في أحاديث كثيرة منها ما يلي :
1 ـ حديث محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ( المشيّة مُحدَثة ) (1).
2 ـ حديث عبدالله بن ميمون القداح قال : دخل على أبي عبدالله (عليه السلام) أو أبي جعفر (عليه السلام) رجل من أتباع بني اُميّة فخفنا عليه ، فقلنا له : لو تواريت وقلنا ليس هو هاهنا .
قال : بل ائذنوا له فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ عند لسان كلّ قائل ويد كلّ باسط ، فهذا القائل لا يستطيع أن يقول إلاّ ما شاء الله ، وهذا الباسط لا يستطيع أن يبسط يده إلاّ بما شاء الله ، فدخل عليه فسألـه عن أشياء وآمن بها وذهب ) (2).
3ـ حديث الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
( أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام) يا داود ! تريد واُريد ولا يكون إلاّ ما اُريد ، فإن أسلمتَ لما اُريد أعطيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لما اُريد أتعبتك فيما تريد ، ثمّ لا يكون إلاّ ما اُريد ) (3).
4 ـ حديث سليمان بن جعفر الجعفري قال : قال الرضا (عليه السلام) : ( المشيّة والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أنّ الله تعالى لم يزل مريداً شائياً فليس بموحّد ) (4).
5 ـ حديث أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، قال : قلت له :
( إنّ أصحابنا بعضهم يقولون بالجبر وبعضهم بالإستطاعة .
فقال لي : اكتب : قال الله تبارك وتعالى : يا بن آدم ! بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوّتي أدّيت إليّ فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ، جعلتك سميعاً بصيراً قويّاً ، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك ، وذلك أنا أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، وذلك أنّي لا اُسأل عمّا أفعل وهم يُسألون ، قد نظمت لك كلّ شيء تريد ) (5).
6 ـ حديث العرزمي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
( كان لعلي (عليه السلام) غلام اسمه قنبر وكان يحبّ عليّاً (عليه السلام) حبّاً شديداً ، فإذا خرج علي (عليه السلام) خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر ! ما لك ؟
قال : جئت لأمشي خلفك ، فإنّ الناس كما تراه يا أمير المؤمنين فخفت عليك .
قال : ويحك ! أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟!
قال : لا ، بل من أهل الأرض .
قال : إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئاً إلاّ بإذن الله عزّ وجلّ من السماء ، فارجع ، فرجع ) (6).
7 ـ حديث فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : ( شاء وأراد ولم يحبّ ولم يرض .
شاء أن لا يكون شيء إلاّ بعلمه ، وأراد مثل ذلك ، ولم يحبّ أن يقال له : ( ثالث ثلاثة ) ، ولم يرض لعباده الكفر ) (7).
8 ـ ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال :
( سبق العلم ، وجفّ القلم ، وتمّ القضاء بتحقيق الكتاب وتصديق الرسالة والسعادة من الله والشقاوة من الله عزّ وجلّ .
قال عبدالله بن عمر : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يروي حديثه عن الله عزّ وجلّ قال : قال الله عزّ وجلّ : يا بن آدم ! بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبعصمتي وعفوي وعافيتي أدّيت إليّ فرائضي ، فأنا أولى بإحسانك منك ، وأنت أولى بذنبك منّي .
فالخير منّي إليك بما أوليت بَداء والشرّ منّي إليك بما جنيت جزاء ، وبسوء ظنّك بي قنطت من رحمتي ، فلي الحمد والحجّة عليك بالبيان ، ولي السبيل عليك بالعصيان ، ولك الجزاء والحسنى عندي بالإحسان ، لم أدع تحذيرك ، ولم آخذك عند عزّتك ، ولم اُكلّفك فوق طاقتك ، ولم اُحمّلك من الأمانة إلاّ ما قدرت عليه ، رضيت منك لنفسي ما رضيت به لنفسك منّي ) (8).
9 ـ حديث أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون يوماً علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال له : يا بن رسول الله ! ما معنى قول الله عزّ وجلّ : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الاَْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ ) (9) ? فقال الرضا (عليه السلام) : ( حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) : أنّ المسلمين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لو أكرهت يا رسول الله ! من قدرت عليه من الناس على الإسلام لَكَثُرَ عددنا وقوينا على عدوّنا ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما كنت لألقى الله عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئاً وما أنا من المتكلّفين .
فأنزل الله تبارك وتعالى : يا محمّد ! ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الاَْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ) على سبيل الإلجاء والإضطرار في الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلتُ ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثواباً ولا مدحاً ، لكنّي اُريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين ليستحقّوا منّي الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنّة الخلد ( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ، وأمّا قوله عزّ وجلّ : ( وَمَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ ) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنّها ما كانت لتؤمن إلاّ بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبّدة وإلجاؤه إيّاها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها .
فقال المأمون : فرّجت عنّي يا أبا الحسن فرّج الله عنك ) (10).
---------------------------
(1) توحيد الصدوق : (ص336 ب55 ح1) .
(2) توحيد الصدوق : (ص337 ب55 ح3) .
(3) توحيد الصدوق : (ص337 ب55 ح4) .
(4) توحيد الصدوق : (ص338 ب55 ح5) .
(5) توحيد الصدوق : (ص338 ب55 ح6) .
(6) توحيد الصدوق : (ص338 ب55 ح7) .
(7) توحيد الصدوق : (ص339 ب55 ح9) .
(8) توحيد الصدوق : (ص340 ب55 ح10) .
(9) سورة يونس : (الآيتان 99 و100) .
(10) توحيد الصدوق : (ص341 ب55 ح11) .
2 ـ السنّة الشريفة
- الزيارات: 827