا حدَّين ، وخلاصة كلامنا هو : إنّ فكرة الغلو لا تختص بها الشيعة ، فهناك فرق ومذاهب فيها اتّجاهات مغالية كذلك.
فقد روى ابن الجوزي في مناقب أحمد ، قال : حدّثني أبو بكر بن مكارم ابن أبي يعلى الحربي ـ وكان شيخا صالحا ـ قال : قد جاء في بعض السنين مطر كثيرا جدّا قبل دخول رمضان بأ يّام ، فنمت ليلة في رمضان ، فرأيت في منامي كأ نّي جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره ، فرأيت قبره قد التصق بالأرض مقدار ساف ـ أي صف من الطين أو الَّلبِن ـ أو سافين ، فقلت : إنّما تمّم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث ، فسمعته من القبر وهو يقول : لا بل هذا من هيبة الحقّ عزّوجلّ قد زارني ، فسألته عن سرّ زيارته إيّاي في كلّ عام ، فقال عزّ وجلّ : يا أحمد لأ نّك نصرت كلامي فهو يُنشَر ويُتلى في المحاريب.
فأقبلت على لحده اُقبّله ، ثمّ قلت : يا سيّدي ما السرّ في أنّه لا يُقَبَّل قبرٌ إلاّ قبرك؟
فقال لي : يا بُنيّ ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّ معي شعرات من شعره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ألا ومَن يحبّني يزورني في شهر رمضان ، قال ذلك مرّتين (57).
وقال ابن الجوزي في ( الياقوت في الوعظ ) : إنّ اللّه‏ خصّ أبا حنيفة بالشريعة والكرامة ، ومن كرامته أنّ الخضر عليه‌السلام كان يجيء إليه كل يوم وقت الصبح ، ويتعلّم منه أحكام الشريعة إلى خمس سنين ، فلمّا توفي أبو حنيفة ، دعا الخضر عليه‌السلام ربّه فقال : يا رب إن كان لي عندك منزلة فَأْذَن لأبي حنيفة حتّى يعلّمني من القبر على عادته ، حتّى أعلّم الناس شريعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الكمال ليحصل لي الطريق ، فأجابه ربّه إلى ذلك ، وتمّت للخضر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دراسته على أبي حنيفة وهو في قبره في مدّة خمسة وعشرين سنة (58).
وقد حدّث المقدسي في ( أحسن التقاسيم ) دخوله إلى أصفهان بقوله : وفيهم بَلَهٌ وغلوٌّ في معاوية ، ووصف لي رجل بالزهد والتعبّد ، فقصدته وتركت القافلة خلفي ، فبتّ عنده تلك الليلة ، وجعلت أسائله إلى أن قلت : ما قولك في الصاحب؟ فجعل يلعنه.
قلت : ولِمَ؟
قال : إنّه أتى بمذهب لا نعرفه.
قلت : وما هو؟
قال : إنّه يقول أنّ معاوية لم يكن مرسلاً.
قلت : وما تقول أنت؟
قال : أقول كما قال اللّه‏ عزّوجلّ : ( لا نُفرِّقُ بينَ أحدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) أبو بكر كان مرسلاً ، وعمر كان مرسلاً ، حتّى ذكر الأربعة ، ثمّ قال : ومعاوية كان مرسلاً.
قلت : لا تفعل ، أمّا الأربعة فكانوا خلفاء ، ومعاو ية كان مَلِكا ، وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الخلافة بعدي إلى ثلاثين ثمّ تكون مُلكا » فجعل يُشنّع عليَّ ، وأصبح يقول للناس : هذا رجل رافضيّ قال المقدسي : فلو لم أهرب وأدركت القافلة لبطشوا بي (59).
وعليه إنّ القول باختصاص الشيعة بالغلوّ دون الآخرين فيه مجازفة وبهتا وابتعاد عن الحقيقة والواقع.
نعم ، توجد مجموعة مغالية دسّت نفسها بين الشيعة ، واُخرى مالت إلى التفويض ، وعندما أراد الإمام عليّ إحراق الغلاة ، خنقا بالدخان ، قالوا : هذه من وظائف الرب ، إذ لا يعذب بالنار إلاّ ربّ النار (60). لكنّ الأئمة كانوا يعارضون تلك الأفكار الفاسدة ويصحّحون لمن التبس الأمر عليهم ، ويَدعونهم إلى الجادة الوسطى.
فعن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : إنّ عليّا لمّا فرغ من قتال أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزطّ فسلّموا عليه وكلّموه بلسانهم ، فردّ عليهم بلسانهم ، ثم قال لهم : إنّي لست كما قلتم أنا عبداللّه‏ مخلوق ، فأبوا عليه وقالوا له : أنت هو.
فقال لهم : لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم فيّ وتتوبوا إلى اللّه‏ عزّوجلّ لأقتلنّكم ، فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا ، فأمر أن يُحفَرَ لهم آبار ، فحفرت ، ثمّ خرق بعضها إلى بعض ثمّ قذفهم [ فيها ] ، ثمّ خَمَّر رؤوسها ، ثمّ أُلِهبت النار في بئر منها ليس فيها أحد منهم ، فدخل الدخان عليهم فيها فماتوا (61).
وروي عن الإمام الرضا عليه‌السلام أنّه قال في جواب من سأل عن معنى ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّآلِّينَ ) : بأنّ من تجاوز بأميرالمؤمنين العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين ثمّ راح الإمام يصف ربَّ العالمين ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمّي يا بن رسول اللّه‏ ، فإنّ معي من ينتحل موالاتكم ويزعم أنّ هذه كلّها صفات عليّ عليه‌السلام ، وأنّه هو اللّه‏ ربّ العالمين.
قال : فلمّا سمعها الرضا عليه‌السلام ارتعدت فرائصه وتصبّب عرقا ، وقال : سبحان اللّه‏ سبحان اللّه‏ عمّا يقول الظالمون ، والكافرون ، أو ليس كان عليّ عليه‌السلام آكِلاً في الآكلين ، وشارِبا في الشاربين ، وناكحا في النّاكحين ، ومُحْدِثا في المحدثِين؟ وكان مع ذلك مصلّيا خاضعا بين يدي اللّه‏ ذليلاً ، وإليه أوّاها منيبا ، أفمن كان هذه صفته يكون إلها؟!
فإن كان هذا إلها فليس منكم أحد إلاّ وهو إله ، لمشاركته له في هذه الصفات الدالاّت على حدث كلّ موصوف بها .
فقال الرجل : يابن رسول اللّه‏ إنّهم يزعمون أنّ عليّا لمّا أظهر من نفسه المعجزات الّتي لا يقدر عليها غير اللّه‏ تعالى دلّ على أنّه إله ، ولمّا ظهر لهم بصفات المحدَثِين العاجزين لبّس بذلك عليهم وامتحنهم ليعرفوه ، وليكون إيمانهم به اختيارا من أنفسهم.
فقال الرضا عليه‌السلام : أوّل ماههنا أنّهم لا ينفصلون ممّن قَلَبَ هذا عليهم فقال : لمّا ظهر منه الفقر والفاقة دلّ على أنّ مَن هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله ، فعلم بهذا أنّ الّذي ظهر منه من المعجزات إنّما كانت فعل القادر الّذي لا يشبه المخلوقين ، لا فعل المحدَث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف ...
ثمّ قال الرضا عليه‌السلام : إنّ هؤلاء الضُّلاّل الكفرة ما أُتُوا إلاّ من جهلهم بمقادير أنفسهم حتّى اشتدّ إعجابهم بها ، وكثر تعظيمهم لما يكون منها ، فاستبدّوا بآرائهم الفاسدة ، واقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير سبيل الواجب ، حتّى استصغروا قدر اللّه‏ ، واحتقروا أمره ، وتهاونوا بعظيم شأنه ، إذ لم يعلموا أنّه القادر
بنفسه ، الغنيّ بذاته الّذي ليست قدرته مستعارة ، ولا غناهُ مستفادا ، والّذي من شاء أفقره ، ومن شاء أغناه ، ومن شاء أعجزه بعد القدرة وأفقره بعد الغنى.
فنظروا إلى عبدٍ قد اختصّه اللّه‏ بقدرته ليبيّن بهذا فضله عنده ، وآثره بكرامته ليوجب بها حجّته على خلقه ، وليجعل ما آتاه من ذلك ثوابا على طاعته ، وباعثا على اتّباع أمره ، ومؤمنا عباده المكلّفين مِنْ غلط مَنْ نصبه عليهم حجّة ولهم قدوة (62)
بلى ، إنّ الكرامات التي ظهرت من الأئمّة هي التي دعت هؤلاء أن يغلوا فيهم ، لأ نّهم لم يكونوا أُناسا عاديين ، لأنّ اللّه‏ قد منحهم وأعطاهم أشياءً لم يعطها لآخرين ، فتصوّروا أنّها من فعلهم على نحو الاستقلال ، في حين أنّ هذه الامور لم تكن من فعلهم على وجه الاستقلال ، بل هي فعل القادر المتعال ، الذي لا يشبه فعله فعل أحد من الناس. فتصوّروا أنّهم آلهة في حين أنّهم ( عِبَادٌ مُكرَمُون لا يسبِقُونَه بَالقَولِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعمَلُونَ ) (63).
وأمّا أهل التفويض فإنّهم لا يذهبون إلى كون النبيّ أو الإمام إلها كالغلاة ، لكنّهم يضفون عليه بعض صفات الأُلوهيَّة ، كالخالقية والرازقية والغافرية وتدبير أمر الخلق وما شابه ذلك على نحو الاستقلال فالغلاة كفرة ، والمفوِّضة مشركون ، والغلاة حسب تعبير الأئمّة : يصغّرون عظمة اللّه‏ ويدّعون الربوبية لعباد اللّه ‏(64) ، والمفوِّضة ليسوا بأقلّ من أُولئك.
************
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ٥٥٠ / ح ٦٠٤٤ ، مروج الذهب ٢ : ٣٤٩ ، السيرة الحلبية ٣ : ٤٩٨ ، خصائص الأئمة : ٣٩ ، نهج الايمان : ٦٦٠ / الفصل ٤٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٣:٣٣ ، مشاهير علماء الامصار:٦ ، المعجم الكبير ١:٩٧ / ح ١٦٨.
(٣) مسند أحمد ١ : ١٧٥ / ح ١٥١١ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٣٨ / ١٦٥ ، القول المسدد : ١٨ ، ذخائر العقبى : ٧٦ ، مناقب بن شهرآشوب ٢ : ٣٧ ، العمدة : ١٨٠.
(٤) الامالي للمفيد : ٦ / المجلس الاول / ح ٣ ، الامالي للطوسي : ٦٢٦ / ح ١٢٩٢ ، بحار الانوار ٣٩:٢٤٠.
(5) تاريخ إربل ١ : ١٠١ ، ايضاح الفوائد ١ : ٦ ، بحار الأنوار ٤٢ : ٢٨٣ ، فتح المغيث ٢:١٨٤.
(6) مسند أحمد ١ : ٣٣٠ / ح ٣٠٦٢ ، ٤ : ٣٦٨ / ح ١٩٣٠٠ ، مسند البزار ٩ : ٣٢٢ / ح ٣٨٧٢ ، الاوائل للطبراني : ٧٨ / باب أول من أسلم علي بن أبي طالب / ح ٥١ و ٥٣ ، الاوائل لابن أبي عاصم : ٧٩ / ح ٧٠ و ٧٤ و ١٠٧ ، طبقات ابن سعد ٣ : ٢١.
(7) المعجم الكبير ١ : ٩٥ / ح ١٦٣ ، ٦ : ٢٦٩ / ح ٦١٨٤ ، مسند البزار ٩ : ٣٤٢ / ح ٣٨٩٨ / ح ١٩٣٠٣ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٢ ، عن الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، الاستيعاب ٣ : ١٠٩١ ، ١٠٩٥ ، ٤ : ١٨٢٠.
(8) نهج البلاغة ٢ : ١٣ / الخطبة ١٣١ ، الطبقات الكبرى ٣ : ٢١ ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ٥٠٠ ، قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٣ ، قال : رجاله رجال الصحيح عدا حبة العرني وقد وثقاه ، مصنف بن أبي شيبة ٨ : ٤٣ ، سنن ابن ماجه ١ : ٤٤ / ح ١٢٠.
(9) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ح ٣٧٢٠ ، مسند أبي يعلي ١ : ٤٣٧ / ح ٤٤٥ ، ١ : ٤٠١ / ح ٥٢٨ ، ٤ : ٢٦٦ / ح ٢٣٧٩ ، مسند أحمد ١ : ٢٣٠ / ح ٢٠٤٠ ، معجم الشيوخ ١٤٤ / ح ٩٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥ / ح ٤٢٨٨ ، المعجم الكبير ١٢ : ٤٢٠ / ح ١٣٥٤٩ الاصابة ٤ : ٥٦٥ ، تاريخ بغداد ٧ : ٣٨٧.
(10) تفسير السمعاني ١:٣٢٧ ، تفسير ابن كثير ١:٣٧٢ ، تفسير البغوي ١:٣١٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣:١٦٣ / ح ٤٧١٩ ، قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(11) سنن أبي داود ٢ : ٢٤٠ ، سنن النسائي ٦ : ١٢٩ ، ١٣٠ ، مسند أحمد ١ : ٨٠ ، مسند البزار ٢ : ١١٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ١٢٤ ، البداية والنّهاية ٧ : ٣٤٢.
(12) اُنظر كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة ١ : ١٠٥ ، الخطبة ٥٦ ، و ١ : ٢٠٠ ، الخطبة ١٠٤ وما ذكره ابن اعثم في كتاب صفين : ٣١٥ ، ٥٢٠ ، انظر تاريخ الطبري ٢ : ٦٥ ، الأغاني ١٥ : ١٨٧.
(13) تفسير الطبري ٩ : ٢٢٨ ، الدر المنثور ٤ : ٥١ ، ٥٣ ، المصنف عبدالرزاق ٥ : ٣٨٩ ، المعجم الكبير ١١ : ٤٠٧.
(14) اُنظر تاريخ الطبري ٢ : ٢٠ ، و ٢ : ٥٠ ، و ٢ : ١١٣ ، تاريخ خليفة : ٦٧.
(15) اُنظر المعجم الكبير ١١ : ٦٥ / ح ١١٠٦١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٧ ، ١٣٨ ، التفسير الكبير ٣ : ١٣٧ ، ١٣٨ ، ٨ : ٢٠ ، شرح المقاصد ٢ : ٣٠٠ ، ينابيع المودة ١ : ١٣٧ ، ٢٠٥٢ ، ٢٢٠ ، ٢٢٢ ، وغيره.
(16) اُنظر سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ح ٣٧٢١ ، المعجم الكبير ١ : ٢٥٣ / ح ٧٣٠ ، و ٧ : ٨٢ / ح ٦٤٣٧ ، و ١٠ : ٢٨٢ / ح ١٠٦٦٧ ، سنن النسائي الكبرى ٥ : ١٠٧ / ح ٨٣٩٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤١ / ح ٤٦٥٠ ، و ٣ : ١٤٢ / ح ٤٦٥١ ، علل الشرائع ١ : ٦١ ، الفصول المختارة : ٩٦ ، كنز الفوائد : ٢٢٨ ، الامالي للطوسي : ٢٥٣ ، و ٣٣٣ ، و ٥٥٨ ، الاحتجاج للطبرسي ١ : ١٧٣ ، و ١٧٤ و ١٩٠.
(17) مسند البزار ٣ : ١٠٥ / ح ٨٩١ ، السنة لابن أبي عاصم ٢ : ٥٩٩ / ح ١٣٣٠ المطالب العالية ٨ : ٣٨٤ / ح ١٦٨٥ مجمع الزوائد ٩ : ١٥٦ ، خصائص علي للنسائي ١ : ٩٠ / ح ٧٣.
(18) السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٢٦ / ح ٨٤٥١ ، المعجم الكبير ١٢ : ٣٢١ ، الذيل على جزء بقي بن مخلد : ١٢٦ ، عيون اخبار الرضا ١ : ١٦ / ح ٣٠ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٨٦ / ح ٣٣٥٦٠ ، شرح الاخبار ١ : ١٢١ / ح ٤٨.
(19) بصائر الدرجات : ١٨٦ / ح ١٩ ، علل الشرائع ١ : ١٧٠ / ح ١ ، ٢ ، كنز الفوائد : ١٨٥ ، امالي الطوسي : ٥٨ / ح ٨٣ ، المعجم الكبير ٣ : ٥٧ / ح ٢٦٧٥ ، شرح النهج ١٣ : ٢١١ ، تاريخ الطبري ٢ : ٦٣ ، جواهر المطالب ١ : ٨٠.
(20) عيون أخبار الرضا ١ : ١٣/ح ٢٣ ، الخصال : ٤١٥/ح ٥ ، امالي الصدوق : ٢٥٠ / ح ٢٧٥ ، كفاية الأثر : ١٢١ ، كتاب السنة لابن أبي عاصم:٥٥١ / ح ١١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٠٧ / ح ٨٣٩٧ ، ٥ : ١٣٤ / ح ٨٤٧٩ ، وخصائصه : ١٠١ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٩.
(21) المعجم الكبير ١ : ١٠٧ / ح ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٣٤ ، سنن النسائي الكبرى ٥ : ١٢٥ / ح ٨٤٥٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٦ / ح ٤٦٣٥ ، مناقب الكوفي ١ : ٣٣٩ / ح ٢٦٥ ، العمدة : ٤٤٤ / ح ٩٢٧.
(22) الخصال : ٣٧٦ ، الاختصاص : ١٧٤ ، بحار الأنوار ٣١ : ٣٤٩ ، و ٣٥ : ٤٥٠ ، و ٣٨ : ١٧٨ ، و ٦٤ : ١٩٠ ، ينابيع المودة ١ : ٢٨٥.
(23) عيون اخبار الرضا ١ : ٢١٧ وعنه في بحار الانوار ٢٥ : ١٣٥ / ح ٦ ، وانظر نهج البلاغة ٢ : ٨ / الخطبة ١٢٧ ، الغارات ٢ : ٥٨٩ ، شرح الاخبار ٢ : ٤٠٥ / ح ٧٤٨. والآيات من ١١٦ = ١١٧ من سورة المائدة آية ١١٦ ـ ١١٧.
(24) انظر قول الشافعي في حلية الأبرار للبحراني ٢ : ١٣٦ ، إذ قيل له : ما تقول في علي؟ فقال : وماذا اقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا ، وأخفت اعداؤه فضائله حسدا ، وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين.
(25) منتهى المطلب ١ : ١٤٨ / البحث الرابع من المقصد الاول من كتاب الطهارة ، تذكرة الفقهاء
١ : ٦٨ ، شرائع الإسلام ١ : ١٢ ، ١٣ ، والرسائل التسع : ٢٧٧ الذكرى للشهيد الاول ١ : ١٠٩ ، العراض الثامن من الفصل الاول من باب الطهارة ، الرسائل العشر لابن فهد الحلي : ١٤٦ ، في النجاسات وأحكامها ، جامع المقاصد ١ : ١٦٠ ، مسالك الافهام ١ : ٢٣.
(26) كشف اللثام ٢ : ١٩.
(27) قواعد الاحكام ، العلاّمة الحلي ٣ : ٣١٨.
(28) قواعد الاحكام ١ : ٢٢٣ ، شرائع الإسلام ١ : ٣٠.
(29) تذكرة الفقهاء ٢ : ٢٥.
(30) قواعد الأحكام ٣ : ٣٤٤ ، تحرير الأحكام ٢ : ١٧١.
(31) منتهى المطلب ١ : ١٥٢.
(32) الفتوحات المكّية ١ : ٢٠٠. الباب الثلاثون « في معرفة الطبقة الاولى والثانية من الاقطاب » ... الخ.
(33) تاريخ الطبريّ ٢ : ٢٣٢ ، سيرة ابن هشام ٦ : ٧٥ ، الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول اللّه‏ ٢ : ٤٣٣ ، السيرة الحلبية ٣ : ٤٧٥ ، وفي صحيح البخاريّ ٣ : ١٣٤١ / ح ٣٤٦٧ / الباب الخامس ، قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو كنت متخذا خليلاً ، عن عائشة قالت : فقام عمر يقول : واللّه‏ ما مات رسول اللّه‏ ، قالت : وقال عمر : واللّه‏ ما كان يقع في نفسي إلاّ ذاك وليبعثنّه اللّه‏ فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم.
(34) تاريخ أبي الفداء ١ : ٢١٩ ، الغدير ٧ : ٧٤ ، وانظر تاريخ الطبري ٢ : ٢٣٣ وفيه كان عمر يتوعد الناس بالقتل.
(35) من ابيات القصيدة العمرية لحافظ إبراهيم. انظر ديوانه ١ : ٨١.
(36) جامع كرامات الاولياء : ١٥٦ ـ ١٥٨ المكتبة الشعبية بيروت لبنان ط سنة ١٩٧٤ م. وفي التفسير الكبير ٢١ : ٧٤ ـ ٧٥ في تفسير قوله تعالى «أم حسبت ان أصحاب الكهف» : روى أن نيل مصر كان في الجاهلية يقف في كلّ سنة مرة واحدة ، وكان لا يجري حتى يُلقَى فيه جارية واحدة حسناء ، فلما جاء الإسلام كتب عمرو بن العاص بهذه الواقعة إلى عمر ، فكتب عمر على خرقه : أيّها النيل إن كنت تجري بأمر اللّه‏ فاجر ، وإِن كنت تجري بأمرك فلا حاجة بنا إليك ، فألقيت تلك الخرقه في النيل فجرى ولم يقف بعد ذلك.
(37) السيرة الحلبية ٣ : ٤٩٣ ، التفسير الكبير ٢١ : ٧٤ في قوله تعالى ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ ) ، والرواية كذلك في تاريخ دمشق ٣٠ : ٤٣٦ ، والخصائص الكبرى ٢ : ٤٩٢ ، وكنز العمال ١٢ : ٢٤١ ، إلاّ أنّها في المصادر الثلاثة الاخيرة روايات منكرة وغريبة.
(38) تاريخ الخلفاء : ١٢٢ ، ١١٦ ، فضائل الصحابة لاحمد : ١١.
(39) تاريخ الخلفاء : ١٢٢ ـ ٤.
(40) التهذيب ١ : ٤٦٨ / ح ١٥٣٥ وسائل الشيعة ٢ : ٤٧٧ / ح ٢٦٩١ ، مناقب بن شهرآشوب ٢ : ٨٨ ، وانظر سنن أبي داود ٣ : ١٩٦ / ح ٣١٤١ ، وسنن ابن ماجة ١ : ٤٧١ / ح ١٤٦٦.
(41) ذهب بعض العامة كالشافعي وبعض الحنفية والمالكية وبعض الخاصة كالفاضل الدربندي في ( اسرار الشهادة ) إلى طهارة دم المعصوم ، مستدلين بآية التطهير ، وما روى عن أبي طيبة الحجام من أنه شرب دم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما حملك على ذلك؟
(42) مقامع الفضل ١ : ٢٨٣ ، مسألة / رقم ٢٧٥.
(43) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ١ : ١٧٤.
(44) مقدمة ابن خلدون : ١٩٩.
(45) قال الصادق : من قال إنّا أنبياء فعليه لعنة اللّه‏ ، ومن شكّ في ذلك فعليه لعنة اللّه‏ ، رجال الكشي ٢ : ٥٩٠ / الرقم ٥٤٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٩٦ / الرقم ٥٧. وفي آخر قال الصادق : يا أبا محمد ابرأ ممن يزعم أنّا أرباب ، قلت : برئ اللّه‏ منه ، فقال : ابرأ ممن زعم أنّا أنبياء ، قلت : برئ اللّه‏ منه ، رجال الكشي ٢ : ٥٨٧ / الرقم ٥٢٩ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٩٧ / الرقم ٦٠.
(46) كشف الغمة ٢ : ٤١٥ وعنه في بحار الانوار ٢٥ : ٢٨٩ / ح ٤٥ ، وانظر بحار الانوار ٤٧ : ١٤٨.
(47) بصائر الدرجات : ٢٦١ / ح ٢٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٣٤١ / ح ٢٥.
(48) بصائر الدرجات :٢٥٦ / ح ٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٧٩ / ح ٢٢.
(49) الخرائج والجرائح ٣ : ٦٣٩ / ح ٤٤ وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ١٠٧ / ح ١٣٧ والمتن منه.
(50) أي لا يصاب بآفة.
(51) كشف الغمة ٣ : ١٧٩ ـ ١٨٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ١٧٧ / الرقم ٥٦.
(52) انظر رجال الكشي ٢ : ٥٨٧ / ٥٣٠.
(53) انظر رجال الكشي ٢ : ٥٩٤ / ٥٥١.
(54) مناقب أحمد : ٤٥٤.
(55) الياقوت في الوعظ ، لأبي فرج علي بن الجوزي : ٤٨. وهذا الكلام مصداق لقول القائل : حدّث العاقل بما لا يليق فان صدقك فلا عقل له.
(56) أحسن التقاسيم : ٣٣٩ ، طبعة القاهرة ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩١ م ، «مكتبة مدبولي».
(57) جاء في رجال الكشي ١ : ٣٢٣ / الرقم ١٧٠ ، عن الإمام الباقر أنه قال : إن عبداللّه‏ بن سبا كان يدّعي النبوّة ويزعم أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام هو اللّه‏ ( تعالى عن ذلك ). فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام فدعاه وسأله فأقرّ بذلك ، وقال : نعم أنت هو ، وقد كان اُلقي في روعي أنّك أنت اللّه‏ وأنّي نبيّ.
فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك اُمّك وتب ، فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيّام فلم يتب ، فأحرقه بالنّار ، وقال : إنّ الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك.
(58) الكافي ٧ : ٢٥٩ / ح ٢٣ / من باب حد المرتد ، من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٥٠ / ٣٥٥٠ ، وانظر مناقب بن شهرآشوب ١ : ٢٢٧ ، وبحار الأنوار ٢٥ : ٢٨٥ / ح ٣٨ عن المناقب ، و ٢٥ : ٢٨٧ / ح ٤٣ عن الكشي ، و ٤٠ : ٣٠١ / ح ٧٧ عن الكافي.
(59) تفسير العسكري : ٥٢ ـ ٥٨ وعنه في الاحتجاج للطبرسي ٢ : ٢٣٢ ـ ٢٣٤ وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٧٣ / ح ٢٠.
(60) الأنبياء : ٢٦ ، ٢٧.
(61) امالي الطوسي : ٦٥٠ / ح ١٣٤٩ وعنه في بحار الانوار ٢٥ : ٢٦٥ ح ٦ / باب نفي الغلو


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page