قد عرفت أنّ وجود الله تعالى غنيّ عن البيان ، بل هو فطري لكلّ إنسان ، ولا يمكن إنكاره لكلّ ذي وجدان .
ومع ذلك ـ على مسلك الإستدلال ـ تُقام الحجّة لتنكشف المحجّة على وجود الخالق ، وظهور الصانع بالبراهين العقلية والأدلّة اللُبّية ، مضافاً إلى الأدلّة المتقدّمة الشرعية .
والأدلّة العقلية على وجود الله كثيرة وفيرة بتناسب كلّ ذي بصر وبصيرة ، مضافاً إلى برهان العلّة ، ودليل الحكمة على وجود الله الخالق وهو : ( كلّما بالغير ـ وهي الممكنات ـ لابدّ وأن ينتهي إلى ما بالذات ـ وهو واجب الوجود ـ ليكون الذاتي علّة العلل وخالق المخلوقات .. وإلاّ لزم التسلسل وهو محال ) .
فيثبت وجود الذاتي الواجب ، الخالق لمن سواه ، وليس المستحقّ لذلك إلاّ الله ( جلّ جلاله وعمّ نواله ) .
والأدلّة العقليّة الوجدانية الواضحة على وجود الخالق تعالى كثيرة جدّاً ـ كما قلنا ـ نختار منها البراهين الخمسة التالية :
الأوّل : برهان النظم
الثاني : امتناع الصِّدفة
الثالث : برهان الاستقصاء
الرابع : برهان الحركة
الخامس : برهان القاهريّة
3 ـ الدليل العقلي
- الزيارات: 886