إنه قد لا يخفى على قارئ ما يعانيه كاتب وهو يحاول الاقتراب من مقامٍ عليٍّ كَمَقام عليّ ذلك المقام الذي طالما أدهش العقول ، وأذهل البصائر ، وحيّر الألباب فليس لأحد بعد النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم من مقام يشبه مقام رجل اقترنت حياته كلها بحياة ذلك النبي العظيم ، منذ ولادته وعلى امتداد أيام نشأته ، ومنذ فجر الإسلام ومبعث النبي وعلى امتداد ايام دعوته وفصول جهاده وحتى لحظاته الأخيرة بل حتى توديع جثمانه الطاهر ، بل بعد ذلك إلى يوم الدين إذ به قد امتد نسل النبي من ابنته الوحيدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بل حتى في يوم الدين وبعده في مقام الخلود تقترن الشخصيتان في أعظم مقام عند الله تعالى فلواء الحمد لخاتم النبيين محمد ، وحامله علي ، وحوض الكوثر تحفة الله لنبيه محمد ، والساقي عليه عليّ ، والمقام المحمود في الجنان لسيد الخلق محمد ، وصاحبه فيه عليّ فمهما أفاض القلم بالمداد ، ومهما أبدع الكاتب وأجاد ، فإن الذي بينه وبين حقيقة مقام علي مسافات شاسعة ودنيا واسعة .. ويبقى جهد المقل في صفحات معدودات أن يستعيد العناوين الرئيسية التي تستوعبها الكتابات التقليدية عن رجل له هذا المقام الكبير وغاية هذا الكتاب هي الوقوف عند مثل هذه العناوين ، إسهاماً في تأكيد الحق العلوي الذي لا يحجب اشراقه كل ما وضعه جبابرة التاريخ من حُجب ، ولا يعلو عليه كل ما راكموه من باطل .تناولنا ذلك معتمدين التركيز والاختصار ، مع التوثيق المناسب.
وقد جاء هذا الكتاب في ثلاثة أبواب : تناول الباب الأول : حياة علي عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في فصلين
الفصل الأول : علي عليهالسلام مع الرسول قبل البعثة.
الفصل الثاني علي عليهالسلام مع الرسول بعد البعثة والذي يقسم إلى مبحثين :
المبحث الأول : في مكة.
المبحث الثاني : في المدينة.
وتناول الباب الثاني : علي عليهالسلام قبل تولي الخلافة ، على النحو الاتي : مدخل في خصائصه والادلة على امامته.
الفصل الأول : قصة السقيفة.
الفصل الثاني : مع أبي بكر وعمر وعثمان.
والباب الثالث : خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام وهو في فصلين :
الأول : تولي الخلافة وسياسته عليهالسلام في الإصلاح
الثاني : علي عليهالسلام في العراق.
راجين أن نكون قد وفينا بهذا الجهد المتواضع بعض الحق الذي في أعناقنا لهذا الامام الكبير ، آملين الفوز بشفاعته .. والله من وراء القصد.
المقدمـة
- الزيارات: 1383