طباعة

الجهة الاُولى :وجود الله تعالى

    وجوده تعالى أغنى من أن يحتاج إلى بيان أو يتوقّف على برهان ، حيث إنّ العيان يغني عن البيان ، والوجدان يكفي عن البرهان .
    وقد أيقن به كلّ ذي علم ، وأدركه كلّ ذي عقل ، وأحسّ به كلّ ذي شعور ، وفهمته كلّ فطرة بحيث أغنى الصباح عن المصباح .
    حتّى الذي ينكره بلسانه لا محالة يتوجّه إليه عند الإضطرار بقلبه وجَنانه ، بل يمكن القول بأنّ وجوده الشريف فطريّ جبلّي حتّى للبهائم والحيوانات كما في قصّة نملة سليمان (عليه السلام) وقضايا الوجدان التي تدلّنا على توجّه الحيوانات أيضاً إلى الله تعالى .. ففي الحديث :
    « إنّ سليمان بن داود خرج يستسقي ، فمرّ بنملة مُلقاة على ظهرها ، رافعة قوائمَها إلى السماء وهي تقول : اللهمّ أنا خلقٌ من خلقك ولا غنى بنا عن رزقك ، فلا تهلكنا بذنوب غيرنا .
    فقال سليمان : اِرجعوا فقد سُقيتم بغيركم » (1).
    وفي الأخبار شواهد كثيرة على ذلك يقف عليها المتتبّع .
    فإثبات وجود الصانع إذن لا يحتاج في الحقيقة إلى دليل بعد حكم الفطرة ; إذ مقتضى الفطرة عدم الحاجة بعدها إلى الأدلّة ..
    إلاّ أنّه تبرّكاً بوحي السماء وإتماماً للحجّة الغرّاء نشير إلى هذه الأدلّة الآتية الدالّة على وجود الله جلّ شأنه :
1 ـ دليل الكتاب
2 ـ دليل السنّة
3 ـ الدليل العقلي
________________________________________________________________________________
(1) حقّ اليقين : (ج1 ص10) .